واشنطن - الجزائر اليوم
يحتل فيلم The Dark Knight أو فارس الظلام مكانة متميزة متقدمة في قائمة أفضل الأفلام في تاريخ السينما العالمية، ويعود الفضل الأساسي في تميز العمل إلى كريستوفر نولان مخرج الفيلم الذي شارك أيضاً في إنتاجه وكتابة السيناريو.الفيلم هو الجزء الثاني من سلسلة أفلام باتمان لكريستوفر نولان، إذ سبقه بداية باتمان وتلاه نهوض فارس الظلام، وعرض الفيلم في عام 2008، وأحدث ضجة جماهيرية ونقدية هائلة عند عرضه، وحقق إيرادات تقدر بأكثر من مليار دولار رغم أن ميزانيته لم تتعدَ 185 مليون دولار، ويعد ضمن قائمة العشرين فيلماً الأعلى تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما العالمية.
143 جائزة وترشيحاً
وبالنسبة للجوائز والترشيحات فقد نال 81 جائزة، و62 ترشيحاً، منها 8 ترشيحاتٍ لجائزة الأوسكار، اقتنص منها جائزة أفضل مونتاج صوتي ومُنح هيث ليدجر بعد وفاته جائزة أفضل ممثلٍ مساعدٍ.خلافاً لما هو تقليدي فإن البطل في الفيلم الذي يمتد لـ152 دقيقة هو الشخصية الشريرة أو الجوكر الذي لعب دوره باقتدار الممثل الراحل هيث ليدجر، حتى اقترنت تلك الشخصية به، مع كل الاحترام لجواكيم فونيكس الذي جسد تلك الشخصية بأبعاد درامية مختلفة في الفيلم الذي حاز عنه جائزة أوسكار أفضل ممثل في العام الماضي.
دمار وفوضى
يبدأ الفيلم عندما يشيع الجوكر أجواء دمار وفوضى على شعب جوثام، ويضطر باتمان لأن يقبل أحد أعظم الاختبارات النفسية والجسدية لكي يختبر قدرته على محاربة الظلم.وظهر الجوكر بشكل مختلف عما اعتاد عليه هواة القصص المصورة، سواء في الشكل أو تبرير ملامحه الغريبة، أو في شخصيته الفوضوية، التي تعكس شخصيته اللامبالية.وركز الفيلم على العلاقة الجدلية بين باتمان والجوكر بوصفهما نقيضا بعضهما البعض وأن كلاً منهما سببٌ لوجود الآخر، وكأنهما يُمارسان لعبة القط والفأر طيلة حياتهما.
شرير رائع
واستلهم الفيلم خطه الدرامي من قصص عديدة لباتمان، جسدها في السيناريو كريستوفر وشقيقه المؤلف جوناتان نولان، ومعهما ديفيد جوير وبوب كين، كما استلهم فريق السيناريو روايات أخرى مثل وصية الدكتور مابوس الذي درسه المؤلفون لخلق شخصية الشرير الرائع الشديد القوة والذكاء.ولكي يجيد تجسيد الشخصية، حبس ليدجر نفسه في غرفة فندق لعدة أسابيع لكي يتدرب على طبقات الصوت والملامح والتعبيرات والشكل النهائي، واستلهم بعض الخطوط من الفيلم الكلاسيكي Clockwork Orange.
ورفض نولان في البداية عمل أجزاء لسلسلة باتمان، ولكن شخصية الجوكر بالذات هي التي أقنعته بتغيير رأيه والموافقة على إخراج الجزء الثاني من الثلاثية، وكان ليدجر هو الخيار الأوحد لدى نولان من البداية.
أبعاد درامية
وأضفت وفاة ليدجر المفاجئة في يناير 2008، عن عمر يناهز 28 عاماً أبعاداً درامية حقيقية على الفيلم، وأصبح أداؤه بمثابة الأسطورة، وتردد جدل كبير حول احتفاظه بـ«مذكرات سرية» أثناء التحضير للعمل، وهو ما ثبت بعد ذلك صحته.وكالعادة لم تكن ماجي جيلينهال التي جسدت دور مساعد المدعي هي الخيار الأول، بعد أن اعتذرت كاتي هولمز التي لعبت الدور في الفيلم الأول بسبب انشغالها بتصوير فيلم آخر، وشملت قائمة الترشيحات إميلي بلانت، وراشيل ماك آدامز.في المقابل ضمت قائمة الترشيحات لدور المدعي العام للمدينة عدة نجوم مثل بروس واين، مات ديمون، وريان فيليب، قبل أن يتم الاستقرار على هارفي دنت.
الطريف أن البطل مايكل كين كان متشككاً في إمكانية نجاح الفيلم من البداية، ولكنه غير رأيه بمجرد أن عرف أن هيث ليدجر سيلعب دور الجوكر، لأنه كان متخوفاً من سطوة أداء جاك نيكلسون للشخصية في فيلم باتمان عام 1989، وكان يدرك أن ليدجر فقط هو منْ يستطيع أداء الشخصية بشكل مختلف ومتميزالطريف أن كين نسي الحوار من الخوف عندما شاهد الجوكر أمامه في أحد المشاهد.
الديلفري ملهماً
واستلهم المؤلف جروح وندوب وجه الجوكر من شخص حقيقي، هو عامل ديلفري في تشيلسي، أصيب بها من جراء مهاجمة الكلاب الشرسة له.وكان الفيلم الأول درامياً الذي يستخدم كاميرات IMAX التي كانت تستخدم فقط في تصوير الأفلام الوثائقية، ومن بعدها أصبحت هي القاسم المشترك في التصوير والإخراج. الغريب أن خوسيان كالكان عمدة مدينة باتمان توركي الصغيرة رفع قضية ضد المخرج والشركة المنتجة لأنه اعتقد أن الفيلم ترك صورة سلبية عن المدينة وعنه شخصياً، واستخدم اسم المدينة من دون أن يحصل على إذن منه!
وقد يهمك أيضًا:
أبرار العقيلي تطمح لجائزة الأوسكار بعد 5 سنوات
يسرا "سعيدة" بحصول محمد الصغير على جائزة الأوسكار