القاهرة - الجزائر اليوم
يرتكز فيلم بينز الذي يعرض في قسم DISCIVERY أو قسم الموجة الجديدة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي على قصة حقيقية، ويؤرخ العمل الأول لتريسي دير لـ78 يوماً من المواجهات بين مجتمعين للسكان الأصليين في كندا «موهوك» والقوات الحكومية في مقاطعة كويبيك الكندية في عام 1990.ففي الفترة من يوليو إلى سبتمبر 1990، اندفعت قبيلتان من الموهوك هما كوهناوا، كانهساتا، لمقاومة شرطة مقاطعة كويبيك والجيش الكندي.
واستمرت الأزمة أو المواجهة 3 أشهر وشغلت اهتمام الكنديين جميعاً، وتمثلت في احتجاج المجتمعين على تمديد ملعب للغولف على حساب الغابات ومقابر السكان الأصليين.ويصور العمل المدهش الذي كتبته وأخرجته الكندية تريسي دير تفاصيل تلك الأزمة التي عايشتها وتابعتها بوصفها من السكان الأصليين «الموهوك».ويحكي الفيلم قصة فتاة من الموهوك تدعى بينز، في الـ12 من عمرها لعبت دورها الطفلة كياونتيو مقدمة أداءً استثنائياً أشاد به كل من شاهد الفيلم.
بينز الطالبة الذكية كانت تحاول أن تجد لنفسها مكاناً في مجتمعها، ولكن كانت تواجه العديد من التحديات.بالإضافة إلى المواقف المعقدة المميزة جداً للمراهقة، فقد واجهت تعقيدات انغماسها في القضايا العامة، والآثار المدمرة لتجربة العنصرية العنيفة والبغيضة بشكل مباشر.وتشعر بينز بالحيرة وهي تتردد بين عالمين، بين الطفولة والمراهقة بحكم عمرها، وبين هويتها كواحدة من السكان الأصليين والثقافة البيضاء للمستوطنين.
ولكنها تنجح بمهارة في التنقل بين العالمين، وتقديم رسالة مقنعة ومهمة عن الهوية الذاتية في سياق مجتمعي واسع.وعلى غرار الطريقة التي شقت بها الانيس أوبومسوين مساراً لروايات السكان الأصليين الأصلية على الشاشة مع عمل إبداعي آخر هو Kanehsatake: 270 Years of Resistance، أو كانهساتيك: 270 عاماً من المقاومة، تصوغ المخرجة دير طريقها الإبداعي لاستكشاف الأحداث المروعة في موطنها، والمتجذرة في تجربتها الخاصة عندما كانت مراهقة.
«بينز» دراما قوية ناضجة عن الاحتجاجات والهوية، والحق الذي لا يضيع ما دام وراءه مطالب، والإرادة التي تتحدى القوة، وهي ترسم صورة حساسة عن الصراعات المجتمعية والداخلية الناجمة عن التعايش والتفاعل مع قضايا الحياة والوجود، وهي ترسم الطريق لجيل جديد من صناع الأفلام من سكان كندا الأصليين.
وكانت المخرجة تريسي دير قد شاركت في كتابة وإخراج وإنتاج دراما «فتيات الموهوك» التي فازت بخمس جوائز في مهرجانات الدراما الكندية.كما عملت مع شبكة سي بي سي، ومجلس الفيلم الوطني الكندي، والعديد من الجهات السينمائية المستقلة لإنتاج أعمال توثيقية ودرامية.وفي سياق متصل، ترشحت 4 سنوات متتالية أيضاً لجائزة أفضل مخرجة كوميدية في جوائز الشاشة الكندية، كما كرمها مهرجان تورنتو السينمائي من قبل.
قد يهمك ايضا: