النساء الحوامل

تعيش النساء الحوامل، خلال هذه الفترة، قلقا رهيبا وضغطا نفسيا كبيرا، بسبب انتشار فيروس كورونا خشية إصابتهن بالعدوى على اعتبار أنّهن من بين الفئات الهشة وضعيفة المناعة، كما تتأثر جل النساء بالمعلومات المغلوطة والإشاعات المتداولة هنا وهناك، التي تزيد توترهن واضطرابهن.

 

وتطرح المرأة الحامل، حسب ما يؤكده أطباء النساء والتوليد، عديد الأسئلة المتعلقة بمدى احتمال تعرضهن لخطر الإصابة بفيروس كورونا وتأثير ذلك على سيرورة حملهن وجنينهن وخطر الإجهاض لديهن وكذا احتمال نقل العدوى لمواليدهن أو أجنتهن مع نسب احتمال الولادة المبكرة أو عالية الخطورة وكذا إمكانية الرضاعة الطبيعية من عدمها..استفسارات يومية تصل إلى المختصين في القطاع العمومي أو القطاع الخاص وحتى عن طريق الهاتف.

 

ويحاول المختصون قدر المستطاع التقليل من تلك المخاوف وتقديم مختلف النصائح والتوصيات المتعلقة في مجملها بالتزام التدابير الوقائية وغسل اليدين باستمرار وتجنب الاحتكاك والتجمعات.

 

وتواصل مصالح طب النساء والتوليد استقبال الحوامل على مستواها مع اتخاذ تدابير وقائية لحماية المهنيين العاملين وكذا حماية المريضات، وإجراءات احترازية لتقليل التردد عليها من قبل الزائرين، وتم استثناء هذه المصالح من تقليل النشاط، نظرا لخصوصيتها وتعاملها مع فئة قليلة المناعة وتعتبر في جلّها حالات مستعجلة لا يمكن بأي شكل من الأشكال تأجيلها.

 

وفي السياق أوضح البروفيسور عدّاد رئيس مصلحة طب النساء والولادة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن العمل مستمر بنفس الوتيرة السابقة فلا يمكن أبدا غلق المصلحة في وجه الحوامل، رغم المخاوف التي تسكن كثيرا من النساء وكذا الأطقم الطبية إلا أن الواجب والحالة تفرض الاستمرارية، وأكّد عداد اتخاذ جملة من التدابير الوقائية والتعامل بحذر مع الحالات التي تبدو عليها أعراض الحمى والسعال.

 

والحال ذاته في مصلحة طب النساء والتوليد بمستشفى نفيسة حمود “بارني” أين تستمر الحوامل في قصد المصلحة غير أن الملاحظ هو تراجع الفحوصات للتشخيص واقتصار الأمر على حالات الولادة فقط، حيث تخشى المرأة الحامل على نقسها الاحتكاك بالآخرين لما تعرفه هذه المصالح من كثرة إقبال عليها.

 

وبدورهم، أكد أطباء في مستشفى بارني ومصطفى باشا تراجع الفحوصات الطبية اليومية التي كانت ترد إلى المصلحة بسبب ودون سبب، وأغلب الحالات التي تصل الآن تعاني فعلا من آلام أو مغص أو طارئ صحي.

 

وفرضت مصالح التوليد جملة من الإجراءات التي منعت فيها الزيارات ماعدا الزوج أو احد الأهل وكذلك الحال بالنسبة لمرافقي المرأة يوم وضع مولوها، كما قلصت المصالح ذاتها وقت الزيارة ومدى الاستشفاء للحالات المتعافية لتجنب بقائها في المستشفى طويلا.

 

ودعا مختلف المهنيين الجزائريين والعائلات إلى تفهم هذه الإجراءات التي تصب في صالحهم ولحماية ذويهم، وتقليل التردد على الفحوصات إلا في حالات الضرورة القصوى.

 

ويتم تطهير المصلحة مرتين في اليوم صباحا ومساء من قبل شركات مختصة، وكذا توفير مطهرات وكمامات ومآزر معقمة للعاملين في المصلحة، رغم تباين ذلك من مصلحة إلى أخرى.

 

ويوجه بعض المختصين، نداءات للحصول على رخص سير استثنائية تحسبا لحلول موعد الولادة أثناء قترة الحجر الصحي ومنع التنقل، خاصة بالولايات التي تم تمديده فيها إلى الساعة الثالثة مساء، منبهين إلى الاتصال بمصالح الحماية المدنية بالنسبة لمن لا يملكون سيارات.

 

وفي سياق ذي صلة أوضح البروفيسور رسيم خوجة أنّ الدراسات العلمية التي تناولت تأثير فيروس كورونا قليلة جدا ولم تصل الى معدل العينات المطلوب في البحث العلمي، غير أن الأكيد هو ضعف مناعة الحامل والتغييرات الجسمية، ما يجعلها ضمن الفئات الأكثر هشاشة لذا ندعوها إلى الوقاية بغسل اليدين تجنب التجمعات والاحتكاك بالآخرين وكذا تجنب التنقلات من بلدية لأخرى والاكتفاء بالاتصال هاتفيا أو تأخير الفحوصات الدورية إذا لم تكن ضرورة، أمّا اللواتي لهن أعراض إكلينيكية فيجب انتقالهن للمستشفى وإخضاعهن للتشخيص الخاص بكورونا للتأكد من الإصابة لتحديد كيفية التعامل معها

 قد يهمك ايضا :

شاهد: تحديات الحوامل مع انتشار فيروس "كورونا" المستجد

مشاعر الخوف تسيطر على الحوامل بسبب "كورونا"