الجزائر - الجزائر اليوم
حذَّر العديد من الأطباء والمختصين الجزائريين من الإقبال على اقتناء البروتوكول العلاجي لفيروس "كورونا"، الذي أعلن عنه عبد الرحمان بن بوزيد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مساء الإثنين، والمتعلق بدواء الملاريا زائد مضادات حيوية، مؤكدين أن استخدامه يتم فقط في الوسط الاستشفائي من قبل مختصين مؤهلين وفي حالات متقدمة من الإصابة بالفيروس وتمكنه من الجسم.
وأكد بقاط بركاني، عضو اللجنة الوطنية لرصد ومراقبة كورونا من الاستعمال الفردي لدواء الملاريا في علاج أعراض فيروس كورونا من قبل المرضى لوحدهم.
ووجه بركاني توصياته للصيادلة بعدم صرف هذا العلاج للمواطنين أو المرضى إلا بوصفة طبية صادرة عن طبيب مؤهل ومختص.ويؤكد بقاط بركاني، أن معلومات بلغته مفادها إقبال عدد من المواطنين على طلب هذا العلاج لدى الصيدليات بغرض الاستعمال الخاص دون استشارة أو توصية من الأطباء المعالجين.
ويتعلق الأمر بدواء “الكلوروكين” والمضاد الحيوي “ازيثروميسين” الذي يؤكد المختصون أن له أعراضا جانبية خطيرة على القلب والرئتين، لذا يستوجب استعماله فقط في المستشفيات ضمن مراقبة ورعاية طبية دقيقة وعندما تصل الحالة المعنية درجة متقدمة من الإصابة فقط وليس في جميع المراحل، كما أنه يمنح في المستشفيات لحالات مؤكدة عبر جرعات معينة من طرف أخصائيين فقط.
وأكد أيضا إلياس مرابط رئيس نقابة مستخدمي الصحة في تصريح للشروق أنّ دواء الكلوروكين بمختلف أسمائه التجارية لا يستعمل إلا بوصفة ومتابعة طبية ومراقبة بيولوجية بسبب أعراض جانبية قد تكون خطيرة.وأضاف مرابط أن أغلبية المرضى لا يحتاجونه لأنه بإمكانهم علاج الأعراض الخاصة بكورونا عن طريق إجراءات بسيطة وأدوية تخفض الحمى وتقضي على الآلام مع اعتماد نظام غذائي صحي والراحة الكاملة، بالإضافة إلى شرب كميات من الماء أما بالنسبة لبقية الحالات القليلة المعقدة فهنا يمكن استعماله معها تحت إشراف فريق طبي لأن العلاج لا يزال قيد التجريب على اعتبار أن العالم قد تجاوزته الأوضاع.
واستطرد مرابط أن استخدام البروتوكول العلاجي التجريبي مسؤولية الفرق الطبية التي تمنح لها قرارات تقدير إمكانية استخدامه من عدمها، مع تحديد عدد الجرعات وكميتها حسب كل حالة، مع نوعية الأدوية المضافة، مثنيا على توفيره من قبل السلطات الصحية الجزائرية وإعطائها الضوء الأخضر لذلك.وتحدث مرابط عن الآثار الجانبية لدواء الكلوروكين المخصص لعلاج الملاريا في الأصل حيث قال إن له تأثيرات على القلب والرئة والكبد، محذرا من عواقب استخدامه العشوائي أو من غير أهل الاختصاص، وأضاف أنه يتطلب فحوصات وتحاليل على القلب والكبد والرئة قبل إخضاع المريض له.
ودعا مرابط المواطنين والمرضى إلى عدم اقتنائه من الصيدليات لعلاج أعراض كورونا مهما كانت الأعراض.وأوضح المتحدث أن الدواء يوصف في علاج بعض التهابات المفاصل وأمراض الرئة، كما أنه يمنع استخدامه مع أدوية أو علاجات أخرى وقد تكون النتائج كارثية، لذا دعا إلى عدم التحايل وانتهاج الطرق الملتوية في الحصول عليه من قبل المواطنين.
وكشفت العديد من الصيدليات عن تهافت بعض الجزائريين الراغبين في الحصول على الدواء من باب الاحتياط أو الحاجة لاستعماله في أوقات لاحقة، وفي هذا السياق أوضح صيدلي من ولاية وهران أن الدواء غير متداول بشكل واسع لأن مجالات استعماله محدودة جدا، وذكر الصيدلي بأنه لا يمكن صرفه إلا بوصفة طبية داعيا المواطنين إلى الحذر من أعراضه الخطيرة القاتلة في حال الاستعمال العشوائي.ووجهت النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص مراسلات للصيادلة لعدم صرف أي أدوية من هذا القبيل أو مشابهة دون وصفة طبية وصرف كميات معقولة ومحددة من الأدوية لضمان وفرتها للمرضى المحتاجين إليها.
وانفجرت مواقع التواصل الاجتماعي عقب الإعلان عن البروتوكول العلاجي، مستبشرين خيرا وحامدين الله على إمكانية شفاء الحالات المصابة، فيما دعا آخرون إلى الحيطة والحذر من أي انزلاقات قد تتبع الأمر أو استهانة بأخذ التدابير الوقائية فالبروتوكول كما أوضحوا ليس علاجا نهائيا ولا سحريا ولم يثبت نجاعته إلا في معالجة أعراض الالتهابات الرئوية، لذا يبقى الحجر الصحي في المنازل والتزام التدابير الوقائية أفضل حل في الوقت الراهن.
وأوضح مسعود بلعمبري رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص أنّ هذا دواء “كلوروكين” ليس جديدا في عالم الطب والصيدلة وهو دواء كلاسيكي ومعروف منذ عشرات السنين ويتم تداوله واستعماله في الجزائر منذ سنوات وهو موجود أيضا في الصيدليات، لكنه منذ مدة يعرف ندرة بالجزائر.وحسب بعمبري، فقد تم تجربة هذا الدواء في عدد من دول أوروبا ومنها فرنسا وقد أعطى نتائج إيجابية في شفاء وتعافي المرضى المصابين بداء الكورونا.
وأضاف المتحدث أنه رغم توفر الدواء في الصيدليات فلا يمكن للمواطن أن يتناوله بصفة تلقائية ولو بوصفة من عند الطبيب لأنه تم حجز كل الكميات الموجودة في السوق للوسط الاستشفائي الخاص بالتكفل بمرضى الكورونا، فلا داعي أن يتوجه المواطنون إلى الصيدليات لطلبه أو اقتنائه خاصة أن له مضاعفات خطيرة على الكلى والكبد والقلب والعيون وحتى استعماله في الوسط الطبي الاستشفائي يخضع لراقابة طبية مشددة، وقد بعثت وزارة الصحة إلى جميع المستشفيات بروتوكول العلاج والمتابعة من أكثر من عشر صفحات ما يدل على التقنية العالية الواجب اتباعها واحترامها في استعمال هذا الدواء.
قد يهمك ايضا :
دول تبدأ بتجربة لقاح عمره 100 عام قد يسمح بعلاج وتفادى الإصابة بـ"كورونا"