الجزائر ـ الجزائر اليوم
يعرف القطاع الصحي في الجزائر عجزا فادحا في الأعوان شبه الطبيين، ما انعكس سلبا على نوعية العلاج المقدم للمرضى وتسبّب في عديد المرّات في حدوث شجارات ومشادات بين مهنيي الصحة وذوي المرضى، وتكرّست مع هذا العجز إلزامية جلب المريض لمرافق يمكث معه طيلة مدة استشفائه لضمان مساعدته في احتياجاته.وأكّد الوناس غاشي رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبيين أنّ العجز الحالي في شبه الطبيين من خريجي المدارس العليا في مجال العلاج معتبر جدا ويتطلب سنوات عديدة للقضاء عليه، في وجود نية وعمل جاد ودائم، كما يستوجب توظيفا سنويا، لما لا يقل عن 10 آلاف شبه طبي، 7 آلاف منهم على الأقل في العلاج.
وأضّح المختص موقفه ومقترحه، حيث أفاد أنّ حاجة القطاع الحالية تكمن في خريجي المدارس العليا وليس في مساعدي التمريض الذين يتواجدون بنسبة معقولة ويجري تكوينهم في القطاع العام والقطاع الخاص على حد سواء، عكس خريجي المدارس العمومية في شبه الطبي الذين لا تتعدى دفعاتهم 3 آلاف عون يتخرجون سنويا ويتوزّعون عبر مختلف التخصصات مثل مساعدي طب الأسنان والقابلات وغيرهم.
وأضاف غاشي أنّ حاجة القطاع للأعوان شبه الطبيين تجلّت بشكل واضح جدا خلال أزمة وباء كورونا الذي يضرب البلاد منذ قرابة السنة، حيث لوحظ العجز في الميدان وأنهكت الأطقم القليلة العاملة في غياب من ينوب عنها.
وقدّر غاشي معدلات تغطية الأعوان شبه الطبيين في الجزائر للمرضى بنحو ممرض واحد لكل 20 مريض، وهي نسبة تجعلنا بعيدين جدّا عن المعدّلات العالمية المطلوبة في مجال الصحة المحدّدة بممرض واحد لكل 4 مرضى.
وتسبب هذا الوضع برأي غاشي في ضغوطات مهنية لشبه طبيين انعكست على نوعية التكفل السيئ وغير الجيد، أمر ينتفض له المرضى وذووهم في كل مرة وتشهد المستشفيات عبر الوطن عراكاته وشجاراته.
وتساءل غاشي كيف يمكن توفير علاج مناسب وجيد وخدمة إنسانية في ظل هذه الظروف المتدنية والقاهرة والتي قد لا يدركها المريض، موجها نداءه إلى وزارة الصحة لرفع وتيرة التكوين في هذا المجال للتمكن من تدارك العجز..أمر لن يتحقق، حسبه، إلاّ بمرور 4 سنوات على الأقل بمعدل توظيف سنوي لا يقل عن 7 آلاف عون من خريجي المدارس العليا، بالنظر إلى عدد المتقاعدين الذين يغادرون المهنة سنويا ناهيك عن تأثيرات التقاعد المسبق الذي استنزف التخصص.
وثمّن غاشي المجهودات الأخيرة المبذولة من قبل وزارة الصحة لسد العجز المسجل من خلال مسابقة التوظيف المزمع تنظيمها مستقبلا والتي تخص فتح 11 ألف منصب، 7 آلاف منها تخص شبه الطبي خريجي المدارس العليا و8 مساعدي التمريض.
ووقفت إحدى الدراسات الأكاديمية الجامعية من إعداد الباحثين سعد الدين بوطبال وسهام قربوع على واقع المعاملة الإنسانية ومشكلات بيئة العمل لدى الممرضين في المستشفيات العمومية وتداعياتها على المرضى الوافدين إليها ارتكزت على عينة من الممرضين في مستشفيات الجزائر العاصمة قدرت بـ 100 ممرض.
وخلصت النتائج إلى وجود مشكلات عديدة في بيئة العمل مثل: ضغوطات العمل وغياب التقدير والعنف اللفظي والجسدي وكذا خطر الإصابة بالعدوى وضعف الراتب والمحفزات، العمل أثناء التعب والإرهاق بالإضافة إلى مشكلات إدارية.
قد يهمك ايضا: