طرايلس - العرب اليوم
في ظل ما يتعرض له أطفال التوحد في ليبيا من استغلال مادي، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة "الوفاق الوطني" أنها بدأت اتخاذ إجراءات لإنشاء أول مركز تابع للوزارة متخصص في علاج وتأهيل أطفال التوحد.
ويعاني أطفال التوحد في بعض المناطق الليبية، من عدم وجود متخصصين في هذا المجال، أو توفر مراكز تقدم خدمة طبية لمئات الأطفال المصابين بهذا المرض، مما يجعلهم عرضه للاستغلال، في الداخل والخارج، بحثاً عن علاج.
وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر حسابها على "فيسبوك" الأحد، إنها ستعلن قريبًا عن استكمال مشروع إنشاء مركز طبي يهتم بتوفير الخدمات التشخيصية والتأهيلية والعلاجية لأطفال التوحد، مشيرةً إلى أنه (المركز) يقدم خدمات التدخل المبكر باستخدام أحدث الاختبارات التربوية بالاستعانة بفريق متعدد التخصصات، وسيوفر خدمات تشخيصية عن طريق اختبارات الذكاء، والسلوك، بالإضافة إلى مهارات الحياة اليومية والوظيفية والتخاطب، بما يسهم في تحسين سلوك ومهارات الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
ولفتت إلى أن التشخيص السليم سيمكن هؤلاء الأطفال من اكتساب مهارات الاستماع والفهم والاعتماد على الذات وصولاً إلى إدماجهم في المدارس العامة خلال مراحل التعليم المختلفة.
اقرأ أيضا:
ابتكار اختبار بصري يرصد مرض التوحد في ثوانٍ
وأوضحت الوزارة، أن المركز المتخصص سيقدم خدمات تربوية للأطفال من سن 4 حتى 12 عاماً، وفقاً لأحدث البرامج التربوية العالمية بما يتناسب مع قدرات وخصائص كل حالة، فضلاً عن تقديمه مساندة علاجية ووظيفية وعلاجًا طبيعيًا وسلوكيًا، من خلال فرق متخصصة تعمل على توعية أهالي الأطفال لتسهيل دمجهم اجتماعيًا وأكاديميًا.
ولفتت وزارة الصحة إلى أنها تمكنت خلال الأعوام الماضية من حصر الحالات المرضية من مختلف مدن ومناطق ليبيا وجرى إصدار بطاقات لها، متابعة: "سيجري استقبال الحالات التي تم حصرها في المركز الجديد فور الانتهاء من تنفيذه".
وقال وكيل وزارة الصحة محمد هيثم عيسى، إن أطفال التوحد في ليبيا لهم أحقية الحصول على الخدمات الطبية والاجتماعية والتربوية والنفسية.
وانتهت الوزارة إلى أن الدراسات العلمية قدمت أدلة قوية على فاعلية برامج التدخل المبكر لأطفال التوحد، إذ تشير النتائج التي توصلت إليها 74 دراسة، أن التدخل المبكر ينتج عنه تحسن من مستوى متوسط في النمو المعرفي واللغوي والأكاديمي للأطفال ذوي الإعاقات المختلفة.
ولا تتوفر إحصائية رسمية بعدد أطفال التوحد في ليبيا، نظراً لحالة الانقسام التي عانت منها البلاد، من إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011، لكن هناك متخصصون يرون أنهم بالآلاف، بعضهم يعالج في مراكز داخل البلاد، والبعض الآخر يبحثون عن خدمات طبية في دول الجوار.
وتوجه اللجنة العليا للطفولة في ليبيا، بضرورة العناية بالصغار، خاصة من اتساع رقعة الحرب داخل البلاد، منذ عام 2014، وطالبت بـ"التركيز على الطفل خلال الأوقات العصية وتخصيص وقت للتحدث معه، وأشعاره بالحب من المحيطين به، والتعرف على ما يعرفه عن الحرب من خلال توجيه أسئلة له، مثل ماذا تعرف عن الحرب؟ أو ماذا سمعت عنها؟، هذا يتيح لطفلك أن يشرح لك عن مخاوفه".
ورأت اللجنة العليا للطفولة، من خلال منشورات دعائية، أنه يجب حماية الطفل من الصور أو الأصوات التي من الممكن أن تخيفه، وساعده على التمييز بين الحقيقي والخيال، ودعه يعلم أنك لن تتخلى عنه وأنه لن يتعرض للأذى.
وتعاني المنظومة الصحية في ليبيا تراجعًا كبيرًا، بسبب اندلاع الاشتباكات المسلحة، وتردي الأوضاع الاقتصادية، مما أدى إلى نقص الأدوية والمعدات، وبالتبعية يتوقف بناء بعض المراكز الطبية في عدة مدن.
قد يهمك أيضا:
اكتشاف جديد للكشف المبكر عن مرض التوحد
التعرف على العلامات الأولية مرض التوحد من خلال إجراء اختبارات للدم وللبول