واشنطن - الجزائر اليوم
ما الذي يجعل بعض الناس يصابون بأمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والسرطان ومتلازمة التمثيل الغذائي، بينما يظل البعض الآخر بصحة جيدة؟ يمكن العثور على دليل رئيسي في النظام الميكروبي بأمعائهم (الميكروبيوم) والذي يضم تريليونات الميكروبات التي تعيش داخل الجهاز الهضمي وتنظم وظائف الجسم المختلفة.
وللتميز بين النظام الميكروبي الصحي وغير الصحي، طور باحثو مستشفى (مايو كلينيك) في أميركا، مؤشرا رياضيا لصحة ميكروبيوم الأمعاء، وكشفوا في دراسة نُشرت أول من أمس، في دورية “نيتشر كومينيكيشن”، كيف يمكن لمؤشرهم، أن يأخذ ملف تعريف ميكروبيوم الأمعاء من عينة براز الشخص للكشف عن احتمالية الإصابة بمرض، بغض النظر عن التشخيص السريري.
ويقول الدكتور جايون سونغ الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمستشفى “مايو كلينك” بالتزامن مع نشر الدراسة: “هذا الاكتشاف يعزز فهمنا لتكوين ميكروبيوم الأمعاء الصحي الذي تم البحث عنه منذ فترة طويلة، حيث يتنبأ مؤشرنا إلى أي مدى تشبه عينة ميكروبيوم الأمعاء الظروف الصحية أو غير الصحية”.
وخلال الدراسة حلل الدكتور سونغ وفريقه 4347 ميتاجينوم براز بشري، مما سمح للباحثين بتسلسل جميع الجينات في جميع الكائنات الحية المعروفة الموجودة في عينة البراز، وتم تجميع العينات عبر 34 دراسة منشورة تغطي ظروفًا صحية و12 حالة مرضية غير صحية. وكان ما يقرب من 1700 عينة من ميكروبيوم الأمعاء تخص أشخاصا غير أصحاء، أي أولئك الذين يعانون من مرض تم تشخيصه إكلينيكيًا أو وزن جسم غير طبيعي بناء على مؤشر كتلة الجسم، وما يقرب من 2600 عينة كانت تخص الأشخاص الذين تم الإبلاغ عن أنهم يتمتعون بصحة جيدة، أي بدون مرض واضح أو أعراض ضارة.
ويقول الدكتور سونغ: “جمعنا العينات غير الصحية معًا في مجموعة والعينات الصحية في مجموعة أخرى، ثم قارنا ترددات الميكروبات التي لوحظت في كلتا المجموعتين، ووجدنا أن بعض الميكروبات يتم ملاحظتها بشكل أكثر تكرارا في المجموعة الصحية، مقارنة بالمجموعة غير الصحية والعكس صحيح”.
ويوضح أن التحليل أدى إلى تحديد بصمة ميكروبيوم الأمعاء البشرية السليمة، ووجدنا أنه مكون من 50 نوعًا ميكروبيًا، وساعدنا ذلك على تطوير صيغة رياضية تتنبأ بمدى تشابه عينة ميكروبيوم الأمعاء مع الظروف الصحية أو غير الصحية.
وانتهى قائلًا: “بناء على هذه الصيغة الرياضية نستطيع أن نقول لأي شخص، إن الميكروبيوم الخاص بك يشبه الأصحاء، ونقول لآخر انتبه فإن الميكروبيوم الخاص بك يبدو غريبا، ويشبه إلى حد كبير مجتمع المرضى”.
قد يهمك ايضا
فوائد التوت للحفاظ على الجهاز الهضمي وعلاج إلتهابات المثانة