مرض الهيموفيليا

اعتمدت وزارة الصحة الجزائرية, إجراءات استثنائية جديدة لفائدة الأطفال المصابين بمرض الهيموفيليا, بعد أن تم إحصاء 1850 حالة حادة, على مستوى الجزائر, تقضي بالمتابعة الدورية وبانتظام مع التركيز على العلاج المنزلي لتجنب الآثار السلبية لهذا المرض الطي يتسبب في غالب الأحيان في الإعاقة أو الوفاة.

وتمكن " البروتوكول " العلاجي الذي أقرته الجزائر أخيرًا، في التقليص من عدد الوفيات المرتبطة بمرض تخثر الدم " الهيموفيليا. ويتمثل هذا البروتوكول في حقن عوامل التخثير "بروكسيلاكسي".

وأمرت وزارة الصحة الجزائرية, المراكز الصحية العمومية, بإخضاع المرضى المصابين بهذا المرض في سن الثانية, لهذا البروتوكول العلاجي, تفاديا لإصابتهم بالتهاب المفاصل الذي غالبا ما يؤدي في حال تكرر النزيف الدموي، سواء ظاهري أو باطني، إلى تلف الغضروف والإعاقة.

وكشفت الأخصائية في أمراض الدم, الأخصائية الجزائرية بركوك, في تصريحات صحافية, أخيرا, أن الجزائر تبّنت علاجًا وقائيًا جديدا يجنب المرضى خاصة الأطفال المصابين بهذا المرض، من التعرض إلى مضاعفات خطيرة, كالنزيف الحاد المتكرر والتهاب المفاصل الذي يؤدي عادة إلى العجز الكلي عن المشي.

وأفصحت الأخصائية الجزائرية, عن تفاصيل هذا العلاج الوقائي الجديدة, قائلة إنه عبارة عن " برتوكول علاج ", قام وفد من الأطباء المتخصصين في مستشفى بني مسوس, حيث يستفيد المريض من جرعات مخففة  يطلق عليها اسم  "عوامل تخثير الدم " لتجنب حدوث نزيف حاد, مرتين في الأسبوع بشكل دوري, واثبت هذا العلاج نجاعته. ونصح الأطباء بتطبيقه في سن مبكرة لا تتجاوز السنتين للمصابين بالهيموفيليا الحادة, وقبيل هذا يتم تشكيل ملف خاص بالمريض لمعرفة نوع الصنف المصاب به, فالهيموفيليا تنقسم إلى نوعين. وحسب الإحصائيات التي تم الكشف عليها من قبل فإن عدد الوفيات سابقا كان يتجاوز 60 بالمائة.

وبعثت وزارة الصحة الجزائرية, بتعليمة للمؤسسات التربوية, تقضي بإخضاع التلاميذ المصابين بهذا المرض, إلى إجراءات استثنائية خاصة أثناء فترة الاستراحة، بعدم السماح لهم بالركض وبذل جهد. وأحصت الجمعية الجزائرية لمرضى الهيموفيليا, التي ترأستها الجزائرية لمهان لطيفة, أنشئت عام 1989, أكثر من 1930 عضوًا مصابًا بهذا الداء في الجزائر.

تهتمُّ هذه الجمعية بمشاكل مرضى الداء عبر مختلف محافظات الجزائر من خلال ضمان التكفل الاستعجالي بالمرضى عبر كل وحدات العلاج والمصالح الاستشفائية، مع توفير العلاج الأنسب لمرضى بالتنسيق مع وزارة الصحة الجزائرية, وأبرمت معها اتفاق في مارس/ آذار 2014, يقضي بتحسيس وتوعية أولياء المصابين خاصة الأطفال المتمدرسين.

وقامت الجمعية بإنشاء التحالف العالمي من أجل التقدم، تم تجسيده ضمن مذكرة تفاهم أبرمت بين الفيدرالية العالمية للهيموفيليا ووزارة الصحة الجزائرية. ويهدف هذا البرنامج لضمان علاج المرضى في منازلهم عوض المستشفيات.