غزة ـ محمد حبيب
أعلنت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية في غزة عن أنّ هناك 12،600 مريض سرطان في القطاع، منهم 53% من الإناث، و47% من الذكور. وأوضح مدير مستشفى الباطنة في مجمع الشفاء الدكتور حسن خلف أنّه "يومًا بعد يوم تشتد بشاعة الصورة القاسية، التي شوّهت معالم الحياة، بفعل حصار ظالم، أرهق كل شيء في قطاع غزة، حيث تجرع الأطفال والنساء والرجال مرارة ظلمته الحالكة، لاسيما مرضى
السرطان، الذين يزيد عددهم عن 12،600 مريض"
وأضاف خلف، في مؤتمر صحافي، بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السرطان، "ربما يحتفل به العالم تحت شعارات مليئة بالأمل وبإجراءات طبية أفضل لمرضى السرطان عبر العالم، لكن في قطاع غزة تقف هذه الفئة من مرضانا لتصرخ بما تبقى بها من قوة، أنّ أوضاعهم الصحيّة والإنسانية لا يمكن أن يكون معها أمل بالحياة، والشفاء التام، فالحصار خانق وحلقاته تشتد".
وأشار إلى استمرار الحصار الإسرائيلي غير القانوني، وتحكم الاحتلال في حركة معبري بيت حانون وكرم أبو سالم، ما يجعل من معبر رفح البري شريان الحياة لقطاع غزة، سواء على صعيد حركة الأفراد أو المرضى أو التبرعات من الأدوية والمستهلكات الطبية ودخول الوفود الطبية.
واعتبر أنّ إغلاق معبر رفح البري يؤثر بشكل خطير على مجمل الخدمات الصحية على حدٍ سواء، حيث حرم مرضى قطاع غزة من 30% من الأودية والمستهلكات الطبية، التي كانت تصل مرضى القطاع من المؤسسات الإغاثية والإنسانية".
وبيّن أنّ "إغلاق معبر رفح سبب اضطراباً جديداً في الأرصدة الدوائية، وصل إلى نفاد 141 صنف من الأدوية، و470 صنف من المستهلكات الطبية من القائمة الأساسية، إضافة إلى حرمان ما يزيد عن 500 حالة مرضية، لا زالت رقمًا في قائمة طويلة، تنتظر بفارغ الصبر أن يسمح لها، في أيّة لحظة، بالخروج عبر معبر رفح البري، ممن يمتلكون تحويلات علاجية رسمية، فضلاً عن أكثر من ضعفي هذا العدد من المرضى الذين يتلقون العلاج على نفقتهم الخاصة، ليتمكنوا من الوصول إلى المشافي التخصصية المصرية، بسبب عدم وجود العلاجات اللازمة له في قطاع غزة، ما يزيد من معاناتهم اليومية".
وطالب خلف المجتمع الدولي بـ"الخروج عن دائرة الصمت غير المبرّر، والانتصار لمبادئه المنادية بحقوق الإنسان، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي، بغية رفع حصاره غير القانوني عن قطاع غزة".
ودعا جمهوريّة مصر العربية إلى "فتح معبر رفح الدولي بشكل كامل، أمام المواطنين والمرضى والاحتياجات الإنسانية والصحية، وذلك استمرارًا للدور المصري الأصيل، في دعم صمود الشعب الفلسطيني، لاسيما قطاع غزة".
وشدّد على ضرورة التفات الأشقاء العرب والمسلمين وأحرار العالم نحو احتياجات القطاع، ودعم صمود الشعب الفلسطيني عبر تعزيز الأرصدة الدوائية، والمحروقات، بما يكفل استمرارية تقديم الخدمة الصحية, مطالبًا المنظمات الدولية والإنسانية، بما فيها اللجنة الدولية لـ"الصليب الأحمر"، ومنظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنظمة الصحة العالمية، "بذل الجهود المكثفة لتأمين النقص في الرصيد الدوائي والمحروقات، وتأمين احتياجات القطاع الصحي، بغية مواجهة التهديدات والتحديات".