أفضل طريقة لتجنب الإغراء هو عدم مواجهتها
لندن ـ سامر شهاب
أكدت دراسة حديثة، أن أسهل طريقة لانقاص الوزن هي قوة الإرادة، والابتعاد عن الإغراءات التي يقع فيها الشخص أولاً. وأظهرت الدراسة، أن أفضل طريقة لتجنب الإغراءات هو عدم مواجهتها في المقام الأول، أما في حالة الأشخاص الذين يقومون بعمل حمية غذائية، فإن ذلك يتطلب منهم عدم شراء البسكويت
والشوكولاته، بل أن الأمر يتطلب محاولتهم مقاومة الإقدام بشراهة على تناول البسكويت، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشكلة النقود لشراء الحلوى، من الممكن أن يفعلوا شيئًا جيدًا من خلال وضع أموالهم في حساب توفير، مع عقوبات صارمة تفرض عليهم في حال سحب الأموال في وقت مبكر، كما أن تقطيع بطاقة الائتمان من المرجح أن تجعل الشخص يبذل المزيد من الجهد لتحقيق التوازن المالي والبنكي، وكحل جيد لعدم محاولته الإقدام على شراء الحلوى بشراهة أكثر من محاولته عدم استخدام بطاقة الائتمان.
وقالت الدراسة التي قامت بها جامعة كامبريدج، إن الأشخاص يتم إغرائهم سريعًا وبسهولة، وفي البحث أعطي لمجموعة من الرجال الاختيار للنظر في صورة مثيرة، بشكل مباشر أو الانتظار للنظر في صورة ستكون "ممتعة للغاية"، وفي بعض الأحيان، كان عليهم اختبار قوة الإرادة من أجل انتظار الصورة الثانية، وفي أحيان أخرى، قام الرجال بعمل اختيارهم من البداية، وتم الابتعاد عن الإغراءات، وعن أولئك الأشخاص الذين قالوا إنهم يفضلون الانتظار، وعندما أصبح الحال هكذا ، فمزيد من الرجال اطلعوا على الصورة الثانية.
ووجدت الدراسة، أن الأشخاص الأكثر تسرعًا أو تهورًا، استفادوا أكثر من تجنبهم الإغراء، حيث قالت الباحثة مولي كروكيت، إن الإرادة ليست هي الشكل الوحيد من أشكال ضبط النفس، ولكن توقع المشاكل يساعد أيضًا في ضبط النفس.
وأضافت كروكيت، التي عملت مع باحثين ألمان على المشروع، "دراستنا تشير إلى أن أكثر وسيلة فعالة للتغلب على الإغراءات، هو تجنب مواجهتها في المقام الأول، وأكدت الدراسة على المعرفة الحدسية، وهي ما يعني أن إزالة الإغراء من قاعدة اختيارك إنما هي وسيلة فعالة حقًا لتحقيق الأهداف طويلة الأجل الخاصة بك، وإذا كان الشخص يتبع نظامًا غذائيًا معينًا، فعليه ألا يشتري الحلويات، لأنه إذا وجدت الحلوى في المنزل، أمامك مباشرة، فلن تكون قادرًا على مقاومتها".
واعترفت الدكتورة كروكيت، التي تقاوم الإغراء، أن الكثير من الناس سيجدون هذه الطريقة من الصعب اتباعها، وأن الناس يحبون حقًا أن يكون لديهم خيار والتزام مسبق بشأن الأولويات للحفاظ على الخيارات المفتوحة، وربما هناك طريقة واحدة لتشجيع الناس على الالتزامات المسبقة، وهي التأكيد على فوائد تحقيق أهدافهم على المدى الطويل".
وسلطت الدراسة، التي نشرت في مجلة "Neuron"، الضوء على مناطق المخ التي تشارك في جوانب مختلفة من ضبط النفس، وأظهرت أن قوة الإرادة وحدها ليست إستراتيجية قوية أو ممتازة، ففي مواقف مثل الإغراء أو التوتر قد تضع الشخص في دائرة الفشل، حيث قال رئيس الجمعية البريطانية لدراسة السمنة البروفيسور جايسون هالفورد، "إذا كنت تعرف ما هي الحالات التي تسبب لك مشكلة، ثم تتجنبها، يعد ذلك وسيلة مفيدة لتغيير سلوكك.