مطار رفيق الحريري في بيروت
مطار رفيق الحريري في بيروت
بيروت ـ جورج شاهين
اتهم القائمون على مبادرة "أمِّنوا مطار بيروت؛ أهِّلوا مطار القليعات"، "حزب الله" بعرقلة الرحلة الجوية التي كانت مقررة، الأربعاء، من مطار رفيق الحريري في بيروت إلى مطار رينيه معوض في القليعات، وهي المبادرة التي قالت "إن خطف الطيار التركي ومساعده على طريق المطار تؤكد أهمية فتح مطار آخر في
لبنان ومنها مطار القليعات في شمال لبنان"، فيما قالت مصادر مطلعة "إن سفير تركيا تلقى طلبا لبنانيًا بضرورة توفير بلاده ضمانات لإطلاق سراح مخطوفي أعزاز طالما أنها تعرف الخاطفين ومكان وجود المخطوفين، وأن لبنان وعد ببذل أقصى الممكن للإفراج عن الطيارين التركيين مؤكدة أن المسؤولين اللبنانيين ينتظرون الرد التركي ليبني على الشيء مقتضاه"، في حين انشغل الوسط الأمني بالمعلومات التي تحدثت عن طلب الجيش اللبناني من حركة "حماس" تسليم مطلقي الصواريخ على الضاحية الجنوبية، على رغم نفي مسؤول الحركة في لبنان علي بركة وإعلانه أن احدا من قيادة الجيش لم يتصل به لتسليم أحد.
عقد النشطاء السياسيون كريم الرفاعي، راسيا سعادة وفيليب بسترس أصحاب مبادرة "أمِّنوا مطار بيروت؛ أهِّلوا مطار القليعات" مؤتمراً صحافيا في نادي الصحافة، ظهر الأربعاء، عرضوا فيه الجهود والتطورات في قضية أمن مطار بيروت وفتح مطارات القليعات وحامات ورياق، وتحدث الرفاعي موضحا أسباب عرقلة قيام الرحلة التي سبق وأعلن عنها الأسبوع الماضي والتي كان منتظراً قيامها الأربعاء، متهمًا "حزب الله" بعرقلة قيام الرحلة عبر الضغوط التي مورست على أكثر من شركة طيران بعدما كانت أعلنت موافقتها على ذلك.
وقال :"مبادرتنا نجحت لأنها استطاعت تحويل مطلب مناطقي فئوي إلى مطلب وطني جامع لا عدول عنه ويحظى بتغطية إعلامية محلية وإقليمية غير مسبوقة خصوصاً على صعيد نشاطات المجتمع المدني" .
واعتبر ان "الالتفاف الوطني الكبير والعابر للطوائف جعل "حزب الله" الذي يعاني من حالة إرباك شديد يمارس تعسفاته تارةً على السلطات المعنية بإعطاء التراخيص وتارةً على شركات الطيران، ما أدى إلى عدم قيام الرحلة".
وختم بالتأكيد إن "ما لم يفهمه "حزب الله" هو أن تسيير الرحلة الجوية المدنية من "مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت" إلى "مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض - القليعات" تحت عنوان "من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى الرئيس الشهيد رينيه معوض" لم يكن يوماً غاية المبادرة بل وسيلة للفت نظر اللبنانيين وحشدهم خلف مطلب تأمين مطار بيروت والطرقات المؤدية إليه، وتأهيل وتشغيل مختلف المطارات على الأراضي اللبنانية وليس فقط مطار القليعات" .
أما اجتماع السراي الذي تكتم المجتمعون على مضمونه حرصًا على سرية المداولات فاكتفت أوساط متابعة بالقول لـ"العرب اليوم" "إنه أجرى مقاربة أمنية لمجمل الوضع وركز على ضرورة استكمال التنسيق بين الأجهزة الأمنية وتفعيله إلى اقصى حدود لمواجهة الوضع البالغ الخطورة.
وتحدثت عن أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة عقد اجتماع امني للأجهزة كافة في وزارة الداخلية غدا لترجمة مفاعيل ما اتفق عليه من اجراءات في اجتماع اليوم. ولاحقا اعلن مكتب وزير الداخلية عن ترؤسه لاجتماع امني للأجهزة التابعة لوزارته قبل ظهر الخميس.
وفي السياق متصل، انشغل الوسط الامني بالمعلومات التي تحدثت عن طلب الجيش اللبناني من حركة حماس تسليم مطلقي الصواريخ على الضاحية الجنوبية، على رغم نفي مسؤول الحركة في لبنان علي بركة واعلانه ان احدا من قيادة الجيش لم يتصل به لتسليم احد، مؤكدا ان ليس لدى الحركة أي مطلوب بعدما سلمت مخابرات الجيش شقيق المتهم أحمد طه ونسيبا آخر له بصفة شهود لمعرفة بعض المعطيات عن تحركاته.
ووسط هذه الاجواء، بقي ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز وخطف الطيارين التركيين موضع متابعة، لا سيما بعد جولة سفير تركيا ايان اوزيليدز على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية والبلديات الثلاثاء،.
وقالت مصادر متابعة إن سفير تركيا تلقى طلبا لبنانيا بضرورة توفير بلاده ضمانات لإطلاق سراح مخطوفي اعزاز طالما انها تعرف الخاطفين ومكان وجود المخطوفين، وان لبنان وعد ببذل اقصى الممكن للإفراج عن الطيارين التركيين مؤكدة ان المسؤولين اللبنانيين ينتظرون الرد التركي ليبني على الشيء مقتضاه.
و من جانبه نفى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور ما تداولته الصحف الأربعاء عن المحادثة الهاتفية الأخيرة بينه وبين نظيره التركي أحمد داود أوغلو الذي أبدى خشيته من ان يعمد ذوو الطيارين المخطوفين إلى خطف لبنانيين في تركيا ردًا على خطف ابنيهما في بيروت .
وأكد الوزير منصور ان هذا الكلام محرّف، موضحا ان أوغلو لم يأت على ذكر مثل هذا الكلام على رغم ان الاتصال الهاتفي تناول تداعيات الخطف.
و شدد منصور على أن لبنان لن يقصر في بذل الجهود للإفراج عن الطيارين التركيين، طالب تركيا ايضا بالمساعدة في اطلاق المخطوفين اللبنانيين في اعزاز.
وبعيد عن الإعلان عن ما قاله وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أن الاستمرار بخطف الطيارين التركيين قد يدفع أسرتاهما إلى خطف لبنانيين في تركيا وقبل ان ينفي الوزير منصور مضمون الاتصال، اكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" التابعة لـ"حزب الله النائب كامل الرفاعي في حديثٍ صحافي "إن وزير الخارجية التركي في موقف لا يحسد عليه، حيث يصاحبه الفشل من مكان إلى آخر سواء في لبنان او في سورية او في مصر"، مشيراً إلى "أن أوغلو يريد ان يعبّر عن هذا الفشل في الوضع اللبناني".
ورأى "ان على أوغلو وحكومته الاسراع، منذ مدّة طويلة، في المساعدة على إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في اعزاز، خصوصا انه على معرفة ودراية وقدرة في اطلاق سراحهم، الا انهم تباطأوا في هذا الامر إلى ان وصلناإالى هنا"، املاً "ان يترك أوغلو الحكومة اللبنانية تقوم بواجباتها نحو المخطوفين التركيين وكيفية تحريرهما، وبدوره، يتجه إلى المساعدة في تحرير المخطوفين اللبنانيين والذي نعتقد ان باستطاعته مع جهاز مخابراته الافراج عنهم".
وعن استدعاء النيابة العامة لـ13 شخصًا من أهالي المخطوفين، اعتبر الرفاعي "أن النيابة العامة تسرّعت بإطلاق حكم مذكرات التوقيف، حيث كان عليها استدعاء هؤلاء الاشخاص واخضاعهم للاستجواب بداية"، لافتاً إلى "ان المسارعة في عملية التوقيف لا تساعد على الحلحلة، بالرغم من ان هناك اتصالات جانبية مع بعض الافرقاء السياسيين اللبنانيين، باستثناء "حزب الله"، لتحرير المخطوفين التركيين، لكن كلما سمعنا صوتا تركيا شاذا فإن ذلك يؤخر في عملية الافراج"، موضحاً "أن مذكرات التوقيف والكلام التركي العالي النبرة سيؤخران تحريرهما".
وعن طلب قيادة الجيش من "حركة حماس" في لبنان تسليم فلسطينيين مشتركين في عملية اطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية، لفت إلى "ان هناك اتفاقا بين قيادة الجيش ومسؤول في "حماس" بتسليم مطلوب واحد من عين الحلوة، وسمعنا ذلك من الحركة لكن ليس من علي بركة تحديدا"، مؤكداً "انه اذا تبيّن ان لهذا الرجل علاقة بهذه الحادثة والحركة تملك القدرة على تسليمه فهي لن تمتنع عن التعاون مع الجيش، واذا التزمت ستفي بتعهدها الا اذا كان من اعطى الموافقة من غير المسؤولين في الحركة".
و على صعيد آخر استقبل الاربعاء نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في دار الإفتاء الجعفري، وفدا من أهالي المخطوفين في أعزاز، في حضور المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، والشيخ عباس زغيب المكلف من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين في سورية، وجرى البحث في آخر التطورات على صعيد ملف المخطوفين.
وبعد اللقاء، أعلن زغيب أن "الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، أكد للوفد أن على الحكومة التركية الكف عن المناورات التي تقوم بها عن طريق فريقها الدبلوماسي والأمني في لبنان ولتبادر العمل فورا للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في إعزاز لأنها المسؤولة سياسيًا وعمليًا وأمنيًا عن ذلك.
وطالب سماحته السلطات اللبنانية القضائية والأمنية تغيير نمط تعاطيها مع ملف المخطوفين وأهاليهم، لأن خطف الطيارين التركيين ليس أهم من قضية خطف اللبنانيين في أعزاز، ورفض التعرض لأهالي المخطوفين تحت أي ذريعة كانت، من أي جهة قضائية وأمنية، وبالتالي نطالب بالإفراج الفوري عن الموقوفين اللبنانيين في قضية خطف التركيين. فالتحرك الجدي والصادق والشفاف اليوم يجب أن يكون من قبل الحكومة التركية والحكومة اللبنانية للإفراج عن كل المخطوفين في أعزاز وفي لبنان، فأهالي المخطوفين هم أصحاب قضية إنسانية حقة لا أكثر ولا أقل، فلا تدخلوهم في دوامة النزاعات السياسية الإقليمية والمحلية".
أضاف: "كما اكد سماحته انه ستتم المبادرة إلى رفع دعوى قضائية على الحكومة التركية أمام الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لأنها ترعى الخاطفين والخطف، خصوصا بعد تصريح رئيس الدبلوماسية التركية بأنه سيتم خطف لبنانيين في تركيا مقابل الطيارين التركيين، وهذا من أبرز مصاديق الإرهاب الدولي المنظم".
وإزاء هذا الواقع، تساءلت اوساط مراقبة الا يستدعي الوضع الامني الخطير والتحذيرات التي يطلقها المسؤولون العسكريون والامنيون في البلاد اعلان حال طوارئ واستنفارا وطنيا سياسيا لتحصين الساحة قبل الوقوع في المحظور؟ واكدت ان كلام قائد الجيش اليوم يوجب على المسؤولين يقظة وطنية عامة وتنازلا عن المصالح الخاصة والحسابات الفئوية لإنقاذ البلد قبل ان تغرق السفينة بمن فيها.
وفي المقلب السياسي، غاب اي نشاط ملحوظ في ضوء سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى نيس على متن طائرة تابعة للميدل ايست في اطار اجازة خاصة تستمر حتى مساء الاحد المقبل ووجود الرئيس المكلف تمام سلام في اثينا ومغادرة الرئيس ميقاتي مساء في اجازة، على ان تستعيد الحركة زخمها اعتبارا من الاسبوع المقبل مع عودة المسؤولين من الخارج.
الى ذلك استبعدت مصادر دبلوماسية مواكبة للاوضاع انفراجا مرتقبا في لبنان اقله في الاسابيع المقبلة خصوصا على المستوى الحكومي. ودعت إلى انتظار ما ستؤول اليه الاتصالات التي عادت لتتفعل على الخط السعودي – الايراني في اطار حراك اميركي – روسي وان بالوكالة عن الدولتين، لايجاد نوع من المخارج او الاتفاق على الاقل حول رؤية مشتركة لما يدور على الارض العربية وتحديدا في مصر وسوريا ولبنان والمكونات الموجودة في كل منها ودورها في التصعيد والتهدئة.
وعلى خط متصل، كشفت المصادر ان "حزب الله" ابلغ العاملين والساعين على خط تقريب وجهات النظر بينه وبين الاطراف المحلية والعربية انه بعد اليوم لن يقبل حديثا معه بالواسطة، وان كان ثمة من يرغب في اثارة وبحث اي موضوع معه، فليكن ذلك مباشرة مع القيادات المسؤولة في الحزب.
وغمزت المصادر من قناة الحملة القائمة بين رئيس التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي معتبرة ان التنافس الدائر بينهما على خط العلاقة مع السعودية انما يعني الفريقين وما يحكم بينهما. واعتبرت في هذا السياق ان الكلام حول التوجه والحديث مباشرة مع مسؤولي الحزب كان موجها في شكل غير مباشر إلى رئيس جبهة النضال بعد الحديث عن سحب التفويض او الوكالة المعطاة له على هذا الصعيد.