توسعة مطار هيثرو الواقع في جنوب إنكلترا
لندن ـ رانيا سجعان
تدخل معركة أسبوعاً حرجاً، فيما يضع مستقبل المطار - وهو أكبر مطار في بريطانيا – على المحك.ومن المقرر أن يضع عمدة لندن بوريس جونسون، الخطوط العريضة بشأن خطط تحويل مطار هيثرو إلى منطقة سكنية، لكن سيعارضه رؤساء المطار الذين سيكشفون النقاب عن
مقترحات لإضافة المزيد من ممرات الإقلاع.
وسيعرض جونسون، الاثنين، ثلاثة خيارات منها مركز مكون من أربع ممرات شرق لندن، على حساب هيثرو. وتأتي مقترحاته كجزء من خطة سيقدمها إلى لجنة المطارات، وهي هيئة عينتها الحكومة لوضع خيارات لمدرجات الهبوط وإقلاع الطائرات .
ويقترح جونسون موقعين جديدين في مصب نهر التايمز إلى جانب توسيع آخر في ستانستيد، ويبدو أن مشروعا صممه نورمان فوستر على جزيرة جراين في كينت هي خطته المفضلة.
في الوقت نفسه، سيدعو جونسون إلى إغلاق أو تقليص مهام مطار هيثرو، بزعم أن الأرض يمكن أن تشكّل مكاناً جيداً لمنطقة إدارية جديدة في لندن.
إلا أن العاملين في هيثرو وكذا المجالس المحلية جادلوا بأن بناء المركز الجديد سيتسبب في إيقاف المطار عن العمل، متسبباً في خسائر كبيرة في الوظائف في المنطقة.
ويعترف معسكر جونسون أن هيثرو لن يكون له أي مستقبل كمطار في ظل الخطط التي يقدمونها، لكنه سيجادل أيضاً أن المطار بما يتمتع به من روابط نقل حالياً سيكون موقعه مثاليا لتطوير الآلاف من المنازل والشركات الجديدة في قلب الضواحي الغربية الثرية في لندن.
وقال متحدث باسم مطار هيثرو "يبدو غريباً للغاية أن يقترح أي عمدة في لندن شراء مطار هيثرو قسرا ثم إغلاقه قسراً، فمقترحات العمدة من شأنها أن تتسبب فى تشريد 114 ألف عامل، وتثقل كاهل دافعي الضرائب حيث سيستغرق الأمر وقتاً حتى يتم استكمال البناء فوق الأبنية الموجودة بالفعل في المطار"
وسيقوم بالرد على هذه الخطط المسؤولون في مطار هيثرو الأربعاء بتقديم سلسلة من الخيارات المحددة لمدرج ثالث للهبوط، ليس من بينها تكرارا للخطط التي ألغاها التحالف عام 2010.
وأحد هذه الاقتراحات ، من المعتقد أن يتضمن مدرجاً جديداً باتجاه ستانويل مور إلى الجنوب الغربي من المطار الحالي، على الرغم من أن الخيار الأكثر واقعية أن يكون في الشمال، حيث تم تجهيز الأرض لإنشاء مدرج ثالث.
وعلى ما يبدو فإن قرار هدم قرية "سيبسون" التي تقرر هدمها قبل انتخابات عام 2010 في إطار المقترحات الخاصة بالمدرج الثالث لن يتم إرجاؤه، ومن المفهوم أن القرية تمثل على الأقل أحد الخيارات المقترحة.
وقبل 19 تموز/يوليو الجاري وهو الموعد النهائي لتقديم الطلبات إلى لجنة المطارات، يرى المسؤولون في مطار هيثرو وضع المسؤولية على عاتق الحكومة - أو على الأقل رئيس لجنة المطارات السير هوارد ديفيز - لاختيار الخيار الأفضل، ويصر المسؤولون في هيثرو على أن اختيار المواقع لتوسعة المطار هو "قرار سياسي".
وستشمل خطط المدرج الثالث لمطار هيثرو تقديرات للتكاليف، عدد المنازل التي سيتم هدمها وتأثير الضوضاء على الأحياء المحيطة بها.
ويشير المسؤولون فى هيثرو أيضا إلى أن المدرج الرابع لن يكون ضرورياً على مدى عقود، في محاولة لتجنب مطالب جونسون بمحور من أربع مدرجات والحد من أي رد فعل لسكان لندن المهددين بالضوضاء من مسارات الطيران الجديدة.
ويشترك معسكر العمدة ومعسكر مطار هيثرو في أمر واحد أن التوسعة في الجنوب الشرقي ضرورية للمحافظة على مكانة المملكة المتحدة كرائدة في الطيران الدولي. وهم يعتقدون أن إنكلترا تحتاج لقدرات إضافية من خلال مطار أكبر يسع ما يكفي من الرحلات الجوية والركاب لجعل الرحلات الطويلة أمراً ممكنا.
ويحظى هذا الفكر بدعم من بعض كبار رجال الأعمال، الذين يزعمون أن الوصول إلى أسواق جديدة للتصدير في العالم النامي سيكون أكثر صعوبة من دون رحلات للطيران المباشر إلى كل من روسيا والهند والبرازيل والصين.
ومع ذلك، فإن هذه المكانة متنازع عليها مع مطارات أخرى. مطار جاتويك، على سبيل المثال، سيقدم خططا لمدرج ثان إلى اللجنة، بحجة "المقاربة" مع قدرات المطارات الأخرى في أنحاء لندن كافة.
وبهذا ، فسيكون هناك تنافس على قدم المساواة بين مطارات هيثرو وجاتويك وستانستيد بعد توسعته.
ويعتقد مسؤولو مطار برمنجهام أن ما تحتاجه بريطانيا لدعم قدراتها في البناء يمكنها تحقيقه من خلال شبكة من المطارات متصلة لمسافات طويلة بواسطة خط السكك الحديدية HS2.
ومجموعة مطارات مانشستر، وهي المجموعة التي اشترت ستانستيد في وقت سابق من هذا العام، عليها أن تحدد بعد ما إذا كانت تدعم أي من خطط التوسيع الخاصة بجونسون أو خطط مطار جاتويك لتوسيع مطار إسيكس بمدرج إضافي.
وستعلن اللجنة قائمة مختصرة بالخيارات الخاصة بالمدرجات الجديدة بحلول نهاية العام، على أن تكون هناك دراسات مفصلة لتنفيذها عام 2014. وستوضح توصياتها النهائية بعد الانتخابات العامة عام 2015.