جنييف ـ سامي لطفي   نافورة تنطلق بالمياه إلى ارتفاع 140 مترا من عرض البحر، في خلفيتها بنايات شاهقة تقع بين أحضان جبال الألب. إنه مشهد نادر لا يمكن الاستمتاع به إلا من خلال جولة بالقارب في بحيرة جنيف، حيث الهواء النقي الذي يجعل من التنفس متعة في حد ذاته. يسكن في تلك البنايات الشاهقة آلاف من أهل جنيف ، ويستمتعون بهذه الإطلالة النادرة التي تثير في النفس الإحساس بالراحة. ولا ندري كيف كانت ماري شيلي تعيش في هذا المكان وكيف تمكنت أن تستوحي من جمال هذا المكان ما كتبته في قصتها المرعبة "فراكشتاين". ورغم أن جنيف من أكبر العواصم العالمية التي تعج بالمال والأعمال، إلا أن الزحام لا يمكن أن يكون من السمات التي يمكن أن نصفها به، فهي مدينة هادئة منظمة وجميلة، وتعتبر مركزًا مهما من مراكز القطاع المصرفي، ومقرًا لكثير من الجهات الدبلوماسية، علاوةً على وقوع معظم مقار أجهزة ومنظمات الأمم المتحدة في المدينة، لذلك نجد أغلبية سكان العاصمة السويسرية من الأجانب. ويمكن وصف جنيف وفقا للمقومات التي تتمتع بها، بأنها الوجهة السياحية الأوروبية الأفضل على الإطلاق، فتتوفر الطبيعة الخالية من التلوث، الهدوء والخلو من الزحام، الأنشطة السياحية البحرية التي يمكن ممارستها في بحيرة جنيف، المدنية والحضارة، فتعتبر العاصمة السويسرية من أهم مراكز المال والأعمال والسياسة في العالم.


  وعن الثقافة، فلم تُحرم جنيف من نصيب كبير من المزارات التي يمكن التوجه إليها لتكتمل متعة الزيارة السياحية من خلال تضمين هذا الجانب الثقافي من الرحلة. هناك متحف MAMCO الذي يحتوي على مجموعة نادرة من المعروضات التاريخية والثقافية، بالإضافة إلى العديد من معارض التحف النادرة التي تنتشر في جميع أنحاء المدينة. أما بالنسبة للطعام والمشروبات، فالعاصمة السويسرية تعج بالمطاعم والمقاهي والبارات التي تقدم الأكلات السويسرية تتقدمها أطباق شوربة الخضروات التي تشتهر بها سويسرا. وتروي الأسطورة، التي تعطي قيمة عالية لشوربة الخضروات السويسرية، أن سيدة من سيدات جنيف سكبت قِدرًا كبيرًا من شوربة الخضروات الساخنة على جنود كانوا يحاولون غزو المدينة. وبما أن هناك اهتمام كبير بالصحة في سويسرا، يمكن التوجه إلى Clinique La Prairie، وهي واحدة من أعرق وأكبر مراكز الرعاية الصحية في العالم، تقع المستشفى التي تتمتع بقيمة طبية وتاريخية كبيرة بالقرب من مونتريكس حيث يُقام مهرجان موسيقى الجاز العالمي سنويًا