مطار رفيق الحريري الدولي
بيروت – جورج شاهين
شهد - بيروت اليوم، انعقاد اجتماعات أمنية وادارية تابعت عن كثب سير العمل في هذا المرفق الحيوي المهم في ظل التطورات الامنية التي شهدتها البلاد أخيرا لا سيما خطف قائد الطائرة التركية ومساعده على طريق المطار، وما تبع ذلك من سجالات سياسية طالت الوضع الامني في
المطار.
الاجتماع الاول ترأسه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال العميد مروان شربل وعقد في مكتب رئيس جهاز امن المطار العميد جان طالوزيان وبحضوره وضباط الجهاز، وشارك فيه رئيس لجنة الاشغال والنقل والطاقة والمياه النيابية النائب محمد قباني واعضاء اللجنة النواب: قاسم هاشم، محمد الحجار، بدر ونوس، خالد زهرمان، حكمت ديب وجوزف معلوف.
وبحث المجتمعون الوضع الامني في حرم المطار ومحيطه وطريق المطار، وجرى نقاش مطول اتسم بالحزم والجدية. وعلى الاثر غادر شربل المطار من دون الادلاء بأي تصريح.
بعد ذلك انتقل قباني واعضاء اللجنة الى مكتب الاجتماعات في المديرية العامة للطيران المدني حيث عقد اجتماع عمل حضره المدير العام للطيران المدني دانيال الهيبي ونواب رئيس المطار ورؤساء الدوائر والمصالح في المديرية العامة للطيران المدني، تم التطرق خلاله الى الاوضاع الادارية الحالية في المطار.
وعلى الاثر، صرح قباني: "الزيارة كانت مقررة منذ اسبوع تماما والهدف منها تقني واداري لكن الاحداث التي جرت في الايام الاخيرة وتحديدا خطف الطيارين التركيين وما رافقه وتلاه أعطى الاولوية للجانب الامني. لذلك كان تأكيدنا على حضور معالي وزير الداخلية، وبدأنا الاجتماع في جهاز امن المطار مع الوزير شربل وعدد كبير من الضباط المعنيين".
اضاف: "طرحنا المشكلة كما نراها، موضوع امن المطار وحرمه والطرق المؤدية اليه، وجرى نقاش مع وزير الداخلية واتفقنا في ما بيننا على ان الموضوع يبدأ بالجانب السياسي وهو الحاجة الى قرار سياسي يحمي المطار، ويعتبر كما نعتبر ان المطار خط احمر بالنسبة الى جميع القوى السياسية والمواطنين، وبالتالي العبث بأمنه لا يمكن ان يقبل به احد".
وتابع: "طرحنا بعض الامور ومنها ما سمعناه من قائد جهاز امن المطار العميد طالوزيان انه يستطيع تأمين الامن داخل حرم المطار انما مشكلته هي خارج حرم المطار. وقد طرحنا بعض النقاط التي توصلنا اليها قبل الاجتماع ومنها الحاجة الى نقاط ثابتة للجيش اللبناني وناقشنا ذلك مع وزير الداخلية الذي يعتبر ان الاهمية هي لدوريات ثابتة ودوريات متحركة ايضا شاكيا من الحاجة الى عناصر حيث ان هناك 2000 عنصر يعملون في الحمايات غير الضرورية للسياسيين والقضاة والعسكريين وسوى ذلك. نحن قلنا له اننا معه في رفع الغطاء السياسي عن كل ما ليس له ضرورة، بمعنى اننا نرى انه يجب ان تعود جميع العناصر الامنية الى عملها الطبيعي في قوى الامن الداخلي وحيث هناك ضرورة فعلية لحماية المسؤولين السياسيين والامنيين او القضاة فهذا يجب ان يبقى، انما الفائض يجب ان يعود الى عمله في الامن الداخلي وهذا ما يريده الوزير".
وقال: "طرحنا مسألة اخرى وهي اننا نريد مطارا ثانيا او ثالثا ليس فقط للاسباب الامنية، اي عندما نتحدث عن مطار القليعات وهو مطار مدني بقرار من مجلس الوزراء قبل عدة سنوات، فهذا ليس مرتبطا بوجود مطار له هوية معينة ونريد مطارا له هوية اخرى، فنحن لا نفكر بهذه الطريقة اطلاقا. ان لبنان بحاجة الى عدة مطارات متكاملة لانه سيحتاج اليها مستقبلا، لذا عندما نتحدث عن مطار القليعات فلا يجوز لاحد ان يفسر ذلك بأنه كلام فئوي على الاطلاق".
اضاف: "علمنا ان هناك برنامجا معدا يسمى البرنامج الوطني لامن الطيران المدني وهو يحتاج الى عملية تحديث. وهناك ايضا مخطط توجيهي للمطار يجب اعادة تحديثه بعدما مضي عشرين سنة عليه. لذلك قلنا ان هذا الاجتماع هو اجتماع اول وسوف يليه اجتماع آخر الاسبوع المقبل بانتظار ان يصلنا مطلع الاسبوع المقبل برنامج الامن في المطار حتى لو يتم تحديثه بعد لنناقشه في جلسة الاسبوع المقبل للجنة الاشغال والنقل النيابية. وايضا طلبنا من المدير العام للطيران المدني ان يعطينا تقريرا حول اوضاع المطار وحاجاته، ونحن في الاجتماع المقبل سندعو الى اتخاذ قرارات حاسمة بالنسبة الى حاجات المطار سواء كان من قبل الحكومة او من قبل جهاز الامن المركزي الذي يجب ان يجتمع ويتخذ عددا من القرارات الضرورية. ونحن سنعمل من جهتنا ايضا لتأمين الحاجات المالية من اللجنة المالية التي تجتمع في المجلس النيابي".
وتابع: لقد تبين لنا ان الحاجات متعددة، فهناك حاجة لزيادة العديد وأخرى للتعاون ما بين الجيش وقوى الامن الداخلي ولتحديث القطاعات، وبالتالي سنعود للاجتماع مجددا لنقرر هذه الامور والحاجات".
ثم رد قباني على اسئلة الصحافيين، فقال عن خطف الطيارين التركيين واذا كان المطار مخترقا: "هذا الامر هو الان موضع تحقيق تجريه النيابة العامة التمييزية في جبل لبنان لان هناك طرف خيط من خلال توقيف احد المواطنين ولكن تم الان تغيير الجهة المحققة الى القضاء، وهذا الامر يجري التحقيق فيه حاليا ونحن نقول بشكل واضح اذا كان هناك اي تدخلات سياسية نريد ان نعلم، وان ندين ونطالب بجدية بأن يكون هناك قرار سياسي من دون اي ثغرات او مسايرة لاحد ايا كان، فكل الناس يجب ان يخضعوا للقانون ويحاسبوا. وقد اكد لنا قائد جهاز امن المطار انه هو المسؤول عن الامن داخل حرم المطار اما خارجه فتفضلوا وابلغونا عن الخطة الوطنية لامن المطار وتفضلوا واتخذوا القرارات التنفيذية اللازمة، ونحن في مجلس النواب على استعداد تام لكي ننفذ ونطالب بقرارات من السلطة التنفيذية".
وهنا تدخل النائب حكمت ديب فقال: "رفض معالي وزير الداخلية القول ان امن المطار مخترق، ويجب ان نعترف ان امن المطار ممسوك لان كلمة امنه مخترق هي كلمة كبيرة جدا ولا تطمئن لا المسافرين ولا الخارج الذي يصنف المطار وغيره".
وسئل قباني: هل صحيح ان الاجتماع مع وزير الداخلية اليوم كان عاصفا؟
اجاب: "لقد جرى بيننا وبين الوزير شربل نقاش جدي وصريح ولم يحصل أي كباش. وبكل بساطة يمكنني القول ان شكوى وزير الداخلية الاساسية هي ان لديه نقصا في العديد واذا سألمتموه عن الموضوع فسيجيب بنفس الكلام".
اضاف: "نحن مع اعادة كل العناصر الامنية الفائضة عن الحاجة الامنية الفعلية لاي لبناني سواء كان نائبا او وزيرا او قاضيا او ضابطا، وهناك لجنة ألفها وزير الداخلية تتابع هذا الموضوع".
وعن اوضاع موظفي برج المراقبة ومطالبهم قال: "ان الامور الادارية المتعلقة بالمطار كانت سببا رئيسيا لحضورنا اليوم، والمدير العام للطيران المدني سيقدم لنا الاسبوع المقبل تقريرا مفصلا عن حاجات المطار، فنحن لا نفهم ان يكون مدخول المطار حاليا ما يوازي 120 مليون دولار سنويا في حين ان الموظفين المسؤولين عن سلامة الملاحة الجوية والعاملين في برج المراقبة وغيرهم لا تزال رواتبهم توازي مليون ليرة فقط لا غير. لن ندخل في هذه التفاصيل الان لان الموضوع الامني هو في صلب اهتماماتنا لكننا لن ننسى ايضا الامور الادارية الاخرى".
سئل: هل تعتقدون ان توقيت المطالبة بفتح مطارات اخرى كمطار القليعات مثلا مناسب حاليا رغم انكم تتحدثون عن صعوبات لوجستية ومالية وادارية وامنية تشكون منها في المطار الرئيسي؟
اجاب: "المطالبة بمطارات اخرى ليست وليدة اليوم، ونحن نطالب بمطار القليعات منذ سنوات وهناك قرار اتخذه مجلس الوزراء منذ مدة طويلة بأن يكون هذا المطار مدنيا. كل المطارات هي على ارض لبنان وهي لبنانية ويجب ان تخدم مصالح اللبنانيين، ومطار القليعات هو حاجة وطنية وسنعمل بكل جهد لفتحه، كما ان هناك حاجة لفتح مطارات اخرى في لبنان".
سئل: لماذا تطرقتم الى موضوع خطف الطيارين التركيين من خلال ربطه بأمن المطار والطريق المؤدي اليه ولم تذكروا أي امر بشأن اللبنانيين التسعة المخطوفين في اعزاز؟
اجاب: "نحن عبرنا عن موقفنا حين خطف اللبنانيون في اعزاز وفي غيرها، والجلسة اليوم لا علاقة لها بهذه القضية ولا نريد ان نحول الموضوع اليوم الى قضايا وتشعبات اخرى".