الحديقة الوطنية الإستونية في أمازون

إذا كنت تخطط لرحلة في أوروبا، وتبحث عن وجهة فريدة، أو مغامرة برية مثيرة، فعليك بالتوجه إلى، مقاطعة إستونيا، وتعد أكثر من ضعف مساحة ويلز الإنكليزية، يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة، وهو العدد الذي يملأ بالكاد بضعة ضواحي لندن، وما يقرب من ثلثي البلاد غابات، عندما وطأت أقدامنا الغابة لأول مرة ضللنا الطريق ولم نعثر على شيء كنا نبحث فقط عن البحر، بين أشجار الصنوبر، وجدنا بيوت المزارع هانسيل وجريتل، والطاحون المجمدة، وهي مستعمرة من القنادس.

جئنا إلي تلك المناطق النائية البرية العظيمة، في هذه المقاطعة، بفضول لثبر أغوارها لمدة أسبوع في كانون الثاني/يناير، إن الحدائق الوطنية تكون في موسمها الشتوي في أفضل حالاتها هنا، خططنا للقيام بجولة في اثنين منهم وهم "لاهيما وسواما"، وهناك الذئاب في كل مكان في هذه الأرض البرية على الرغم من أنهم نادرا ما يظهرون، وهي بلد غنية بالمستنقعات، حتى السكان المحليين يتوهون في تلك الغابات، والتقينا امرأة في "لاهيما"، كانت تسير مسافة 20 ميلا منحرفة عن طريقها الذي فقدته، وسألتها: ألم تخشي من الدببة، أجابة "لا"، وابتسمت، نحن نعلم أنهم هناك لكننا لا نراهم".

كنا البالغين ممتنين لدليلنا إيفو روزي، الذي من شأنه أن يعاود الظهور كل بضعة أيام على الرغم من المشي لمسافات طويلة، أحب ايفو الطعام الجيد، والتكنولوجيا، والإنكليزية، أخذنا إلى" مارمر" مطعم رائع على شاطيء بحر البلطيق، خلال طاولة واحدة طويلة، تناولنا وجبة غداء، لكنه أيضا يحب الحقبة السوفيتية حيث دونات المحلات التجارية القديمة.

واتجهنا شرقا إلى الساحل لاهامي، الذي بدا في أماكن أنه أثار بعض الحقب الجيولوجية البرية، حيث الأشجار التي تناثرت، واللقالق التي تبحر الآن في طريقها إلى أفريقيا، تركت وراءها أعشاش كبيرة، وغبار كل شيء في الجليد، في الغابة ارتدينا أحذية الثلوج، وأصبحنا مثل البطريق في مستنقع له في "لاسي"، كان السكون يفتن، لم يأت أحد إلى هنا لأعوام، قال إيفو، "كان هنا أفواج من الدبابات الروسية التي تستخدم لتدريب".

ولكن في القرون الغابرة، كان الجميع يريد قطعة من هذه المستنقعات الرائعة. غادر الفنلنديين وتركوا أسماء الأماكن والفايكنج تركوا غنائمهم، وبإمكانك رؤية الكنوز العظيمة من النقود العربية في المتحف البحري في تالين، لكن الأرستقراطيين الألماني الذين كانوا  يسودون، وصولا كالصليبيين في القرون الوسطى، ومكثوا حتى عام 1918.

تتزين الغابات بقصور عديدة نجا العديد منها وهي الأن مفتوحة للزوار، وصلنا عبر كوليجا، وهي حطام منطقة بلدين في غرب ساجادي، الذي الآن فندق، مع طبقة جديدة من الطلاء الوردي، بالميسا، الآن متحف ودار ضيافة، يبدو أن فاهيولا أكثر ترفا، تلحظ ذلك من الفودكا الخاصة به ومجموعة من سيارات ليموزين السوفيتية، لدي ذلك الفندق الآن حياة جديدة، يشتمل على 73 غرفة أنيقة ومنتجعا صحيا وقائمة مغرية.

بعد ثلاثة أيام هناك، توجهنا إلى الساحل الغربي، ووقفنا قبالة تالين، أنا أحب العاصمة المليئة بالغابات في هذا البلد، حوالي أربعة أخماس من أسوار المدينة مازالت موجودة، وفي الساحة الرئيسية، يمكنك شراء لحم ذيول الثعلب وعلب من لحوم الدب، في صيدلية تأسست 1422، تشتمل الوصفات الطبية القديمة الموجودة على الشاشة على ديدان الأرض و"القنافذ المحروقة"، أفضل متحف يشتمل على أشياء رائعة التي تهاوت من ماضي إستونيا: "مصباح بومبليان الإيطالي، ملعقة لينين، وشظايا من القنبلة التي قتلت القيصر الكسندر الثاني عام 1881".

غابة "سواما"، تعادل مساحة 120 هايد بارك وتغمرها المياه بارتفاع أربعة أمتار، والزورق في كل مكان، انها الإستونية الأمازون، القليل من الناس تعيش في الحديقة، لكنهم جميعا برمائيين ولهم المخابئ الخاصة بهم: "تزدهر الحياة البرية في هذا العالم المائي، خاصة القنادس والكرانكس، والذئاب".

أخذنا الدليل في العديد من الرحلات البرية عبر المستنقع المجمد، وقدمنا إلى إلي أحد علماء المتخصصين في دراسة الذئاب لكننا لم نتناقش قط، في الغالب، كنا على شبكة من الممرات التي تسير من خلال الأشجار وعلى مدى الجليد، يخيم شبحها على المشهد، ويحيط بها نهر نيفيستي، قال الدليل، كان هناك العديد من المنازل، لكن الروس رحلت الآلاف من الفلاحين، "بما في ذلك جدي الذي أرسل إلى سيبيريا عام 1941".

في بعض الأحيان، كانت المستنقعات تمتلاء بالاخشاب ويخيم عليها الظلام، الصمت سيد المكان هنا إلا أن صوت نقار الصنبور يأتي من بعيد حاملا صداه، بعض المستنقعات، مثل كيورسو، واسعة جدا وبها جزر، كانت مسكونة حتى وقت قريب، كان هناك أناس يجاهدون للحياة في سرية، على جزيرة ، كانت هناك فرقة من رجال حرب العصابات - أو إخوة الغابة كما كانوا يسمونهم  - ليحاربوا  ضد السوفييت حتى آذار/مارس 1953.

خلال تلك الأيام القليلة الماضية، بقينا على الساحل الشرقي، على بعد مسافة قصيرة من سومالا. في مكان يسمي بارنو، والمعروفة باسم العاصمة الصيفية لإستونيا، هو مكان منسم من أبراج، يوجد متاجر عتيقة تبيع القيصرية المرقعة وصور، هناك أيضا شاطيء أبيض طويل، ملئ بالمقاهي.

ويعد الفندق الذي نقيم فيه أحد قصور بارنو، بني بواسطة تاجر خلال زواج ابنته وتم ترميمه بعناية ليكون فندقا في شكله الجديد، لا يوجد به ضيوف كثر ودائما ما تتوقع  حفل زفاف إدواردي سيأتي إليك من خلال الباب، بقينا ليلة واحدة، وأكلنا عشاء رائعة من الضأن المحلي، تليها جراد البحر مع الفانيليا، في يومنا الأخير، أخذنا جولة على طول الرمال، كان البحر هادئًا، وكانت المناطق النائية البرية في إستونيا وراءنا.

إليكم خمس مغامرات أوروبية أخري:

بقعة البيسون في غابة بايلويزا في بولندا
بايلويزا، التي تقع على حدود بولندا، وروسيا البيضاء، واحدة من عجائب الطبيعي، كما أنها واحدة من الأجزاء الأخيرة من الغابات البدائية في أوروبا، حتى الآن تعد مكان مثير للإعجاب، وبيئة عمرها 7 الاف عام، لرؤية الحيوانات في بيئتها الطبيعية، من الممكن ان تأخذ جولة لمدة ثلاثة أيام خلال شركة ريسبونسابل ترافل. تضم رحلات سفاري توفر أيضا فرصة للتعرف على الطيور الأخرى، والحياة البرية والحياة النباتية، تبلغ تكلفة الرحلة 690 جنيه استرليني لمدة أربعة أيام، باستثناء الرحلات الجوية، للحجز قم بزيارة موقع .responsibletravel.com

استكشاف الحديقة الوطنية "فوليفيغليت" في السويد
في وسط السويد، افتتحت "فوليفيغليت" كحديقة وطنية عام 2002. تضم المنطقة 385 كيلومترا مربعا من الغابات الكثيفة والوديان والأراضي البور، وكذلك شلال نوجابيسكار، التي يبلغ طولها 93 مترا، هو الأعلى في السويد، الحديقة مناسبة لجميع المغامرات، من المشي لمسافات طويلة والصيد والتزلج، وهناك بيوت وحجرات للايجار على مدار العام، والتي يمكن حجزها عن طريق الموقع الوطني السويدي للحدائق العامة. sverigesnationalparker.se

جبال البلقان في بلغاريا
تبقى هذه البلاد بأسعار معقولة للغاية بالنسبة للمسافرين في المملكة المتحدة، واحدة من أرخص الأماكن لتعلم كيفية التزلج، والحديقة الوطنية في البلقان هي فسحة برية في قلب البلاد، وتشمل جبال البلقان، وتعد واحدة من أكبر المناطق المحمية في أوروبا، يمكنك البقاء في أكواخ مدرجة على الموقع الرسمي، أو حجز جولة، وتقدم شركة "شيربا" مغامرة لمدة ثمانية أيام، والتي تتضمن الكهوف والأديرة القديمة، تكلفة الرحلة 480 جنيه استرليني sherpaexpeditions.com

من بورتو إلى حديقة بينيدا-جيريس، في البرتغال
فقط أكثر من ساعة بالسيارة من بورتو هذه الحديقة الوطنية الشامخة، وهي منطقة واسعة مع الجبال والأنهار والغابات والتراث الريفي الغني، يمكن للزوار استكشاف القرى التقليدية والقلاع والقيادة على الطريق الروماني القديم من براغا إلى أستورغا، في جيريس، يمكنك أيضا الاسترخاء في الحمامات الحرارية التي تعود للقرن الـ17، هناك كابينة للنزل في الحديقة، وكذلك المعسكرات في كامبولا، تراسات دي، السرير بتكلفة 12 جنيه استرليني، hostelgeres.com

بحيرات دورميتور، والجبل الأسود
شكلتها الأنهار الجليدية وتضم بعض من أعمق الخوانق في أوروبا، على طول وادي نهر تارا، هذه الحديقة تضم بعض المناظر الساحرة، تسلق الجبال هو واحد من الأنشطة الرئيسية هناك - هناك 23 قمة - ولكن التجديف والصيد والتخييم أيضا من بين الانشطة، لأنها قبالة رأس، هناك 17 بحيرة جليدية، تقدم دورميتور مغامرات الإقامة التي تتراوح ما بين الشقق إلى المعسكرات، من الممكن أن تساعد الشركة أيضا في ترتيب الأنشطة للزوار، للحجز الدخول على الموقع التالي durmitor-adventures.com