الرياض - العرب اليوم
تعدّ قرية كاف بلدة قديمة، تقع على بعد عشرين كيلو مترا عن محافظة القريات في منطقة الجوف شمال المملكة، كما تتكون من بيوت متلاصقة طينية، يقع في منتصفها مسجد قديم مبني من الحجارة، وتتميز بالطراز المعماري الإسلامي القديم، وتوجد في المنطقة العديد من العيون الكبريتية الجارية، التي تستخدم في ري النخيل، ويرتادها في الوقت الراهن الزوار للعلاج بالمياه الكبريتية من الأمراض الجلدية.
قصر كاف
وقصر ابن شعلان أو ما يسمى قصر كاف التاريخي، هو حصن حربي، يوجد على تل متوسط الارتفاع، في شمال شرق قرية كاف، شيد من الحجارة الجيرية ويحيط به سور يضم أربعة أبراج للمراقبة في أركانه، يشمل القصر مجموعة من الغرف والقاعات التي كانت تستخدم كسكن للأعمال الرسمية، مستودعات وسجن، وبه عناصر معمارية مميزة مثل العقود والأعمدة.
تل الصعيدي
بنى قصر ابن شعلان، نواف بن شعلان سنة 1338هـ حين كان حاكماً على المنطقة، واستعمل الحجارة الموجودة على قمم تلك الجهات والتي كانت تعتبر من القلاع القديمة، ويقول أهالي المنطقة: إن رجلاً من صعيد مصر وصل إلى كاف وبنى بيتاً في أعلى التل وسمي بتل الصعيدي، وقد بنيت عليه حامية لطريق الحجاج خلال العصر العباسي، وقد عُثر بداخله على بعض كسر الفخار التي تعود للعصر الحديدي منتصف الألف الأول قبل الميلاد، وكذلك وجود عدد من المدافن الركامية التي تحيط بكاف من الجهتين الشرقية والشمالية، وتعود هذه المقابر إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد، وكما تم العثور بداخل القصر على أساسات مبنى مستطيل الشكل، وعثر حول المبنى على بعض كسر الفخار النبطي، ويتجه القصر نحو الشرق، ويعتبر القصر نقطة تحكم لحركة القوافل التجارية القادمة من شرق وجنوب الجزيرة العربية، وأما الكتابة العربية الموضوعة فوق مدخل القصر فهي بالخط الكوفي القديم، ولعلها من العهد الأموي.
أقرأ أيضا :
سراييفو تعتبر واحدة من أكثر المدن إثارة في أوروبا
مزرعة واحدة
وأوضح الأكاديمي وعالم الآثار بالمملكة أ. د. عبدالعزيز الغزي، أنه زار بلدة كاف قبل مدة طويلة من الزمن، ووجد أنها تتكون من مزرعة واحدة فيها قليل من النخيل ومسكن طيني متواضع، إضافة لذلك فهي غير بعيدة عن قصر ابن شعلان، يوجد داخله وحدات سكنية وحفرة تسمى السجن، وتشرف عليه من على قمة جبل قلعة تسمى قلعة الصعيدية.
قبل الإسلام
وأضاف الغزي: «كما توجد مقابر رجومية في المكان، تدل على قدمه، إذ وجد الإنسان فيه قبل الإسلام ويعضد ذلك وجود الفخار النبطي، وبالقرب منه تقع عيون ابن حواس وقفت على اثنتين منها، إحداهما تسقي مزرعة متواضعة مقابلة للقرية، والأخرى تسيح في الأرض وغير بعيدة عن الأولى يملأ الرعيان منها»الوايتات«»شاحنات نقل المياه"؛ لتسقي قطعانها، وكان قد زارها رحالة وكتب عنها، وكتابته كانت تدل على أنها كانت قرية فقيرة في وقته وقليلة السكان.
وقد يهمك أيضاً :