هافانا ـ سمير اليحياوي
لم يكن من السهل على الزائرين من قبل استكشاف روعة كوبا بشكل مستقل، ولكن للمرة الأولى، تمنح شاحنات التخييم "كامبرفان" المعتمدة من الدولة رخصة للتجول وسط الجبال والشواطئ والبلدات في كوبا.
تقول ليديا بيل، محررة صحيفة "غارديان" البريطانية "نمر بشاحنة "كامبرفان" المخصصة للرحلات والتخييم عبر مانيكاراغوا، وهي بلدة تشتهر بزراعة التبغ في وسط كوبا، إلا أننا نجد الأراضي تمتلئ بالمياه الراكدة ودور السينما والمستشفيات المتهدمة، فنحن نمر بأسطح القصدير المنحدرة لمنازل تجفيف التبغ، ونرى العمال يرتدون القبعات المصنوعة من القش منغمسين في أعمالهم".
وأضافت بيل "المزارع الخلابة تجعلني أشعر برغبة في البقاء، لذا فنحن نستمتع بوقتنا هنا مع أحد الفلاحين وهو مايوريليو لوبيز، الذي يعجبه أننا جئنا لزيارة هذه البلدة، وولد لوبيز في عام 1929، وكان ضمن العمال في جبال اسكمابري وكان يعيش مع ابنه في هذا المكان الذي يذهب إليه كل الكوبيين".
وتابعت محررة الغارديان "إنني أستكشف ريف كوبا في سيارة "فيات دوكاتو 3000" مع صديقي الكوبي أليخو، وذلك بفضل مبادرة حكومية جديدة يمكن بموجبها استئجار الكارافان لأول مرة، حيث ركبنا الشاحنة من مدينة هافانا وعلى مدى سبعة أيام بالسيارة نحو 800 ميل في رحلة إلى ترينيداد، نستمتع بالأجواء على الساحل الجنوبي، ونزور ضريح تشي غيفارا وهو وجهة للمصلين الكوبيين، بالإضافة إلى استكشاف عدد قليل من الأماكن المذهلة الأقل زيارة".
وتشير بيل إلى شاحنة التخييم والتي بداخلها مطبخ صغير وثلاجة، وطاولة إلى جانب سرير مزدوج وأماكن تسع لما يصل إلى أربعة أشخاص إضافيين، ستكون مريحة لأربعة بالغين وطفل، ولكنها ستكون مثالية لعائلة.
في 20 مكان تخييم حول الجزء الغربي والوسطى للجزيرة - من فيناليس في الغرب إلى كايو كوكو على الساحل الشمالي الأوسط، يمكن للزائرين أن شحن هواتفهم المحمولة في كابينات الكهرباء التي تستمر طوال الليل، ووجود الكارافانات تعني أنك قادرا على رؤية الأماكن أكثر وضوحا مما ستشاهدها في جولة بالحافلة. بالإضافة إلى ذلك، تصل التكلفة إلى 180 دولارًا في اليوم ما يعادل تكلفة تأجير السيارات الباهظة في كوبا وفندق فاخر.
أحد هذه الأماكن هو إمبالس هانابانيلا، وهو خزان متلألئ في التلال الشمالية من سييرا إسكامبراي، تم إنشاؤه بعد غرق وادي في الستينات. يجب أن يكون على قائمة أي شخص يرغب في زيارة كوبا، حيث ستستمتع بمنحدرات مغطاة بغابات كثيفة ونخيل على طول حافة الماء.
تقول بيل "نحن نقضي الليل في الحديقة الوطنية Topes de Collantes، بالرغم من عدم وجود مكان للشحن الكهربائي، توقفنا لاجراء الدردشة مع بعض السكان المحليين وأكلنا بعض المعكرونة التي أعدناها على الموقد الكهربائي في وقت سابق"، كما تابعت "في صباح اليوم التالي، توجهنا إلى شلال Caburní، في رحلة نهارية شهيرة من ترينيداد، على الرغم من أن معظم الناس يتوجهون إلى متنزة Parque el Cubano، الذي يقع على مقربة من ترينيداد. لكن امتلاك الشاحنة يعني أنه يمكننا الذهاب إلى شلال Nengoa في حديقة Guanayara ايضا. الكارافانات لا تصنع طريقًا معينًا - إنها ليست مركبة رباعية الدفع - لذلك نسير في أميال قليلة . يأخذنا طريقنا عبر غابة مظللة بالأفوكادو والنخل والسراخس والفراشات المتلألئة. وترتفع منحدرات الحجر الجيري الممتلئة بأشجار البتولا إلى جانب حيث الشلالات".
ترينيداد هي واحدة من أكثر المدن السياحية جذبا في كوبا وما يبرر ذلك انه لا يوجد مكان آخر يعرض التاريخ الكوبي بشكل رائع أكثر منها، كما تجذب السياح الذين يقدرون الأجواء المتواضعة والطوبوغرافيا الدراماتيكية، وتشتهر بأنهما موطن لأنواع نادرة من الطيور وبالكرنفالات الرائعة، وتتباهى ترينداد بخليج ماراكاس العميق وشواطئه الساحرة المغطاة بالرمال الذهبية وأشجار النخيل والمتداخلة مع الغابات المطيرة الجبلية التي توفر أفقًا من المناظر الخلابة التي تبدو كأنها تطفو على سطح البحر.
تتابع بيل "باتجاه ترينيداد، نتوقف عند مطعم "El Manantial" لتناول عشاء مبكر الذي يحتوي على شرفة أرضية مليئة بالأراجيح الشبكية والسراخس. فنحن نأكل أسماك البلطي اللذيذة من البركة الخاصة بالمطعم"، وتختتم جولتها قائلة: "نشعر بالامتنان هنا، أنه أمر ممتع أن تتجول من خلال سيارة تعتبر فندق متكامل وترى بعض الأشياء المتوقعة وغير المتوقعة على طول الطريق".
تم توفير شاحنة الكمبرفان من قبل شركة " Cuba Private Travel" بـ 180 دولارًا يوميًا، عند التأجير لمدة أسبوع وتتسع الشاحنات الصغيرة بحد أقصى لشخصين بالغين والشاحنات الكبير لـ 5 أشخاص بالغين وطفل واحد كحد أقصى.