لندن ـ الجزائر اليوم
كانت مونتينغرو قبل أشهر قليلة فقط تفتخر بأنها أول دولة أوروبية "خالية من كورونا"، إثر مرور أسابيع عدة من دون تسجيل إصابات؛ لكن منذ يوليو/تموز الماضي، راح عدد الإصابات يرتفع بشكل ملحوظ مع أكثر من 4300 حالة في الوقت الحالي، فيما يبلغ عدد السكان 620 ألفا فقط، وبالتالي انتكس الموسم السياحي.
وفي محاولة لإنقاذ الموسم، فتحت الحكومة قبل فترة قصيرة الحدود أمام مواطني صربيا وروسيا خصوصا الذين يشكلون غالبية الزوار، لكن دون جدوى.
ويعرب إيفان غفيدو كريفوكابيتش وهو يبحر بمركبه في المياه الهادئة لخليج كوتور الرائع المحاط بالجبال، عن فرحته للهدوء المهيمن في هذا الموقع الذي يستقطب منذ سنوات الكثير من السياح.
إلا أن هذا المنظر المثالي الناجم عن عواقب جائحة كوفيد-19، يشوبه قلق على مستقبل مونتينغرو الاقتصادي وهو بلد صغير يعتمد بشكل كبير على عائدات السياحة.
ويقول كريفوكابيتش "هذه السنة سيتمكن السياح من اكتشاف الخليج خاليا (من حركة الملاحة) ومشاهدة جمال مدينتنا الكبير"، وتقع كوتور على سفوح جبال تنتهي في عمق البحر الأدرياتيكي.
وهذا الوضع لا يبعث على الراحة فثمة مخاوف كبيرة من العواقب الاقتصادية لدى الناخبين عشية موعد الانتخابات التشريعية الأحد.
ويقول برانكو رادولوفيتش، الذي يؤجر شققا في المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو "الناس يحبون الهدوء لكنهم غير سعداء فالوضع الاقتصادي خطر".
ويضيف "نحن ندرك الآن اعتمادنا على جحافل السياح في الصيف"، وتسهم السياحة بربع إجمالي الناتج المحلي وتوظف نحو 20% من اليد العاملة في مونتينغرو.
ويشدد علماء الاقتصاد على أن الجائحة أبرزت "خطر الاعتماد على قطاع واحد" في الاقتصاد الوطني الذي يعتمد بنسبة 50% أخرى على الزراعة.
وتراجع عدد السياح هذا الصيف بنسبة 90% مقارنة بالعام الماضي على ما تفيد هيئة السياحة الوطنية، وكان إنفاق السياح في يوليو/تموز وأغسطس/آب أقل بنسبة 92% أيضا، وسينعكس لا محال على الاقتصاد برمته، ويفيد صندوق النقد الدولي أن مونتينغرو تتجه إلى أسوأ انكماش في اقتصادها يقدر بنسبة 9%، منذ استقلالها في عام 2006.
وتقول دانيتسا كازانيغرا غريغوفيتش صاحبة وكالة سفريات محلية في بودفا المنتجع الساحلي الرئيسي في مونتينغرو "عدم وجود زحام سير أمر رائع لكن الثمن مرتفع جدا".
والعام الماضي، تمكنت وكالتها بواسطة شركة السفريات "تي يو أي" من استقطاب 72 ألف سائح إلى مونتينغرو من أوروبا الغربية والدول الاسكندنافية وروسيا خصوصا؛ لكن العدد تراجع هذه السنة إلى 300.
وفي مطار مدينة تيفات الساحلية تحط طائرتان يوميا في مقابل 50 العام الماضي، ويقول ديان رادينوفيتش الذي يعمل في مطعم عائلته على الساحل "نحن على شفير كارثة".
أما ستيفان بيتروفيتش (29 عاما) الذي يدير مطعما في كوتور فيرى أن الشباب يواجهون نسبة بطالة مرتفعة في الأساس تزيد عن 18% مع أجر وسطي قدره 500 يورو.
قد يهمك ايضاً:
رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ضاعفت أعداد السياح في القارة السمراء