مطعم "ترامب فيش"

يتخذ "ترامب فيش" من الشعر الأشقر شعارا له في مدينة دهوك، بعد أن أثنى الرئيس الأميركي المنتخب على مهارات البشمركة ودعا إلى تسليحهم. وأحدث المشاريع التي تحمل اسم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ليس فندقا "خمس نجوم" أو ناديا خاصا للعبة الغولف. إنه مطعم في شمال العراق يقدم سمكا مشويا مقابل عشرة دولارات للكيلوغرام الواحد وربما لا يعرف الرئيس المنتخب أنه موجود.

وافتتح مطعم "ترامب فيش"، الذي يظهر في شعاره الشعر الأشقر المميز الذي يشتهر به رجل الأعمال الذي بات رئيسا للولايات المتحدة، قبل عشرة أيام تقريبا في مدينة دهوك الكردية التي تبعد نحو ساعة بالسيارة عن موقع أحدث المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.

وقال صاحب المطعم نديار زويتي (31 عاما) إنه سجل اسم المطعم قبل أشهر لدى السلطات الكردية. ويصر صاحب المشروع الكردي على أن اسم المطعم يتعلق بدر الأرباح أكثر منه بدعم سياسات معينة لكنه يحب شخصية ترامب القوية وسمعته كرجل أعمال ناجح.

ويقدر زويتي فوق كل ذلك وعد الرئيس الأميركي المنتخب بزيادة الدعم للأكراد ومقاتلي البشمركة وهي مسألة حساسة في بلد تتنافس فيه قوات مؤيدة للحكومة للحصول على الدعم الغربي.

وأضاف زويتي "شخصيا أنا أحب ترامب لهذا. اسم ترامب محبوب في كردستان".

وربما كان الأكراد الذين قمعوا على يد حكومات عراقية متوالية أكبر الرابحين في النظام الجديد الذي بدأ عقب الإطاحة بصدام حسين على يد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.

وفي الوقت الذي هيمن فيه صراع طائفي على العراقيين العرب إلى الجنوب من إقليم كردستان لأكثر من عقد من الزمن بقي الإقليم آمنا نسبيا وشهد طفرة اقتصادية وعزز بثبات وضعه شبه المستقل.

وفي الآونة الأخيرة أثبت مقاتلو البيشمركة الذين يعني اسمهم حرفيا "من يواجهون الموت" أنفسهم كحلفاء مهمين للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على ثلث العراق عام 2014 عند انهيار القوات العراقية.

وضغط الأكراد على مدى سنوات للحصول على دعم مباشر بدلا من المساعدات التي تمر عبر بغداد وهو مطلب قاومته واشنطن في إطار استراتيجية لمنع تقسيم العراق.

ومنح ترامب الأكراد الأمل في أن يتغير هذا عندما أثنى خلال حملته الانتخابية على مهارات مقاتليهم وولائهم ودعا إلى تسليحهم. وقال في يوليو/ تموز "أنا معجب للغاية بالقوات الكردية". ولم يتضح موقف ترامب من الاستقلال التام لكردستان ولم يرد مكتبه على طلب التعليق.

غير أن كثيرا من الأكراد يأملون أن يترجم ترامب دعمه لقوتهم العسكرية إلى دعم سياسي لطموحهم القديم بدولة لمنطقتهم ذات الحكم الذاتي التي تعتمد بشدة في دخلها على المساعدات الأجنبية وصادرات النفط. وقال زويتي الذي يدير مطعم ترامب فيش مع إخوته الثلاثة إن المطعم لم يحقق ربحا حتى الآن. وكان المطعم بالفعل خاليا من الزبائن عند وقت الغداء باستثناء القليل من الزبائن الذي طلبوا وجبات لاصطحابها معهم.

ويقدم المطعم طبقا واحدا هو "المسكوف" وهو سمك نهري يُشوى بعد تتبيله بالبهارات وزيت الزيتون والملح والليمون ويعتبر الطبق الوطني في العراق.

وقال زويتي إن اسم ترامب أسهم في اجتذاب زبائن بينهم غربيون يقولون إنهم لا يدعمون بالضرورة الشخصية السياسية الجمهورية لكنهم يتناولون طعامهم هناك طلبا للتجديد.

وقال ديفيد هيرش وهو أمين مكتبة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس "إنه أميركي.. ربما هو ليس المفضل لدي لكنه يظل أميركيا. ولهذا أنا سعيد بتجربة مطعم يحمل اسما أميركيا ويقدم طعاما كرديا عراقيا". غير أن هذا الأمر جلب على المطعم عداوات من بعض الأوساط بما في ذلك أشخاص على الانترنت انتقدوا زويتي واتهموه بأنه عميل أميركي أو إسرائيلي وأرسلوا له تهديدات.

وقال زويتي إن بعض الزبائن الغاضبين من تعهد ترامب خلال الحملة الانتخابية بفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة قاطعوا المطعم.

وفي تكرار لرأي كثير من مؤيدي ترامب في المنطقة اعتبر زويتي أن الحظر الذي اقترحه ترامب كان لغاية انتخابية فقط وقال إنه لا يعتقد أنه سينفذ فعليا. وعبر زويتي عن أمله في أن يحمل شعار ترامب الساخر إلى الولايات المتحدة ويفتتح مطعما هناك. وقال ضاحكا "أعطني تأشيرة وسأذهب غدا".