تحتوي بيرو على الكثير من التضاريس، من الصحاري الساحلية تحت وهج الشمس الحارة إلى ارتفاع جبال الأنديز إلى منابع نهر الأمازون العظيم، يقابله التاريخ الكبير لإمبراطورية الإنكا والغزو الأسباني عبر مواقعها القديمة، هذا المزيج من التاريخ والثقافة والمناظر الطبيعية الخلابة يجعلها أكثر إغراء من كل دول أمريكا الجنوبية لزيارتها، خاصة وأن السفر إليها أصبح فجأة سهلا، حيث بدأت الخطوط الجوية البريطانية أن تسير طائراتها من لندن جاتويك إلى ليما مرتين في الأسبوع. ليما أصبحت اليوم وجهة مرغوبة في حد ذاتها، حيث تم تنشيطها من قبل الفنادق الجديدة، والمتاحف، والطعام، خاصة في حي بارانكوس.

كانت بيرو محور مغامرات أسبانيا في أميركا الجنوبية وليما، التي تأسست في 1535 من قبل الفاتح فرانسيسكو بيزارو، كانت مركز عمليات لتصدير الفضة وغيرها من الغنائم إلى إشبيلية. حتى أوائل القرن ال19، قدمت المدينة القصور والكنائس والأديرة والجامعات للمستوطنين الأسبان، وسط المدينة التاريخي المتداعي تقريبا يذكرك بتلك الأيام العظيمة. كما أنه يذكر بالغزوة الأولى الرائعة في أمريكا الجنوبية ما قبل كولومبوس. بلدة بوكلانا، وهي موقع إداري وشرفي من قبل حضارة ليما المحتلة عمرها نحو 1800 سنة، مما يجعل ليما واحدة من أقدم الأماكن التي وجد بها سكان بشكل دائم في الأمريكتين، وتقبع في فخامة وسريالية، في وسط منطقة سكنية حديثة.

 من ليما الأمر يستغرق ساعة طيران فقط للوصول إلى كوزكو، حيث ترتفع من مستوى سطح البحر إلى أكثر من 11 ألف قدم، يأخذ الأمر المزيد من الوقت للتكيف مع الارتفاع، لكنك ستجد الكنائس، والمعارض الفنية، والقصور والأديرة السابقة التي تحولت الآن إلى الفنادق.

الموقع الأكثر رمزية في كوزكو هو كوريكانشا، أي بيت الشمس، وهو معبد الإنكا الذي هدم من قبل الأسبان بعد أن استولوا على المدينة في عام 1533، الروابط الملموسة بما قبل بيرو كولومبوس يمكن العثور عليها في جميع أنحاء كوزكو. العديد من موظفي الفندق، والمرشدين والعاملين في المكتب المحلي لديهم دم الإنكا. أما المطاعم تقدم الكينوا ولحوم الإنكا القديمة. كما أنك تجد روح الإنكا على الأقمشة لمحاكاة الزخارف على الجدران وعلى قصاصات المنسوجات القديمة.

 في الطريق بين كوزكو وماتشو بيتشو سوف تقابل الوادي المقدس، والذي تجتازه بسرعة في طريقك بالسكك الحديدية أو الحافل. وهناك قلعة ماتشو بيتشو، والتي تنقسم الآراء حول وظيفتها، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أنها كانت مثل الجامعة لتعليم النبلاء حول الهندسة المعمارية والفلك والزراعة والهيدرولوجيا. ماتشو بيتشو احتفظت بهيئتها الجيدة.

وتحتوي ليما على العديد من الأماكن التاريخية مثل مواقع التراث العالمي لليونسكو كارال، والذي يقع في أقدم موقع في بيرو، احتل من 3000 قبل الميلاد، وفي وقت متأخر من 1400 بعد الميلاد، كارال المترامية الأطراف كانت موطنا لمجتمع متطور ومتماسك، والأهرامات، والهياكل للطقوس مما يدل على أن النظام الديني قويا. إلى جانب آياهواسكا وهو قصر رائع بني في القرن ال19، ا كوزكو فلا تزال واحدة من أكثر المدن الخادعة في أمريكا الجنوبية، حيث ماتشو بيتشو ذات الحجارة الضخمة، بعضها طوله أكثر من 30 قدم، وقد استخدمت لبناء المدرجات والجدران والمساحات والتحصينات، الوادي المقدس، أو وادي الخضرة من نهر أوروبامبا، ويعتبر مقدسا لأن به العديد من المواقع الأثرية التي تعود عهد الإنكا. ويشمل تامبو ديل إنكا، وهو فندق على غرار منتجع على ضفاف النهر، انه قاعدة مثالية للاستمتاع بالمناظر الطبيعية من الوادي المقدس في سلام. فضلا عن أن اثنين من أكبر المواقع الإنكا هي مسافة قصيرة بالسيارة، المدرجات الزراعية في موراي، وهي اثنين من الأطباق الكبيرة المنحوتة في الجبال، والبرك القديمة في ماراس التي استخدمت منذ عصور الإنكا لاستخراج الملح من الينابيع الجبلية، أما ماتشو بيتشو كما يضم بلدة موقع الإنكا المثير للإعجاب الذي يستخدمه مانكو الإنكا يوبانكي، مهاجم تمرد الإنكا، أنها معقل لمقاومة الغزاة. ويمكنك أخذ القطار المكوكي إلى أغواس الساخنة، وهي بلدة متداعية مبهجة في أسفل واد الغابات أدناه في ماتشو بيتشو.

 وتحديدا ريو تامبوباتا، أحد روافد نهر الأمازون العظيم، وعلى بعد 600 قدم فوق مستوى سطح البحر. بويرتو مالدونادو، ميناء التجارة
المنعزل الهادئ، هو رحلة استغرقت 45 دقيقة من كوزكو. من هنا، يمكنك ركوب قارب يصل إلى ريو تامبوباتا، ويمكنك أخذ رحلة على متن قارب موجها إلى بحيرة تريس شيمباداس لرؤية ثعالب الماء العملاقة والطيور المحلية الصاخبة التي تدعى هواتزين. بعد الغداء يمكنك زيارة أحد المجتمعات المحلية من السكان الأصليين للتعرف على النباتات الطبية، إلى جانب المشي ليلا في الغابة لرؤية الثدييات الخجولة وكذلك الضفادع، والبوم والحشرات، وأخيرا، بيرو على مدار السنة قابلة للزيارة، ولكن من مايو لسبتمبر هي أفضل الشهور لتكون هناك، بعد مواسم الأمطار في جبال الأنديز، وخاصة حوض الأمازون. كما أن هطول المطر نادرا ما يحدث في الساحل الصحراوي، ودرب الإنكا يغلق كل فبراير لأعمال الصيانة، على الرغم من أن ماتشو بيتشو تظل مفتوحة.