الشيشة مطلب سيدات المجتمع ونساء الجزائر

تشهد المقاهي و السّاحات المطلّة على البحر إقبالا منقطع النظير من طرف النساء و الجامعيات و سيدات المجتمع في الجزائر، كونها توفر لهنّ جلسة حميمية مع الشيشة، أو كما تسمى في المغرب العربي بالأرقيلة، ففي الجزائر، عليك أن تقصد المقاهي، و الفضاءات الراقية لتعرف مدى تأثيرها على الزوبون الذي يروق له أن يجلس جلسة حميمية، يتقاسم فيها الشيشة لتأخذه بعيدا نحو بلده الأصلي تركيا.
لكن من المظاهر الدّخيلة على المجتمع الجزائري، أن الشيشة لم تبق مقتصرة فقط على الرجال بل لها تأثيرها الكبير على بعض النساء الراقيات، هذا ما أكده أصحاب هذه المقاهي التي تروج الشيشة، ليضيف بأن لديهم سجلا خاصا لزبائن الشيشة لمدة تتجاوز اليومين، إذا أن الطلب عليها من طرف النساء عادة ما يتجاوز عدد الرجال، و بحكم أن عدد الشيشة في المقاهي الجزائرية لا تكفي الطلبات، فإنه يتم ضبط المواعيد لاقتنائها.
وقالت فريدة، 40 عاما، موظفة إن حكايتها مع الشيشة بدأت في أول لقاء لها مع امرأة تونسية في إحدى الحفلات ، و منذ ذلك الوقت أصبحت تلتقي بها و تعمقت الصداقة بينهما حيث أصبحت السائحة التونسية تحضر لها الشيشة، وقتها وجدت نفسها تتناولها و تستمتع بهوائها المنعش و هنا كانت بدايتها مع الشيشة و التي أصبحت معبودتها .
وأكدت ربيعة وهي  من سيدات المجتمع  الراقيات ، 36 عاما، أنها كانت تعشق الشيشة عن طريق التلفزيون و من خلال الأفلام و المسلسلات العربية و التركية، ومع ظهور الشيشة في المقاهي كانت من بين السباقات لتناولها في منزلها، بعيدا عن الناس كون العادات و التقاليد الجزائرية تمنع  تناول المرأة للشيشة داخل المقاهي.
غير أن العديد من الزبائن يشتكون من نقص النرجيلة والسبب في ذلك أرجعه أصحاب المقاهي إلى أن  الجزائر لا تتواجد بها سوى 60محلا لبيع المعسل المستورد من مصر، بالإضافة إلى جمر النرجيلة المستورد من بريطانيا.
وحسب أصحاب بعض المقاهي فإن النرجيلة تتكون من آلة بها أربعة أجزاء رئيسية العلوي يدعى بفدية الجمر، ثم الأوسط المصنوع من مادة النحاس الخالص الأصفر و الأبيض و به يتصل الجباد و هو الأنبوب الذي يدخن به ثم الجزء السفلي، و هو عبارة عن قارورة زجاج أين يوضع الماء لتبريد الدخان المنطلق من الموقد الذي يوضع به المعسل، وعادة ما يكون خالص من الفاكهة كالتفاح و الفراولة و غيرها، يضاف إليها قليل من تبغ السجائر.
وحسب بعض الشباب فإن الشيشة أصبحت معبودة الشباب لنسيان هموم الحياة و مشاكلها، مما ساعد على صنع سياحة ثقافية مميزة مفروضة على المقاهي الجزائرية.