وقَّعَت تونس وسويسرا على اتفاقية تعاون بين وزارة السياحة ووزيرة الدولة للاقتصاد التابعة للكنفدرالية السويسرية، تم بمقتضاها حصول تونس على 7 ملاين دينار لتطوير التراث البربري (الأمازيغي) وتمويل القطاع السياحي في منطقة الجنوب الشرقي التونسي، في حين اجتمع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي مع هياكل السلطات المحلية التابعة لمحافظة نابل لمتابعة تَقدُّم إنجاز المشاريع الاستثمارية، داعيًا إلى دعم وتنويع الإنتاج السياحي في المنطقة بين البيئي والثقافي. وتشمل الاتفاقية الموقعة بين الكنفدرالية السويسرية ووزارة السياحة التونسية الخاصة بتمويل إحداث هيكل للتصرف في الوجهة السياحية، محافظات الجنوب الشرقي التونسي الثلاث، تطاوين ومدنين وقابس. وتتركَّز الاتفاقية على دعم الإنتاج السياحي والموروث الثقافي الأمازيغي ومزيد التعريف به.
وتبلغ قيمة تمويل الهيكل السياحي 4,2 مليون فرنك سويسري (حوالي 7 ملايين دينار تونسي) سيتم صرفها على امتداد 3 سنوات التي يتطلبها إحداث المشروع الذي سيتم إرساؤه بالتعاون المشترك بين وزارة السياحة والديوان الوطني التونسي للسياحة والأطراف المهنية المتدخلة في قطاع السياحة. وأكَّدَ وزير السياحة التونسي جمال قمرة أن هذا الاتفاق يستجيب للخُطَّة الإستراتيجية للوزارة الرامية إلى تطوير السياحة الصحراوية والنهوض بها. وأوضح أن هيكل التصرف المزمع إحداثه سيعمل على تطوير خصوصيات المناطق المستهدفة وإبراز التراث البربري (الأمازيغي) التونسي ، فضلاً عن دوره في تنويع المنتوج السياحي التونسي، إلى جانب إحداث مواطن شغل إضافية في المناطق المعنية. ودعا الوزير التونسي الأطراف المهنية المتدخِّلة من وحدات سياحية وفنادق ووكالات أسفار ومطاعم إلى المساهمة في إنجاح المشروع. من جانبه، أعرب سفير سويسرا في تونس بيار كومبارنوس عن دعم الكنفدرالية السويسرية لتونس لإنجاح الانتقال الديمقراطي، معتبرًا أن التعاون بين البلدين تعزز منذ آذار/ مارس 2011 من خلال العديد من الأنشطة، ولا سيما منها في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر السفير السويسري أن إمضاء اتفاقية التعاون مؤشر ثقة بين البلدين، مشيرًا إلى أن إحداث هيكل للتصرف في الوجهة السياحية في محافظات الجنوب الشرقي التونسي يندرج ضمن الأنموذج السياحي الجديد، الذي تحرص تونس على إرسائه والمتمثل في السياحة البديلة، ومن ضمنه المراهنة على إبراز التراث البربري التونسي.
وعلى صعيد آخر، اجتمع رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي مع ممثلي الهياكل الجهوية (المحلية) والمنظمات الوطنية في محافظة نابل للبحث في تطوير القطاع السياحي وتنشيط واقع التنمية في المنطقة وسبل الارتقاء به، كما تابع المرزوقي نسب تقدم انجاز المشاريع العمومية والمشاريع الكبرى سيما في مجالات السياحة والصناعة والفلاحة والبيئة.
وأكَّد محافظ نابل عبد الستار التومي أن جلسة العمل التي جمعته مع رئيس الجمهورية تناولت الكثير من المحاور من بينها ضرورة تنويع المنتوج السياحي، والتركيز على دعم السياحة البيئية والثقافية، خاصة وأن نابل تمتلك مخرونًا طبيعيًا وثقافيًا متنوعًا، إلى جانب ضرورة مراعاة المشاريع الصناعية المستقبلية للتراتيب البيئية في المنطقة، وذلك بالتوجه نحو الصناعات غير الملوثة احترامًا للخصوصية السياحية للمنطقة.