أغادير المغربية تشهد أزهى عصورها السياحية هذا الصيف منذ عقود
الرباط ـ رضوان مبشور
تشهد مدينة أغادير المغربية صيف السنة الجارية أزهى عصورها السياحية منذ عقود، بعدما امتلأت جميع فنادقها السياحية المصنفة وغير المصنفة بنسبة 100%، حيث تعرف المدينة إقبالا سياحيًا لم تتعود عليه المدينة التي تعتبر الوجهة السياحية الثانية في المغرب بعد مدينة مراكش، والوجهة السياحية
الأولى في المملكة في فصل الصيف، نظرًا لمناخها المعتدل، وشواطئها الخلابة الممتدة على أكثر من 30 كيلومتر، إضافة إلى العروض السياحية المميزة التي تقدمها مختلف الفنادق والمنتجعات السياحية في المدينة.
فيما عمد سكانها إلى تأجير منازلهم و شققهم في الأحياء السكنية بعدما أصبحت فنادق المدينة غير قادرة على استيعاب السائحين، حيث يضاهي ثمن إيجارها الإيجارات التي تعتمدها الفنادق، بحكم كثرة الطلب وقلة العرض، فالمنازل المفروشة التي كان يتم استئجارها في الأيام العادية من السنة بثمن 200 درهم (25 دولار) لليوم الواحد، أصبح ثمنها خلال الصيف يفوق 1000 درهم (120 دولار) لليوم الواحد. أما الفنادق المصنفة فيبقى بالنسبة لأي زائر جديد من سابع المستحيلات أن يجد لنفسه مكانا بها، اللهم إذا قام بحجز غرفة لنفسها قبل شهور.
تتميز مدينة أغادير بجوها المعتدل طول السنة، حيث تشرق فيها الشمس لأزيد من 300 يوم في السنة، وهو يجعلها أكثر رونقا وجمالا، بالإضافة إلى شاطئها الذي يضفى على جهتها الغربية زرقة ناصعة، وتصطف فنادق ضخمة على طول الشاطئ، والتي توفر خدمات عصرية لزوار المدينة، على غرار الأنشطة الرياضية المتنوعة مثل الغولف والتنس والفروسية والزوارق الشراعية، إضافة إلى مرافق العلاج الصحي وحمامات الشمس الممتدة على طول الشاطئ.
وفيما يتعلق بفضاءات المدينة التي يرغب السائحون في زيارتها، فتعد حديقة أولهاو التاريخية، أحد أبرز الأماكن في المدينة التي تستقطب السياح المغاربة والأجانب، حيث يطلق عليها سكان المدينة وزوارها "الحديقة الرومانسية"، حيث تكتظ بزوار من مختلف الأعمار نظرا لمناظرها الخلابة. إضافة إلى "وادي الطيور"، وهو عبارة عن حديقة حيوانات تتوفر على أنواع متعددة من الطيور وحيوانات أخرى، تختلط فيها زقزقات الطيور بصرخات الأطفال، وصوت أمواج البحر القريبة من المكان.
وتنظم المدينة عدة مهرجانات فنية وثقافية، تستقطب ألمع الفنانين المغاربة والعرب والعالميين، على غرار مهرجان "تيميتار" الذي يقام في شهر حزيران / يونيو، ومهرجان التسامح الذي يقام في أيلول / سبتمبر، إضافة إلى مهرجانات للسينما والرقص والتراث الشعبي والفولكروري.
ومن أراد أن يشاهد المدينة من أعلى، فما عليه إلا أن يصعد لمنطقة "أغادير أوفلا" المتاخمة للمدينة، وهي عبارة عن جبل صغيرـ يكتظ بالزوار، لأخذ صور تذكارية من أغلى نقطة بالمدينة، حيث يظهر للزائر وكأنه محلق بطائرة فوق أرجاء المدينة.
ويبلغ عدد سكان مدينة أغادير ما يقرب من مليون نسمة وهو الرقم الذي يتضاعف خلال فصل الصيف، و يتحدث أغلب سكانها اللغة الأمازيغية، غير أن في فصل الصيف عادة ما تطغى على المدينة اللغتان الفرنسية والانجليزية، واللتين يجيدهما سكان المدينة الهادئة بطلاقة بحكم احتكاكهم اليومي مع سياحها القادمين من الدول الأوروبية على مدار السنة.
وتأسست المدينة التي تقع على بعد ما يقرب من 500 كيلومتر جنوب العاصمة الرباط، في العام 1500 من طرف البرتغاليين، قبل أن يتمكن المغاربة من تحريرها في العام 1526، وكانت المدينة سببا في حدوث أزمة دبلوماسية بين فرنسا وألمانيا، بعدما جلبت ألمانيا جيشها للمدينة في العام 1911 لحماية الجالية الألمانية بأغادير، وهو ما استفز الفرنسيين الذين يحضون بنفوذ كبير في المملكة.
بينما شاءت الأقدار أن تدمر المدينة عن آخرها في شباط / فبراير 1960، بعدما ضربها زلزال لمدة 15 ثانية دفن تحت أنقاضها أزيد من 15 ألف قتيل، قبل أن يعاد بناءها من جديد لتصير أحد أكبر حواضر المملكة، وتتربع على السياحة في المغرب وشمال أفريقيا.