لندن ـ ماريا طبراني
ذهبت محرره "تليغراف" إلى لندن لحضور ورشة لإعادة تزيين الأثاث، وتقول: "جئت للمشاركة في ورشة العمل الإبداعية مع الفنان ينكا إيلوري"، والذي يعد فنانًا، ومصممًا للأثاث ويحب راوية القصص أيضًا، قد ولد في إنجلترا وذو أصل نيجيري، ويعمل على إعادة إحياء وتزيين الكراسي القديمة، الصالح منها.
ويستخدم وينكا الألوان السائلة والدهانات والأقمشة الباهتة والشمع الهولندي، مع بعض الإضافات الفنية لتنفيذ إبداعاته، وهو يعمل في الأصل نحاتًا، ويعتبر الفنان أن مسمى إعادة التدوير غير جيد بالنسبه له، فهو يعمل بشغف كبير، ويلجاء في بعض الأحيان إلى إضفاء اللمسات المصرية القديمة على أعماله، مع الحفاظ على البعد الأخلاقي والتطور الأفريقي .
ويستلهم وينكا أعماله من الأمثال والقصص الأفريقية التقليدية، والتي تحدد الغرض من القطعة، فكل قطعة من الأثاث لها قصة، فيقول وينكا: "خلفية والدي هي سرد القصص، ونيجيريا لديها العديد منها، وكل شيء في بيتي لديه قصة"، وهذا هو السبب وراء تسميتة لكل قطعة من أثاثه.
وقد سطع نجم وينكا موخرًا وأصبحت أعماله جاذبة للانتباه، وقد ذيع صيته الشهر الماضي أكثر عندما ظهر بأربعة مشاريع، واحد في مهرجان لندن للتصميم، ومعرض في مركز أفريقيا؛ وفي بهو فندق سيتيزنم في شورديتش؛ وجاليري ناو، وقام بعرض سلسلة من الكراسي المصنوعة من قبل المدمنين المتعافين في المؤسسة الاجتماعية محطة الترميم.
ومن الجدير بالذكر أن وينكا سوف يقوم في هذا الشهر بتصميم الصالة في معرض الفن الأفريقي المعاصر في سومرست هاوس، ويؤكد: "لدي الكثير من المشاريع في الأفق"، كما شوهدت أعمال للفنان الشاب أيضًا في متحف برايتون ومتحف فيترا ديزاين، حيث قال عنها: "كان من الغريب بعض الشيء وجود عملي إلى جانب المصممين الذين طالما أعجبوني منذ أن كنت صغيرًا".
وتعتبر ورش عمل وينكا نادرة وفريدة من نوعها، وتضيف محررة "التلغراف" أن الهدف من ورشة العمل التي أحضرها هو "تحويل كرسي عادي إلى قطعة ديكورية مميزة"، إذ تقام الورشة في مركز أفريقيا، الذي يقع بعد ثلاثة مبان مجاورة للسكك الحديدية، متابعة "يتواجد في الورشة 9 أشخاض وبعض الفنانين الشباب، حيث أحضر المشاركون الكراسي الخشبية الخاصة بهم لإعادة تزينها، وأنا أيضًا فعلت هذا فقد قمت بعمل جيد مع الكرسي الخاص بي".
وأشارت المحررة: إلى أنها "الآن وقد جاء دور البدء في إعداد الكراسي، فهذا هو العمل الشاق، مع الكثير من العمل اليدوي، من تقشير الكرسي بورق الصنفرة، للدهانات"، مضيفة "وبعد الانتهاء من أول خطوة، كان علي اختيار لون الكرسي الخاص بي، وكان الوضع صعبًا لم أكن أعرف شيئًا عن فن اختيار الألوان ولا أعرف ما اللون المناسب، وأخيرًا اخترت اللون الأزرق السماوي لتعبيره عن الفخامة مع بعض الدهانات الأخرى مثل الأصفر والأخضر، وقمت بالعمل، فكانت النتيجة جيدة إلى حد كبير رغم صعوبة العمل".
وأوضحت المحررة: "وأخيرًا حان الوقت لاختيار قطعة النسيج من الشمع الهولندي لعمل قاعدة الكرسي، وعادة ما تستخدم مطبوعات الشمع الهولندية في غرب أفريقيا، ويستخدم وينكا أقمشة المفروشات هي نفسها التي تستخدم لعمل الجلباب النيجيري التقليدي"، مضيفة "وحان وقت تحضير القماش الخاص بالكرسي، فقمت باختيار القماش وقصه وكان جيدًا جدًا، وبعد أن جف الكرسي قمت بتركيب قاعدته، والتي صنعتها بنفسي، فالطبع كان كرسي وينكا أفضل ولكن كان الكرسي الخاص بي مميزًا أيضًا، وكان وينكا فخورًا بنا جميعًا وبما صنعناه، فكل منا صنع قطعته بشكل مميز".