لندن - ماريا طبراني
عاشت هيلين ستيفينز وزوجها جيري ترولي، في العاصمة البريطانية لندن لمدة 17 عامًا، وهما في الأصل من دارلينغتون وغلاسغو، وبالتالي ربما نسيا شدة البرد في شمال شرق انجلترا، ولم يساعدهما ذلك حين وصلا إلى بيرويك في 2010، قبل أشهر قليلة من حلول اسوأ شتاء على المدينة، وقالت ستيفنز "كانت الثلوج كثيفة جدا، وكنا نستغرق ساعة ونصف للسير لمسافة 100 ياردة إلى الشاطئ".
وأضافت "وحين هبت الرياح قبالة بحر الشمال، شعرنا كما لو أننا على حافة الأرض"، وانضمت ستيفنز إلى مجموعة الحياكة لتتعرف على الناس، والذين أخبروها أن عليها شراء الأحذية القوية، والبلوفرات الصوفية المقاومة للماء. وكان منزلهم غير معزول، وكان ينمان والقبعات على رأسهما، علقوا الستائر السميكة والحرارية فوق الأبواب، وثبتوا موقدا في غرفة المعيشة، وتقول ستيفنز "كل ذلك غير الجو تماما، حيث تدفأت كل غرفة"، ووضعا مدفأة في كل غرفة.
وتم بناء هذا المنزل في منتصف ثمانينات القرن 19، وكان مقسما في السابق إلى أربع غرف، مكث في كل منها عائلة تتخذ من الصيد مهنة لها، وتم تحويله إلى منزل لأسرة واحدة في ستينات القرن الماضي، تقول ستيفنز "يشبه المنزل الذي يرسمه الأطفال، باب في الوسط ونافذة في كل زاوية"، وتم بناء المنزل بغرف صغيرة ونوافذ للحفاظ على الحرارة، ولكن الزوجان اشترى قطع الأثاث الصغيرة والقديمة والتي تكون أكثر إحكاما، وفي غرفة المعيشة، تمتلئ جدرانها بالوحات الفنية للزوجين وأصدقائهما، اختارا السجادة باللونين الأحمر والبيج.
وتعمل ستيفنز وزوجها رسامين، ويتقاسما استيديو في الطابق السفلي، وعادة ما يجتمعان بالناشرين عبر برنامج سكايب، ولكن حين تريد ستيفنز العمل دون إزعاج تذهب إلى الطابق العلوي، حيث المكتب في غرفة النوم".
وبعد بضعة أشهر من انتقالهم، شهدت ستيفنز أول ضباب بحري، وقالت " ملئ الضباب البلدة، وتخيلت صورة في رأسي أن أسد برأس صفراء يسير في المدينة، هذه الصورة لا تترك عقلي، واحاول إخراجها على الورق". وكان موقع المنزل مصدر إلهام لترولي أيضا، حيث شهد خروج حوت على الشاطئ، ودفعه هذا لرسم لوحة لسلسلة من الحيتان، وهو يحب رسم الطيور البحرية والجماجم.
ويوجد مرحاض خارجي في الحديقة يستخدم في فصل الصيف، ولكن في الشتاء يستخدم لتخزين الفحم، كما تطير الدلافين البرية إلى الحديقة، وغالبا ما تدخل إلى المطبخ تاركة أثار أقدامها. وتفتقد ستيفنز لدفء فصل الصيف، كما أنها في البداية عانت من وجود مجتمع إبداعي، ولكنها بعد ذلك اعتادت على ذلك، ويذهبان إلى الشاطئ لقضاء أوقاتهما مع كلبهما.