واشنطن ـ رولا عيسى
تخرجت غريتشن روهرز، في العام 2012، وانتقلت حينها من منزل والديها الريفي في ميسوري في ولاية كاليفورنيا، وهي تمتلك فقط 20 دولار، نامت على أريكة أحد الأصدقاء في "بالو ألتو" وكتبت "رسائل جميلة" إلى شركة أبل وغوغل وغيرها من الشركات العملاقة الرقمية التي تبحث عن وظيفة، كانت درست تصميم الأزياء، ولكن لم يمض وقت طويل منذ حصولها على شهادتها، أدركت أنها لم تكن مناسبة لها.
وعملت غريتشن كمتدربة في مجلة فوغ في نيويورك،
، واكتشفت أنه يمكنك ترجمة شيء غني جدًا مطبوع إلى شيء أكثر جمالًا على الإنترنت، وحينها وقعت في حب العالم الرقمي"، لكن "سيلكون فالي"لم يكن مرحبًا بها كما كانت تأمل، ومن رد على رسائلها كان تطبيق خاص بالتسوق يسمى"Shopkick"، وحصلت روهرز على وظيفة هناك وانتقلت إلى سان فرانسيسكو، وقالت " إنه أرخص من بالو ألتو، فهناك وجدت ثقافة الفانيلا ولم يكن هناك تحفيز"، وبعد ست سنوات التحقت، بشركة لتصنيع أحذية النساء من زجاجات البلاستيك المعاد تدويره، ولكن الشهرة التي تلقتها عبر الإنترنت، غيرت حياتها المهنية بطريقة لم تتوقعها.
وتعيش روهرز في هايز فالي، حي فني ومبدع في سان فرانسيسكو، وكان جزء من الطريق السريع المرتفع، والطريق السريع المركزي، الذي تم هدمه بعد وقوع زلزال في العام 1989، وتحولت هايز فالي بين ليلة وضحاها إلى جزء صاخب من المدينة، وحظر السكان الشركات الشهيرة، وبدلًا منها كانت المحلات المحلية، وتم بناء مبنى به العديد من الشقق، حيث تعيش مع شريكها جيرمي، وكلبيها، وفي داخل الشقة، يوجد مزيج من التحف والكتب والأعمال الفنية والنباتات، حيث إن روهرز مهوسة بالنباتات، كما يوجد اللوحات الكبيرة الزيتية، والتي تؤكد أنها لن تبيع أي منها.
ويوجد رف كتب ممتد من الأرض إلى السقف بشل فوضوي فني، وبجواره يوجد جدار رمادي صناعي، وهناك طاولة طعام بيضاوية تحيط بها كراسي قديمة غير متطابقة، وتقول روهرز" أحب الألوان والمساحات، على عكس جيرمي الذي يحب التحف".
ويوجد ممر مظلم، تعلّق عليه الأعمال الفنية، وهي مزيج من لوحات الأصدقاء والصور الفوتوغرافية، وفي الصالة هناك أريكة من "تارجيت"، أما غرفة النوم، تم طلائها باللون الأزرق الداكن، ويوجد بها خزانة أنيقة، ومرآة كبيرة الحجم.
و بدأت روهرز، في ابتكار الرسومات والشعارات الخاص بعملها أثناء التأقلم مع الحياة في الساحل الغربي، حيث تصاميم لسيدات وهن يرتدين قشور نبات الذرة أو الفاكهه والخضروات، بدلًا من الملابس، وبدأت نشر هذه الصور على الإنترنت ولقت رواجًا وإعجابًا كبيرًا.
وتشعر روهرز أنها نجحت في عملها وانتقلت إلى شقة جديدة تتناسب مع شخصيتها، وتناسب عالم الموضة الذي تعمل به، وتؤكد أن الحياة بدأت تستقر، وأن ماحولها يعكس شخصيتها وما تريده.