أثينا ـ سلوى عمر
يُحاط العلم الأبيض والأزرق لدولة اليونان، وبخاصة في ماندراكي، العاصمة الصغيرة لنيسيروس، وهي جزيرة في ديوديكانيز حيث المنازل البيضاء على جانب التل من المرفأ، بالألوان الزاهية للسماء والبحر، إلهاما لهذا المكان الرائع، لكنّ هناك منزلا في هذا المكان، للمهندس المعماري جورج كوكوركيس، والمؤلف من طابقين، بمقصورة ذات ألوان زاهية، له شكل مميّز ومختلف.
شُيّد المنزل في تسعينات القرن التاسع عشر، وينتمي في الأصل إلى أجداد كوكوراكيس العظماء، الذين غادرو نيسروس إلى أثينا مع جدته في عام 1929، وكان هناك كاهن يعيش هناك حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، ودمّر المنزل بالكامل بسبب زلزال وقع في الأربعينات من القرن العشرين، وبقي خاليا في حالة سيئة إلى أن بدأت شركة كوكوراكيس في ترميمه قبل عقد من الزمان، ويقول كوكوراكيس "كان هناك عشرات الأسماء والقلوب المنحوتة على الأثاث والسلالم التي يعود تاريخها إلى الأربعينات".
وبالنسبة إلى عملية الترميم، أراد كوكوراكيس أن يعود المنزل إلى تصميمه الأصلي، قائلا: "كانت لديه نقاط مرجعية قليلة، ولذلك قررت البدء في العملية بالعودة إلى جدتي، وقد أدهشتني، حيث لا تزال تمتلك ذكريات حية في ذاكرتها عن المنزل"، كما عثر كوكوراكيس على صور قديمة، وتحدّث إلى الجيران الذين زاروا المنزل قبل أن يتضرر، ثم قرر إزالة 20 طبقة من الدهان، ليعرف اللون الأصلي للجدران، وهو الأكسيد الأحمر.
وقام بطلاء غرفة الطعام في الطابق الأرضي باللون الأخضر البازلاء، والمطبخ بلون الخردل الأصفر، واستخدم ظلال أكثر حيادية في غرف النوم، وغرفة المعيشة في الطابق العلوي، بإطلالة على بحر إيجة، وقرّر الاستعانة بشركة "كيم" الألمانية لطلاء الجدران، لأنها متخصصة في دهانات المنازل التاريخية.
وأعاد بلاط الأسمنت الإيطالي الأسود والأبيض في الطابق الأررضي، وأرضية المطبخ أمر بوضع وحدات اللون الفيروزي بها، لكنه أضاف الأثاث الحديث الدنماركي الممزوج بقطع الأثاث المستعملة من أثينا، وكذلك الإضاء العتيقة للتكملة بين عناصر الفن الحديث والكلاسيكي، قائلا "لم أكن أرغب في منزل يشبه المتحف".