لندن ـ ماريا طبراني
انتقل مُصمّم الأزياء ماثيو ويليامسون، بكلّ هدوء إلى شركة "مايوركا" للتصميم الداخلي، وأغلق متاجره وكذلك علامته التجارية الخاصة بعالم الموضة، وفعل ذلك دون عرض أزياء أخير أو مؤتمر صحافي ضخم، فقط غاب عن برنامج أسبوع الموضة في لندن عام 2016، وأعلن انتقاله إلى المبيعات فقط عبر الإنترنت.
بدأ التصميم الداخلي منذ 2002
لم تكن هذه عملية إعادة هيكلة غير عادية في ذلك الوقت، فحينها تم الاتفاق على نطاق واسع أن عروض الأزياء فقدت جاذبيتها، وأن المبيعات تتراجع، وبعد ذلك، اتجه ويليامسون إلى القمة الخاصة به، حيث التصميم الداخلي.
ولا يمكن إلقاء اللوم عليه، حيث يشرح ويليامسون تحركه الجغرافي والمهني، قائلا "إن سيرك الموضة لا يكل ولا يلين، حيث أربعة عروض في سنة، وهذا ضغط لا نهاية له، وسط بذل المزيد من الجهد والقتال للحصول على مساحة تجارية بأقل تكلقة، باختصار تشعر بالسحق المتزايد بين القوة والمال في هذا العالم، كما أنه عالم مليء بالمكائد، وبالتالي أردت الخروج من هذه الدائرة".
بدأ ويليامسون الاستحواذ على العناوين الرئيسية، واكتساب خبرات جديدة في حياته، وبالعودة إلى عام 2003، تعاون مع شركة "Rug Company" لإنتاج سلسلة من السجاد باستخدام مطبوعات الملابس الجاهزة، وفي عام 2008، اتجه إلى شركة "Smythson" لتجارة الجلد الفاخر، وبدأ في تصنيع ورق الحائط لشركة "Habitat"، وفي عام 2012، تابع نجاحه في عالم الأزياء مع شركة "Debenhams"، وفي نفس الوقت ابتكر مجموعة من الأدوات والمفروشات المنزلية، بدءًا من بياضات الأسرة الملونة إلى الوسائد المطرزة.
أحب التصميم الداخلي منذ طفولته
وكان التعاون الذي ميزه حقًا هي أول مجموعة أصدرها مع شركة "Osborne & Little" في عام 2013، وهي شركة متخصصة في إنتاج الأقمشة ذات الجودة العالية، وسرعان ما غزت تصميماته جناح المنزل الفخم "Aynhoe Park" وهو يعود إلى القرن السابع عشر في أوكسفوردشاير، وكذلك حديقة فناء بوتيك " Kensington Blakes" في عام 2016، وهو العام الذي بدأ فيه إطلاق مجموعته الكاملة من الأثاث والإضاءة للشركة البريطانية "Duresta"، وسيطلق مجموعته الخامسة لـ"Osborne & Little" في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ويوضح "التوقف عن العمل في عالم الموضة والدخول إلى عالم التصميم الداخلي يشبه عملية التقدم الحقيقي، فأنا ببساطة أواصل ما أسسته كمصمم أزياء، فأنا أقدم تصميم الأزياء بشكل جديد، إنه وقت مثير للغاية."،
ويلفت "كل مجموعة صممتها، مستوحاة من الطبيعة بشكل أو بآخر، حيث المناظر الطبيعية التي تغمرها الشمس، وهذا ما يأسر خيالي".
وسيطر عليه شغف التصميمات الداخلية والذي بدأ حين كان طفلًا، يجرب التصميمات الداخلية في غرفة نومه، وتظهر صور قديمة لمنزله، لمسات التصميمات الداخلية التي وضعها على خزائن المطبخ، حيث الزهور وصور أكواب الشاي، كما أن استديوهاته كانت تظهر التصميم اللامع، والرائع الذي ابتكره وطبقه.
ويتولى ويليماسون التصميم الداخلي لمشروع "La Res"، وهو الفندق المعروف بأجنحته الفخمة، وقد تعمد استخدام اللون الوردي الزاهي، ومصابيح الريش، والأثاث العتيق المطلي يدويًا، وورق الحائط المفصل بشكل رائع، والنحت الجذاب للأسقف، قائلًا "أنا مفتون بخلق المساحات واستحضار إحساس البهجة والتفاؤل، تلك المساحات التي تتزاوج مع الأرضيات واللمسات، والتي تشبه ملابسي كثيرًا".