واشنطن ـ يوسف مكي
عرض منزل بيئي رائد، تصل فيه تكاليف استهلاك الطاقة لنحو 100 جنيه إسترليني (133 دولارا أميركيا) في السنة، ويأتي مع مجموعة من الأغنام الخاصة والدجاج للبيع بـ500 ألف جنيه إسترليني (نحو 666 ألف دولار أميركي).ويُعدُّ مشروع الإسكان "هوكيرتون" مجتمعا مكتفيا ذاتيا ومكونا من خمسة منازل، حيث يزرع السكان ويشترون الطعام من بعضهم البعض، ويقومون بإعادة تدوير مياه الأمطار والعمل بحد أدنى إلزامي ست ساعات في الأسبوع للحفاظ على الموقع الذي يمتد على مساحة 6 فدادين. ويُغطى جزء من المنازل، التي تعتبر فواتيرها ذات كفاءة عالية في استخدام الطاقة، في التربة، وتتميز بألواحٍ شمسية، وهي مبنية بعازلٍ قوي مما يؤدي إلى عدم الحاجة إلى نظام تدفئة.
وإجمالًا، يستخدم كل عقار نحو عُشر الطاقة التي يستخدمها منزل نموذجي، مع فواتير تصل إلى حوالي 100 جنيه إسترليني (133 دولارا أميركيا) في السنة. ويزرع السكان معظم طعامهم الخاص، ويُعاد تدوير النفايات، ويستخدمون مياه الأمطار، وهذا يعني أنَّ فواتير المياه السنوية تبلغ 20 جنيهًا إسترلينيا فقط (27 دولارا).
وبنيت العقارات على الأراضي الزراعية في منطقة هوكيرتون، في مدينة نوتنغهام شرقي وسط إنجلترا، قبل 20 عامًا في ما كان يُنظر إليها على أنَّها منازلٌ بيئية في المقام الأول.
ويُعرض حاليًا أحد هذه المنازل للبيع بنحو نصف مليون جنيه (نحو 666 ألف دولار أميركي). ومنذ تم تطوير المجتمع، عُرِضَ منزلٌ واحدٌ فقط للبيع ثلاث مرات.
وعرضت المنزل للبيع ليز لين، 43 عاما، مستشارة سياسة الطاقة، وزوجها روب كارترايت، 54 عاما، وهو مدير شركة برمجيات، كانا قد انتقلا إلى المنطقة من كامدن، شمال لندن، قبل تسع سنوات. وقد نشأ ابنهم براد، 8 أعوام، على طفولة مثالية، ولكنَّهم قرروا الآن استخدام ما تعلموه لبناء منزلٍ مستقل جديد خاص بهم.
ويحتوي المنزل، المطروح للبيع من قِبل وكلاء العقارات "وينكورث"، على مطبخ وغرفة طعام، وغرفة جلوس، وثلاث غرف نوم، ودراسة، وغرفة "هواية" وصالة موسيقى كبيرة متعددة الاستخدامات، كما يضم حديقة خاصة في الجزء الأمامي من المنزل المطل على بحيرة.
وقالت لين: "كنا نعيش في وسط لندن ولكن هنا حصلنا على مساحة خضراء كبيرة. ولكننا نريد المزيد من المساحات الخضراء، والقدرة على زراعة الخضار الخاص بنا. وقد انتقلنا إلى هنا منذ تسع سنوات، ونحن نعتبر ثاني مالك للمنز". وقالت إنَّ أسلوب الحياة كان مثاليًا بالنسبة لهم ومناسبًا لابنهم.
وأضافت: "الطريقة التي بنيت بها المنازل تعني أنَّنا ندفع 100 جنيه فقط فاتورة طاقة سنويا و20 جنيها إسترلينيا سنويا لفاتورة المياه. ونحن نزرع حوالي 50 في المئة من الفواكه والخضار الذي نستهلكه، ونميل إلى زراعة الأشياء التي تعتبر أكثر تكلفة في المحلات التجارية أو أصعب في الشراء، ونرعى الأغنام. وبالنسبة إلى الكثير من الناس هنا اللحوم الوحيدة التي يأكلونها هي من أغنامنا، ونحن مكتفيين ذاتيًا بشكلٍ أساسي من البيض. والأطفال لديهم الحرية في الركض والاستكشاف، وهناك أماكن للدراجات والسباحة وركوب القوارب".
وأضافت: "لقد كانت تجربة رائعة ووضعنا الكثير مما كنا نفكر في عمله. وساعدنا في توسيع أنظمة الطاقة المتجددة وتعلمنا الكثير عن المنازل، ونحن نأمل في المضي قُدما للقيام ببناء وتصميم منزلنا الخاص بمفردنا".
ونشأت هذه الفكرة في عام 1993 عندما عملت مجموعة من العائلات المهتمة بالمنازل الصديقة للبيئة مع المهندسين المعماريين البروفيسور بريندا والبروفيسور روبرت فيل لتصميم منزل مستقل. وفي عام 1996، حصلوا على إذن لبناء موقع مستدام على الأراضي الزراعية. وقد أرسى المشروع نفسه كمثالٍ للتنمية المستدامة ويُقدِّم خدمات استشارية لمساعدة الآخرين الذين يتطلعون إلى الاكتفاء الذاتي. ومنذ أن تم بناؤها، قاموا بتركيب اثنين من توربينات الرياح.
وعلاوة على أنَّ على السكان العمل لما يصل إلى 300 ساعة في السنة للحفاظ على الأرض، يجب عليهم أيضًا أن يتعهدوا بالعمل لمدة 300 ساعة أخرى - مدفوعة - لتعزيز الاستدامة من خلال الجولات والأعمال الاستشارية.
وأضافت لين: "أعتقد بأنَّ المنزل يُمكن أن يستهوي الكثير من الناس. ولدينا مزيج من الناس من جميع مناحي الحياة، الأطباء والبنائين ومصممي الغرافيك".