سيدني ـ سليم كرم
كان مصنع إنتاج البيرة في نيو ساوث ويلز الأسترالية أسطورة خيالية من الإنتاج حتى عام 1960، وكان قديمًا أكبر مصانع تخمير البيرة في الولاية، حيث يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 120 عامًا. لكنه تحوَّل الآن إلى مكان مهجور، فقد تم نسيانه منذ أكثر من 30 عامًا، بعد توقف مشاريع تحوليه إلى فندق ومتحف. واستُخدم الشعير المُصنّع في المكان لإنتاج نحو 30 مليون لتر من البيرة، وفي ذروة إنتاجه كان يصنع 200 ألف برميل كل عام.
يقع المبنى الذي استضاف أكبر عمليات تصنيع البيرة، في المرتفعات الجنوبية بمدينة نيو ساوث ويلز الأسترالية، وأصبح فارغًا إلا من بعض قطع الخشب المكسور والعديد من الآلات الصدئة، بينما امتلأت الأرض بالفئران والجدران برسوم الغرافيتي. بدأت أجزاء من المصنع في الانهيار على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على توقف العمل به، فيما أصبح المكان مأوى لرسامي الغرافيتي والفضولين من سكّان المدن المجاورة.
يذكر أن أول من امتلك المصنع هي شركة نيو ساوث ويلز لتخمير البيرة، حيث بدأت الأعمال عام 1898 وافتتحت المنزل العام الذي تلاه. وبفضل موقعه المتميز بالقرب من أحد الأنهار المجاورة وخط سكة حديد، انتعش العمل داخل المصنع، وبعد 6 سنوات اشترته شركة "توث آند كومباني"، الشركة المصنعة للبيرة في سيدني. وسريعًا ما طوّر المُلاك الجُدد من المصنع، فقاموا ببناء مبنى آخر عام 1907 وهو الأمر الذي جعل المصنع أكبر مصنع لتخمير وإنتاج البيرة في نصف الكرة الجنوبي. ووصل الإنتاج ذروته عام 1940 قبل حريق عام 1942 الذي أسفر عن تدمير اثنين من مباني المصنع، وعلى الرغم من هذه الكارثة إلا أن المصنع لم يتوقف عن الإنتاج وشهد ترميمًا قبل أن يتعرض إلى حريق آخر عام 1960، والذي كان بداية نهاية أسطورة المصنع، حيث استمر الإنتاج في التراجع إلى أن تم إغلاقه عام 1980.