لندن ـ كاتيا حداد
دعا مصمم الحدائق ومحاور راديو 4 في برنامجه وقت "أسئلة البستانين" ماثيو ويلسون، إلى ضرورة العناية بالحدائق، لا سيما مع اقتراب قدوم فصل الشتاء، وعدم تشذيب الأشجار بالطريقة التقليدية، حتى لا تبدو مملة.وأضاف "لا تنظر إلى شجرتك ذات المظهر الممل والبشع وتضغط الزناد تلقائيًا، فبعد كل شيء إذا كانت هذه حديقتك منذ سنوات وتشتري ما يعمل على إنضاجها وهو ما يكلفك المئات من الجنيهات، فبدلًا من ذلك فكر بما يمكنك فعله لإعادة الحياة في هذه النباتات؟ فمع التشذيب الإبداعي على عكس التشذيب التقليدي، فلا توجد خطوات املائية للبستنة، تخبرك ما الذي يجب أن تفعله حتى لا تفقد الفاكهة والزهور، ورغم ذلك فإن ما يمكنك تحقيقه هو ميزة جدية ورائعة في حديقتك من دون مقابل".
ويعطي ماثيو مثالًا على الزعرور البري المتضخمة الموجودة في حديقة منزله، قائلًا "في هذا الخريف قمت بإزالة حوالي نصف الفروع الموجودة في الوسط، والآن بدلًا من شكلها السابق غير المنسق، أصبحت شجرة رائعة ومثيرة للاهتمام، الشكل موجود بالفعل فقط أزلت الطبقات لأكشف الشكل المختبئ منذ سنين".
وتابع "في حديقة صغيرة حيث شجيرات متضخمة تلقي بظلالها الكثيفة، وبتنظيف الجذع في القاعدة وإزالة أوراق الشجر، فأنت تسمح بمرور مزيد من الضوء، وتوفر مكانًا للمعمرة أن تنمو من جذورها وهو ما يجعل النبتة تبدو وكأنها منحوتة، فشجيرات لندن النموذجية تميل بشكل كبير إلى البشاعة، لأنها غير منسقة وهي الويبرنوم تينوس ولكن يمكنك أن تجعلها مثيرة للاهتمام أكثر".
وفيما يتعلق بالحل الجذري لشجيرات الويبرنوم تينوس، والتي كانت تحجب الإطلالة في منزله قال "قطعتها لتصل قرب الأرض منذ 18 شهرًا حيث فقدت موسم الإزهار، لكنها الآن منسقة على شكل قبة وتغطيها الأزهار وطولها يقارب 5 أقدام، أما شجرة اوكوبة جابانيكا فهي شجيرة كلاسيكية من الفترة العصر الفيكتوري، وإذا شذبتها أي رفعت التنانير ونزعت الفروع والأوراق المنخفضة فتصبح جميلة ولامعة".
وعندما يتعلق الأمر بالتدخل الحازم لتغيير شكل النباتات، يقول ويلسون "هناك الكثير من الأحراش المربعة غير المتجانسة في حديقتي، وربما تكون زرعت قبل 20 عامًا، فبدلًا من إزالتهم قررت تبني نهجين، النهج الأول هو أنني قصصت كل مجموعة متقاربة من الأحراش على شكل سحابة، و يؤكد ويلسون أنه عليك أن تفكر في الغيوم المتصاعدة وقصها، وفقًا لذلك تشذيب هي عملية وليست واقع، والحصول على الشكل أولًا ثم تحسينه تدريجيًا على مدى عدة مواسم".
أما النهج الثاني الذي اتبعه ويلسون هو سطح طاولة توبياري، وهو إلى حد ما نهج راديكالي حيث استخدمها على عدة شجيرات كبيرة، زرعت على فترات، واستعان بمنشار يدوي لقطع الوسط والذي سيتجدد قريبًا، وبعدها قام بتشذيب كل شجرة من الأعلى وقطع الأوراق للحصول على سطح مستوي، وبعد ذلك زرع مكعبات مربعة صغيرة تحتها، وعلى اختلاف المستويات، وأضاف "وذكرتني النتيجة التي حصلت عليها بالجسر العملاق وبدا الشكل رائعًا، واستخدمت خشب الطقسوس، وهي تحدث تأثيرًا حقيقيًا على شكل متموج مثل النباتات الحولية والأعشاب، لأن هناك تباين مع لون الأوراق وشكلها وكذلك الوضع الأفقي والعمودي والصلب مع الشفاف". والأمر عبارة عن الاستعانة بالهندسة في الحديقة، حيث أضاف ويلسون "الهندسة ذات صلة خاصة في الوضع الراهن، لأنه سيحين فصل الشتاء وتكون البنية أمر أكثر أهمية، وأفضل أن أستخدم النباتات لهذا الغرض بدلًا من شرائها".
وواصل حديثه "إذا كنت ذكيًا وتبرع في استخدام المقص يمكنك جعل النباتات مختلفة بشكل تام، ففي الحدائق في إيست راستون في نورفولك هناك شبكة من الأشجار مزروعة مع اللبلاب، ولكن بدلًا من أن تنمو الشجار يقوم اللبلاب بدفع الشجرة للنمو حول قواعدها وأنت تفعل هذا من خلال إزالة القمم باستمرار لذا تنمو الشجرة مثل الشجيرة بدلًا من أن ترتفع لأعلى".
وكشف وجود عدد قليل من القواعد الأساسية للحصول على تشذيب مبدع للنباتات، فيقول "أنك تحتاج في البداية إلى مقص حاد وزوج من الزرادية، وبلنسبة للخشب السميك فأنت بحاجة إلى منشار مقوس أو منشار إغريقي، وبعد التشذيب اعط النبات مغذي للأوراق المصنوعة من الأعشاب البحرية وحديد من خلال بخاخ يدوي، وإذا كان للنبات شكل طبيعي مثير للاهتمام فكن في نفس التيار وانظر داخل وسط الشجيرة، وتراجع كل فترة واستمر في المتابعة واسمح لها بتوجيه خطواتك وبهذه الطريقة فأنت تبرز عبقرية النبات".
وأعلن ماثيو ويلسون تقديم محاضرات عن تقنيات التشذيب المبدع على شجيرات مختلفة في بالم هاوس في مشاتل كليفتون، الخميس، في الساعة 6:30 مساءً، وتمتعوا بتخفيض 20% في حال شراء نباتات قبل نهاية المساء في تمام 8:00، وسعر التذكرة 10 جنيه إسترليني.