الجزائر ـ سميرة عوام
تُضفي الورود الطبيعية المُجفّفة تحت أشعة الشمس، المزيد من الأناقة على ديكور المنازل والبيوت الجزائريّة، والتي اتخذتها بعض الحرفيّات كمورد رزق للتخلص من التبعية الأسريّة واستحداث فضاء خصب لتنويع الأشكال الهندسيّة لديكور المنزل العصريّ، بلمسات فنيّة رائعة تترك لدى الزائر لوحة فنيّة تعطي للذهن صفاءً ونقاءً روحيًّا. وتعتمد صناعة وتجفيف وتنسيق الورود المنزليّة، على صناعة أطباق الورود،
لأنها مصدر المواد الأوليّة، وتتألف من أنواع عدّة مختلفة، منها الورد الأحمر الفاقع اللون، والياسمين، ومسك الليل، وحب الصنوبر، وأعشاب صحراويّة ذات الرائحة العطرة،إلى جانب أغصان وأوراق أشجار الصنوبر الحلبيّ، بالإضافة إلى قشور الأخشاب وأغصان الأشجار بأنواعها، وأنواع أخرى كثيرة من النباتات، منها سنابل القمح و قشور البلوط، والتي يتم اقتنائها من البراري وأحيانا أخرى يستقدمها الحرفيين من تونس، أو الاعتماد في التزيين على النباتات الهنديّة والصينيّة.
وعن طريقة تجفيف الورود وتنسيقها، يقوم صانعها على عملية قطف الزهور من الجبل في مواسم معينة، تختلف باختلاف طور الزهرة وأوراقها، ثم تجفف في الشمس أو بواسطة أفران بحرارة تتناسب وكل نوع من الأزهار أو الأوراق، ليتم تصفيفها و تلوينها لأنها تتميز بالحس الفنيّ العالي، والمزج بين الطبيعة بشتى أشكالها وفصولها، لتخرج لوحةً فنيةً أو طبقًا يزيّن غرف الجلوس في المنازل والأماكن العامة، وما تحتاجه صناعة تنسيق الورود الجافة هي اللمسة الفنية في اختيار الأنواع التي يتم وضعها ضمن الشكل الأخير، لتقدّم في ديكورات المنازل، لكن يعمل الحرفيون على التنويع في عملية تزيين البيوت، من خلال صناعة الزهور الجافة، والتي تعطي للورود شكلاً مختلفًا عن أصلها الطبيعيّ، لتجد طريقها إلى المزهريات المصنوعة هي الأخرى من الطين، والمزيّنة بالألوان التي تُلائم لون جدران المنازل.