لندن ـ كاتيا حداد
عرض القصر المملوك سابقًا لملياردير سعودي ورئيس وزراء لبناني أسبق للبيع، ليصبح واحدا من أغلى المنازل والقصور في بريطانيا، حيث تم عرض القصر القريب من حديقة "هايد بارك" للبيع بقيمة 300 مليون إسترليني قبل ثلاثة أعوام، بعد وفاة مالك القصر ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير سلطان بن عبد العزيز، إلا أن القصر الذي يعد من أكبر قصور لندن لم يتم بيعه حينها، ولكن الآن قدم عرض خاص لشراء القصر ذو الـ60.000 قدم مربع بقيمة 280 مليون إسترليني، وهو تقريبا ضعف السعر الذي بيع به ثاني أغلى منزل في بريطانيا.
وأكد وكلاء مجموعة العقارات السويسرية الذين يتولون عملية البيع، أنهم تلقوا عرضا قيد الدراسة لشراء المنزل بقيمة 280 مليون جنيه إسترليني، وأعربت العديد من الأطراف عن اهتمامها بالقصر الفخم، مثل السعودية ومشتر روسي، وكذلك أشيع أن السفارة القطرية تهتم بأمر القصر.
ويجرى مزاد علني الثلاثاء والأربعاء لبيع تفاصيل الديكور في القصر من أعمال فنية وتجهيزات، فالمالك الجديد لا يريد التجهيزات الحالية، وفي فترة التسعينات تم اختيار وتصميم ديكور ومفروشات القصر من قبل شركة المصور والمصمم الفرنسي ألبرتو بينتو، واستغرق الأمر عامين ونصف لفرش وتجديد القصر.
وتعرف شركة أبرتو بينتو بتولي تجهيز اليخوت الفاخرة والطائرات، واستغرقت الشركة عامين من 1992 حتى 1994 لتجميع أثاث المنزل من جميع أنحاء العالم، كما قامت الشركة بتطوير بعض ديكورات القصر بتكلفة حوالي خمسة ملايين إسترليني في أواخر فترة التسعينات، ومنذ ذلك الوقت تم إضافة عناصر بسيطة للقصر.
واعتمد مصممو القصر على ماركات عالمية عند شراء كماليات المنزل مثل "Barovier & Toso" و"Laudarte" و"Valderamobili" و"Baccarat" و"Christofle" و"Baldi Home Jewels"، وكل تلك المقتنيات معروضة للبيع حاليا، بما في ذلك حمامات "Baldi" المزينة بحجر المرمر، بجانب المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة والبرونز، ويعتقد أن المقتنيات بالمنزل تقدر بقيمة 50 مليون إسترليني، في حين يؤمل أن تحقق قيمة 450.000 إسترليني.
ويضم القصر مساحة 60.000 قدم مربع كمساحة للمعيشة ويعد أصغر قليلا من مساحة ملعب كرة قدم، كما يضم حمام سباحة كبير ومطبخًا ومرآبًا للسيارات تحت الأرض والعديد من المصاعد، ويتمتع المنزل بـ68 نافذة واقية من الرصاص وتطل على حديقة "هايد بارك"، وهناك أيضا أوراق من الذهب لتزيين الديكور الداخلي للقصر.
ويقع المنزل على بعد أقل من نصف ميل من متجر "هارودز" الفاخر، ويستغرق مسافة قصيرة بالسيارة حتى مطار "Battersea’s heliport"، وبرغم كل تلك المميزات فشل بيع القصر في البداية وتم وضعه من قبل وكلاء المجموعة السويسرية على السوق المفتوحة ووصفه بأنه "قصر فريد من نوعه وربما يعد الأغلى في السوق.
ويذكر أن القصر الفخم قدم كهدية لولي العهد السعودي بعد وفاة المالك السابق للقصر وهو رفيق الحريري رجل الأعمال ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق، الذي تم اغتياله في تفجير ضخم في بيروت عام 2005، ويضم القصر 45 غرفة تطل على حديقة "هايد بارك"، وهى من أكثر الأماكن المرموقة في لندن.
وأقيم مزاد لبيع مقتنيات المنزل ومنها حوالي 41 من الثريات وأكثر من 100 حامل مطلي بالذهب وعدد من زجاج القصور الفخمة، بالإضافة إلى ماكينات الاسبريسو وآلات الغسيل وأواني الطبخ، ولم يتم تحديد دليل لأسعار هذه الأشياء، ما يعنى بيع هذه المقتنيات القيمة بسعر أقل بكثير من سعرها الحقيقي، وأوضح الدلال بالمزاد مارك فلين أنه سيصاب بخيبة الأمل إذا حققت مقتنيات القصر أقل من 500.000 إسترليني.
وفي إطار العقارات ذات الأسعار المرتفعة، يذكر أن منزلًا ريفيًا عمره 300 عام يقع بالقرب من نهر التايمز تم بيعه بـ140 مليون إسترليني عام 2011 إلى مشتر روسي غير معلوم، ومن هنا فيتم وضع تلك العقارات في السوق للبيع بأعلى سعر، خصوصًا وأن مشتري تلك العقارات قليلون جدا ممن يستطيعون تحمل تكلفتها المادية المرتفعة.