باريس ـ مارينا منصف
تكاد البساطة في الديكور والتصميم تصل حد الزهد عند البعض، من خلال تفضيل الزوايا القائمة واللوحات الفارغة، بعيدًا عن التعقيدات والانحناءات والزخارف.
استخدم المهندس المعماري الفرنسي جوزيف ديراند، فلسفة الرهبة في الديكور، ثم بعد ذلك أصبحت فلسفته الأكثر رواجًا في فن المعمار والديكور الداخلي، ما دفعه لتأسيس متاجر عرض لأعماله ومن ثم تطورت وانتشرت وتمثلت في بالمن، وجيفينشي، وألكسندر وانغ، ومن نزله الخاص يمكن دراسة ذوقه الفريد في التصميم والديكور.
اعتمد ديراند في ديكورات منزله على الألوان الهادئة، من خلال توظيف البيج والرمادي الفيراني مع البني، ونسق ديراند هجوم خفي على حاسة البصر، ما جعل هذين اللونين المحايدين يبدوان جديدين ومثيرين للاهتمام، كما عمل على توظيف التفاصيل المعمارية مثل تغطية الجدران بالجص المرموني، والمزج مع الرخام ومعجون الجير الذي يأخذ مظهر من جلد الغزال، أما الباركيه في الأرضيات فقد استخدم فرساي "Versailles" بدءا من البيج الشاحب المستخدم أكثر في الدول الاسكندينافية بالتزامن مع البني، أما المطبخ والحمام فيهما ميزة أكثر ثراء، بما في ذلك قطع كبيرة من رخام باونزيتو paonazzetto.
وعن المفروشات فقد مزج الفرنسي بين الجلود والأقمشة من مخمل وكشمير، ما أضاف مزيدا من العمق والفائدة للتصميم، أما عن الإضاءة فهي مهمة حقا بالنسبة له، أكثر بكثير من الديكور حسب قوله "الإضاءة هي ما يجعل الديكور ينبض بالحياة، أينما كنت في أي مكان في الأستوديو الخاص بي وشقتي، يجب أن أرى السماء".
ومن الصعب أن نتخيل أن المصمم الباريسي ديراند يشير إلى أي شيء كـ "زاوية الإفطار، فالمطبخ كبير بما يكفي لاستيعاب واحدة من هذه الترتيبات العملية، رف رخام طويل على طول الحائط يمكن أن يسمح بعرض المزهريات، وأواني الزجاج وصورة فرانسوا هالار، وهو صديق للعائلة".
وفي غرفة المعيشة هناك كراسي وأريكة عند الزاوية، مع طاولة قهوة معدنية، ومكتب لو كوربوزييه، مع وسائد من الكتان، أما عن الإكسسوارات فهي متناقضة، ولكن ديراند استخدمها متعارضة مع اللون الأساسي لتخلق اللوحة التجريدية للورانس كارول، حيث استخدم طبق أحمر، ومزهريات خزفية صفراء، ومجموعة من الكتب تغطيها الرسوم البيانية.
وتعكس هذه اللمسات اللعوبة شخصيته ذات طاقة عالية، والمفارقة هي أنه في حين تمكن ديراند من جعل البساطة ملائمة للعيش، وهو نادرا ما كان يمكنه الاستمتاع به، يقول "أحب الخروج، أحب السفر، و أحب الرقص، لذا أحب التهام الحياة