سيارة من "نيسان"
طوكيو ـ علي صيام
أحدثت "نيسان" تطورًا كبيرًا حينما مكَّنَت من قراءة البريد الإلكتروني أثناء قيامك بالقيادة، لكي يكون العمل قريبًا مقبولاً أثناء القيادة، وقالت شركة السيارات إنها سوف تعلن عن سيارات ذاتية "بلا سائق" مع حلول العام 2020، وسط مخاوف من عدم قدرة السائقين على استخدامها وقيادتها بنجاح.وقال الرئيس التنفيذي
لشركة "نيسان" كارلوس غصن، في بيان صحافي، "ألتزم بأن نكون مستعدّين لتقديم تكنولوجيا جديدة رائدة، وهي القيادة الذاتية، مع حلول العام 2020، ونحن على الطريق الذي يمكنُنا من تحقيق ذلك".
وتوجد مجموعة من المُعدَّات المتطورة المطلوبة لنجاح عملية القيادة الذاتية وتتضمن الكاميرات التي يمكنها رؤية المنطقة المحيطة بالسيارة، أجهزة استشعار "رادار" التي تقيس المسافة، ماسحات ضوئية "ليزر" التي يمكن أن تكتشف شكل الأشياء، وجهاز استشعار عالمي لتحديد مكان السيارة، وأنظمة كمبيوتر متطورة تطبق الذكاء الاصطناعي لهذه المعلومات وتتخذ القرارات المتعلقة بالقيادة، ومجموعة متنوعة من المحركات التي يمكنها تنفيذ مناورات القيادة في حالة الوجود في ظروف أقلّ مثالية.
وفي حديث في حفل إعلامي في كاليفورنيا قال نائب الرئيس التنفيذي لـ"نيسان" آندي بالمير، "سياراتنا ذاتية القيادة تستخدم الكاميرات وأجهزة الاستشعار عن بعد، وأجهزة الاستشعار العالمية وأساليب تكنولوجية آلية بما في ذلك أنظمة أمان "سفتي شيلد Safety Shield"، التي تُقدِّمُها بالفعل موديلات ونماذج السيارات الخاصة بنا الموجودة بالفعل، وذلك للقدرة على المناورة مع تقليل التدخل البشري، أو من دون أيّ تدخّل بشريّ".
ويشير هذا إلى مستويات تحكّم ذاتيّ يمكن أن يختار من بينها السائق.
وأكد المتحدث باسم "نيسان" ستيف ييجر في بريد إلكتروني أن عملية القيادة الذاتية كانت أمرًا يختارة السائق في بعض نماذج السيارات قدَّمَتْها الشركة في الحفل الإعلامي الأخير.
وتوجد بعض بعض المركبات اليوم، بما في ذلك التي تصنعها "نيسان"، يمكن وصفها بأنها سيارات تقود بنظام شبه ذاتيّ.
ويمكن لنظام تثبيت السرعة الذكيّ تتبّع مكان السيارة في حركة المرور وضبط السرعة وفقًا لذلك.
ويمكن لأنظمة إنذار مغادرة الصف "أو الحارة" تنبيه السائق إذا كانت السيارة تُعبّر أكثر من علامات الصف، وأنظمة منع مغادرة الصف تذهب خطوة للأمام "تقدم تطورًا أكبر" من خلال تطبيق تدابير تصحيحية.
ويمكن لنظام الفرملة الذكي أن يجعل السيارة تقف إذا لم يتمكن السائق من التوقف في الوقت المناسب، ولكن هذه خطوة عملاقة من هذه المساعدات لعملية قيادة ذاتية كاملة، وإن خاصية تقديم المساعدة في حالة عدم تمكّن السائق من اتخاذ الإجراء السليم "التصرف المناسب في القيادة" هي تحدٍّ تكنولوجي، ولكن تطوير نظام ذكي اصطناعي مضمون يمكنه اتخاذ جميع قرارات القيادة هو أكثر من مُعقَّد.
وليست العقبات التقنيّة سوى واحدة من المشاكل التي تواجهها السيارة مستقلة القيادة، كما أن عالم الأبحاث الذي شارك في دراسات تتعلق بعبء عمل السائق في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بريان رايمر، غير متأكد من أن البشر سوف يمكنهم التعامل مع هذه التقنيات. بحثه، وأبحاث الآخرين في هذا المجال، قررت أن البقعة الجيدة لتوعية السائق تقع بين ما هو دون التنبيه أو التنبيه المفرط.
وقال في حوار عبر الهاتف "نحن قادرون على تطوير أجهزة الاستشعار ونظم السيارة ذاتيّة التحكم، ولكن هل نعرف كيف سيتفاعل الناس معها؟".
وأضاف "ماذا يحدث عندما يبدأ الناس في قيادتها؟ لقد أصبح الرضا عن النفس في القيادة مشكلة. القضية الأكبر هي ليست ما إذا كنا سوف نتمكن من تطوير التكنولوجيات، ولكن هي ما إذا كنا نستطيع تطوير تكنولوجيات مترابطة يتمكن السائقين من استخدامها والتعامل معها بنجاح من دون أن يخسروا مهاراتهم".
وأعلنت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة خططًا بحثية في أيار/ مايو، بشأن قضايا السلامة المرتبطة بالمركبات ذاتية القيادة.
وأعرب بيان سياسيّ عن دعم التكنولوجيات التي "تتميز بالقدرة على الحدّ بشكل كبير من حدوث آلاف الوَفَيَات والإصابات التي تحدث كل عام نتيجة حوادث السيارات"، ولم تنشر الوكالة معايير للتكنولوجيات التي تدعمها، ولكنه قالت "سيتم تنفيذ بحث لدعم التطوير لأيّ متطلبات تقنية محتملة لأنظمة السيارة الآلية".
وفي ما يتعلق بالمسؤولية، هل راكب السيارة، الذي يُعَد فعليًا ليس متحكمًا في السيارة ذاتية القيادة سيكون هو المسؤول إذا ما تسبَّبَت السيارة في وقوع حادث، أم هل الشركة المصنعة نظام القيادة ستضطر إلى قبول المسؤولية؟
وكان خطوة تقديم نيسان سيارة "ليف" الكهربائية بالكامل قبل تطوير البنية التحتية لدعم "إي في E.V" خطوة جريئة، كما جعلت المركبة ذاتيّة القيادة الشركة تتخذ مستوى جديدًا من الجرأة، ولكن "نيسان" قامت بقفزة، وبدأت في تطوير أرضيّة في اليابان ستمكّنها من إجراء اختبارات على السيارة ذاتية القيادة في الظروف الحقيقية.
وقال بالمر Palmer "شركة نيسان موتور مستعدة".
وأضاف "نحن في مهمة لنكون شركة السيارات الأكثر تقدُّمًا في العالم، وإعادة تحديد كيفية تفاعل السائقين مع سياراتهم".
وتابع "مع سيارة "نيسان" من دون سائق، المقرر ظهورها في غضون سبع سنوات، قد يكون العالم على استعداد لها حينما يتم إطلاقها، ولكن التكنولوجيا ليست جاهزة ومستعدة بعدُ".
وكتَبَ في بيان أول للسياسة التي تتعلّق بالسيارات الآلية "N.H.T.S.A"، والتي سيكون لها الكلمة النهائية في ما يتعلق بالمركبات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة، إنها "لا توصي بأن تأذن الدول بعملية إنتاج السيارات ذاتية القيادة لأغراض أخرى في الوقت الجاري".
وأضافت "نحن نعتقد أن هناك عددًا من القضايا التكنولوجية، بالإضافة إلى قضايا الأداء البشري التي يجب معالجتها قبل أن تصبح السيارات ذاتية القيادة، متوافرة على نطاق واسع".