وسائل إعلام كوريا الشمالية يعلن عن قيام بلاده بإطلاق ثاني صاروخ بعيد المدى لها خلال عام 2012
بيونغيانغ ـ العرب اليوم
أعلنت كوريا الشمالية عن نجاحها في إطلاق صاروخ بعيد المدى، يحمل قمرًا صناعيًا ووضعته في مداره كما كان مقررًا، وفيما أدانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية والأمم المتحدة هذا الخطوة، طالبت الصين بضرورة أن "تتسم ردود الأفعال تجاه ذلك الموقف بالتعقل والاعتدال"، في حين وُصِفت
الخطوة بأنها "انتهاك وخرق استفزازي لقرارات مجلس الأمن الدولي".
وأثار نجاح كوريا الشمالية في إطلاق صاروخها بعيد المدى للمرة الثانية خلال هذا العام، استنكارًا واسع النطاق في كافة أنحاء العالم، فمن ناحيته، أعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، عن أسفه الشديد إزاء ذلك التصرف الذي وصفه بأنه "انتهاك وخرق استفزازي لقرارات مجلس الأمن الدولي".
وعلى الرغم من الإدانة الدولية الواسعة النطاق إلا أن رد فعل الصين، وهي الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية، اتسم بـ"اللين واللطف"، فبينما أعربت أسفها، إلا أنها طالبت المجتمع الدولي بـ"الاعتدال في ردود الأفعال"، ملمحة إلى أن "القيام باتخاذ أي إجراءات عقابية جديدة ضد كوريا الشمالية من المرجح أن تواجه بصعوبات كبيرة".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، إن "الحوار هو السبيل الأمثل في المرحلة المقبلة، وأن الصين تعتقد أن رد فعل مجلس الأمن لابد وأن يكون متعقلاً ومعتدلاً، ويساعد على الحفاظ على الاستقرار وتجنب تصعيد الموقف".
وقد دان البيت الأبيض قبل ذلك التصرف، الذي وصفه بأنه "لا يتسم بالمسؤولية، ويهدد الأمن الإقليمي"، فيما حذرت الخارجية البريطانية من أن "ذلك سوف يزيد حدة التوتر"، داعية حكومة بيونغ يانغ، إلى "اتخاذ خطوات بناءة نحو التخلص من الأسلحة النووية".
وأعرب وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ في بيان له عن أسفه الشديد لهذا التصرف، قائلاً:" إنه يؤكد أن كوريا الشمالية تعطي أولويتها لإطلاق الصواريخ على حساب أحوال شعبها المعيشية".
وبدوره، عقد رئيس كوريا الجنوبية اجتماعًا طارئا لمجلس الأمن القومي لبلاده، فيما حذر وزير الخارجية كيم سونغ هوان، من أن "كوريا الشمالية سوف تواجه عواقب وخيمة ردًا على ذلك"، بينما طلبت اليابان اجتماعًا عاجلاً لمجلس الأمن لـ"إجراء مشاورات حول إطلاق الصاروخ"، ووصف وزير خارجيتها الحدث بأنه شيء "لا يمكن التسامح معه".
في حين قالت المغرب التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الأمن، أن "المجلس سوف يجري مناقشات مغلقة الأربعاء".
وأعلنت كل من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي أنهم بصدد السعي إلى "اتخاذ مزيد من الإجراءات عن طريق مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية في حال قيامها بإطلاق الصاروخ".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور:" إن المجتمع الدولي لابد وأن يبعث بطريقة جماعية موحدة برسالة واضحة إلى كوريا الشمالية بأن خرق قرارات مجلس الأمن الدولي لها عواقبها"، فيما أعربت روسيا عن "عميق أسفها" الأربعاء، قائلة إن كوريا الشمالية "تحدت وجهة نظر المجتمع الدولي".
وبدوره، قال نائب مدير برنامج مجموعة الأزمة الدولية في شمال شرق آسيا دانيال بينكستون، إنه في الوقت الذي أصدرت فيه الصين بيانًا رئاسيًا ينتقد كوريا الشمالية إلا إنني متشكك في قيام بكين باتخاذ إجراء يزيد من رفض قيام كوريا الشمالية بذلك التصرف".
أما مدير برنامج الأمن الدولي في معهد "لوي" روي ميدكالف، فيقول إنه "حتى في حالة صدق ما تزعمه كوريا الشمالية بأنه اختبار لقمر صناعي بأبعاد مدنية ، فإنها لا تقلل من تأثيره على زيادة عدم الثقة الاستراتيجية بمنطقة شمال آسيا".
وأضاف ميدكالف:" أيضًا إنها لا يرى أي خيارات طيبة في هذا الشأن فلم يكن واضحا ماهية الحوافز التي تحملها الولايات المتحدة لمنع ذلك الاختبار، والسؤال الحرج الذي يطرح نفسه، هو ما مدى تأثير ذلك على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين".
في السياق ذاته، يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "صن يات سين" وي زيجانغ، إن "إطلاق الصاروخ لم يراع أمن الصين في شمال شرق أسيا، لأنه وبسبب هذا الصاروخ سوف تقوم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بزيادة وتقوية تعاونها العسكري في المنطقة، الأمر الذي يقلص المساحة الاستراتيجية للصين ويضر بمصالحها".