بغداد ـ نجلاء الطائي كشف مصدر قيادي صدري بارز في مدينة الصدر وتحديداَ قطاع (29) أن هناك فصلاً عشائريًا يجري التحضير له، الثلاثاء، لإنهاء الصدمات بين أتباع "جيش المهدي" و"عصائب أهل الحق"، فيما قال القيادي الصدري الذي آثر عدم ذكر اسمه لـ"العرب اليوم " إن "عشيرتي الصرخي وآل ازيرج يعتزمان تنظيم فصلا على إثر مقتل شخصين أحدهما ينتمي إلى التيار الصدري، والآخر إلى عصائب أهل الحق على خلفية المواجهات التي حدثت بين الطرفين مطلع الأسبوع الحالي"، لافتًا إلى "حشد كبير يقوم الآن بين الطرفين، مؤكدًا أن الأجواء مهيأة لاندلاع معارك أخرى أشرس من تلك التي حصلت قبل يومين ".
وتابع إن "الصدر بارك هذا الحل ودعا إلى التهدئة وعدم انجرار الطرفين الى نزاع كبير"، مؤكدا ان "جيش المهدي لم ينزل إلى الشارع بل حصلت المعركة بشكل شخصي لعوائل تنتمي الى التيار الصدري والعصائب".
يذكر أن زعيم التيار مقتدى الصدر أوصل رسالة إلى الحكومة ينبهها من ان تستمر بنهجها ويحذرها من انسحاب كتلة الاحرار من العملية السياسية، لكنه عد الرسالة ضغطا يمارسه الصدر على ائتلاف دولة القانون من أجل تصحيح المسار.
وفي السياق ذاته ذكر شهود عيان لـ"العرب اليوم "إن قطاع 29 داخل مدينة الصدر يتمركز به أعداد هائلة من الطرفين المتخاصمين،  وهما جيش المهدي وعصائب أهل الحق "، مع استمرار المحادثات بين الطرفين إلى الآن ومن دون جدوى ".
وحذرت المصادر من "اندلاع معارك شرسة لأن الأجواء مهيأة لها وإن الطرفين لديهما اسلحة متوسطة وخفيفة"، نافية "ما أشيع عن انتشار لقوات سوات في قطاع 29". كما ذكرته بعض المصادر الميدانية.
وشددت المصادر على أن "الخلاف بدأ عندما تعرض قيادي بارز في عصائب أهل الحق وهو حسن سالم الى اهانة من قبل احد اتباع جيش المهدي ما دعا ابن عم سالم الذي كان يرافقه في عجلته الى فتح النار من مسدسه الخاص على الشخص المعتدي وضرجه بالدماء".
وبيّن أنه "سرعان ما تطورت الأوضاع الى مواجهات عنيفة اسفرت عن حرق ثلاثة منازل تعود لعائلات حسن سالم". وزادت المصادر أنه "لا يمكن التكهن لمن ستكون الغلبة لأن الكفة متعادلة في العدة والعدد".
وكانت  مصادر في الشرطة العراقية، أكدت، السبت الماضي، بأن عنصراً من "جيش المهدي" وآخر من "حركة أهل الحق"، قتلا إثر اشتباكات اندلعت بين الطرفين شرقي العاصمة بغداد.
ونُقل عن المصادر ذاتها أن "مشادة كلامية نشبت، فجر السبت، بين عنصر من "حركة أهل الحق" يدعى حسن سالم وآخر من جيش المهدي يدعى جاسم الحجامي بقطاع 29 في مدينة الصدر شرقي بغداد، تطورت إلى قيام سالم بإطلاق النار على الحجامي، ما أسفر عن مقتل الأخير على الفور"، مضيفة  أن "عناصر من جيش المهدي هاجموا سالم واقتادوه الى جهة مجهولة"، مبينا ان "ذلك دفع الى اندلاع اشتباكات بين الطرفين، ما أدى الى مقتل أحد افراد اهل الحق".
أما ما أشيع عن اعتزال زعيم التيار مقتدى الصدر العمل السياسي رد القيادي الصدري بأن "هذه وسيلة ضغط يمارسها التيار على الحكومة، بما فيها تهديده بانسحاب كتلة الاحرار من العملية السياسية من اجل تصحيح مسارها فلا يمكن لنا ترك الساحة السياسية الى خصومنا في مقدمتهم ائتلاف دولة القانون ،لاسيما وان اغلب المناصب مسندة بالوكالة"، منوها إلى أن "الصدر يأمل ان تصل هذه الرسالة الى الحكومة وان تفهمها بالشكل الصحيح".
ومضى القيادي الصدري بالقول إن "المكتب الخاص بالسيد الصدر قد أغلق أبوابه منذ يومين وأن النواب لا يستطيعون التواصل معه حاليا لأن ارتباطهم بالهيئة السياسية للتيار". كما ونفت الهيئة السياسية للتيار الصدري اعتزال الصدر الحياة السياسية، مؤكدة انه يمارس فريضة "الاعتكاف".
وذكر بيان صحافي للهيئة تلقى "العرب اليوم " نسخة منه الاثنين إن" الصدر لم يعتزل الحياة السياسية كما أشيع وإنما يمارس فريضة الاعتكاف التي يمارسها في كل سَنة بالعشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك"، مؤكدة ان" لا صحة للأخبار الكاذبة التي ينشرها البعض عن السيد مقتدى الصدر".
يذكر أن عددًا كبيرًا من وسائل الإعلام تناقلت خبر اعتزال مقتدى الصدر الحياة السياسية وغلق جميع مكاتبه الخاصة.