أحد المصابين جراء الهجوم الانتحاري في الطوز
بغداد ـ جعفر النصراوي
دانت السفارة الأميركية في بغداد، الهجوم الانتحاري الذي استهدف مجلس العزاء في قضاء طوزخورماتو والذي أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 105 أشخاص بين قتيل وجريح، فيما دعت الجبهة التركمانية العراقية، البرلمان إلى عقد جلسة طارئة لوقف الاعتداءات التي تطال التركمان.وذكر بيان صدر عن السفارة الأميركية، الأربعاء
وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه أن "السفارة الأميركية في بغداد تعرب عن إدانتها الشديدة للهجوم الإرهابي الذي استهدف رجالًا ونساءًا وأطفالًا أبرياء داخل أحد المساجد في طوز خورماتو خلال أداء مراسم العزاء".
وأضاف البيان أن "الاستهداف المتعمد للمدنيين الأبرياء يعد استهدافًا جبانًا يستحق الشجب"، لافتة إلى أن "هذا الهجوم يهدف إلى إثارة العنف ويستهدف جميع أبناء الشعب العراقي"، معربة عن "خالص تعازيها لأسر الضحايا والشفاء العاجل للجرحى".
من جهتها دعت الجبهة التركمانية العراقية مجلس النواب إلى عقد جلسة طارئة لبحث ما وصفته بالاعتداءات الآثمة على التركمان ووضع الحلول اللازمة لإيقافها نهائيًا، وفي حين اشترطت على الحكومة المركزية تشكيل قوة تركمانية وتجهيزها بالأسلحة والعتاد كي تحمي التركمان، طالبت الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية.
وذكرت الجبهة في بيان صدر عنها وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "توقعاتنا صدقت وما أكدنا عليه مرارًا وتكرارًا بأن القومية التركمانية باتت مستهدفة لتنفيذ أجندة خبيثة لإفراغ مناطق توركمن أيلي من أهلها الأصليين"، مضيفة أن "يد الإرهاب الأعمى تطال المواطنين الأبرياء والأكاديميين والمسؤولين والقياديين التركمان في مسلسل لبث الرعب وإسكات الأصوات التي تطالب بالحقوق التركمانية".
وبينت الجبهة أن "اغتيال مدير حركات الشرطة في طوز خورماتو عبد العال البياتي والاعتداء الجبان على مجلس عزاء الشهيد أحمد عسكر في طوز خورماتو والذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من المواطنين الأبرياء دون ذنب اقترفوه لهو حلقة من حلقات استهداف الشعب التركماني".
وأكدت الجبهة أن "الروائح الكريهة للمؤامرات التي تحاك ضد التركمان فاحت ولم يعد للصبر أي حدود وآن الأوان لوضع النقاط على الحروف، وعلى الحكومة المركزية تشكيل قوة تركمانية وتجهيزها بالأسلحة والعتاد كي تحمي التركمان بدلًا عن عجزها في توفير الأمن".
وأكدت الجبهة أن "الجميع يعلم جيدًا أن التركمان ومنذ 2003 كانوا وما يزالون أول من نادى بالحفاظ على وحدة العراق أرضًا وشعبًا، وقد طالبنا مرارًا بأن تحل قضية الاعتداءات على التركمان محليًا وداخل العراق ويبدو أنه لا مجيب لدعواتنا، لذا نطالب مجلس النواب بعقد جلسة طارئة لبحث مطالبنا".
وأضافت الجبهة في بيانها أن "من يدعون إلى تقسيم العراق يدركون بأنهم سوف لن يصلون إلى مبتغاهم إلا بإفراغ المناطق التركمانية من التركمان"، مؤكدة أن "مناطق التركمان هي مناطق استهداف حقيقية لذا فإننا ندعو لأن يكون للتركمان ملاذ آمن ونطالب بتدخل دولي لحماية التركمان من المجازر التي ترتكب بحقهم"، داعية "الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية".
وتشكلت الجبهة التركمانية العراقية عام 1994 في أربيل وتضم منظمات مجتمع مدني ومدارس تركمانية ومستشفى خيري ولها ستة أعضاء في البرلمان ولها فروع في أربيل والموصل وتلعفر وديالى وبغداد ومقرها كركوك ولها فرع رئيسي في العاصمة التركية أنقرة.
وتحظى الجبهة بدعم وإسناد الحكومة التركية التي تلبي مناشداتها دومًا بإرسال طائرات نقل الجرحى أو قبول الطلبة التركمان أو استقبال ورعاية وفود لهم.
وكان انتحاري يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه، عصر الأربعاء داخل مجلس عزاء صهر عضو مجلس محافظة صلاح الدين علي هاشم أوغلو في حسينية سيد الشهداء الواقعة وسط قضاء طوز خورماتو،( 90 كم شرق تكريت)، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا وإصابة 85 آخرين بينهم علي هاشم أوغلو والمعاون الإداري لمحافظ صلاح الدين أحمد عبد الواحد بجروح خطرة.
وقتل صهر عضو مجلس محافظ صلاح الدين عن التركمان علي هاشم أوغلو، أحمد صلاح عسكر وهو موظف في دائرة صحة كركوك الثلاثاء،( 22 كانون الثاني 2013)، بهجوم مسلح نفذه مجهولون وسط القضاء،( 90 كم شرق تكريت).
ويشهد قضاء طوز خورماتو، بين قترة وأخرى تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، كان آخرها في الـ19 من كانون الثاني 2013، ما أدى إلى سقوط 28 شخصا بين قتيل وجريح بتفجير سيارة مفخخة، قرب مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وهددت الجبهة التركمانية العراقية، في وقت سابق باللجوء إلى طلب الحماية الدولية في حال عجزت الحكومة المركزية عن إيقاف مسلسل استهداف التركمان.
وتصاعدت موجة العنف ضد التركمان بعد تصاعد موجة الخلافات بين الإقليم والمركز، في الـ16 من تشرين الثاني 2012)، على خلفية حادثة الاشتباكات التي وقعت بين قوات من الجيش العراقي وقوات عراقية مشتركة من الجيش والشرطة وقوة من الأسايش (الأمن الكردي) في قضاء طوز خورماتو،(90كم شرق تكريت).
واتهم نواب تركمان، قوات البيشمركة المتمركزة في كركوك، باستهداف منازل مواطنين تركمان في منطقة تون كوبري بكركوك، بعدد من قذائف الهاون، فيما نفت وزارة البيشمركة ذلك الاعتداء.