زعيم تيار المستقبل الرئيس الأسبق للحكومة الرئيس سعد الحريري
بيروت ـ جورج شاهين
وصف قتال حزب الله في سورية "بالارعن تارة في حماية المقدسات وطورا في مشاركة إيران لمنع سقوط بشار الأسد". وأكد أنه لا مخرج للبنان من النفق الذي نحن فيه، إلا بغلبة الدولة على فوضى السلاح، أو بحصرية السلاح في يد الدولة"
. واعتبر أن الصواريخ التي استهدفت القصر الجمهوري هدفها النيل من رموز الدولة والإطاحة الكاملة بإعلان بعبدا، ولفت إلى أن "ما سمعناه عن الحوار مجرد محاولة للالتفاف حول معالجة قضية السلاح ووقف التورط في المسألة السورية".
وألقى الحريري في إفطار ،الجمعة، الذي أقامه تيار المستقبل كلمة، عبر شاشة نقلت خطابه من حيث مكان وجوده، وقد خاطب الحضور قائلا:"إنها فرصة للكلام المباشر والصريح والصادق، خصوصاً وأن هناك من يعمل على جر لبنان إلى قلب العاصفة، مشيراً إلى أن الصواريخ التي استهدفت القصر الجمهوري هدفها النيل من رموز الدولة والإطاحة الكاملة بإعلان بعبدا".
وتحدث عن الرسالة التي أطلقها قبل أسابيع محذرا فيها من تدهور الأوضاع، محملاً حزب الله تحديدا مسؤولية الاحتقان بعد أن فرق كل القواعد التي ترعى الحياة الوطنية، وأعطى لنفسه حقوق الدول في القرارات المصيرية". وقال: "أردنا من الرسالة فتح ثغرة في جدار مسدود يرتفع يوماً بعد يوم لأننا لا نهوي مناصبة حزب الله العداء، بل نتطلع إلى يوم تستقيم العلاقات بين الأخوة في وطن واحد ولا تعلو فيها أسلحة الطوائف".
وأكد قائلاً: "نحن أكثر القوى السياسية انفتاحاً في ابتكار الحلول وتاريخنا عريق حتى بعد اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، فهل تتذكرون كيف تعامل مع الاغتيال، والتظاهرة التي نظمها يوم 8آذار وفيها جرى تسليم وتسلم مع السوري"، واصفاً ما حصل "أن حزب الله غرق في المذهبية".
وتابع: "من 8آذار 2005 إلى 7أيار 2008 كنا نلملم الجراح ونقدم الحوار على الخلاف السياسي فكان مؤتمر الحوار الوطني بدعوة من الرئيس بري وحكومات الوحدة الوطنية، وصولاً إلى الانفتاح المشؤوم على النظام السوري، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح".
وأوضح "أن السبب في أن حزب الله في حديثه عن الاستراتيجية الدفاعية اتخذ قراراً استراتيجياً أحادياً بخوض حرب تموز/يوليو بمعزل عن الدولة اللبنانية، ولأن حزب الله أطلق موجة التخوين، كما إنه لم يبادر إلى التعاطي بمسؤولية مع الاغتيالات التي استهدفت رموز في 14آذار وعمل على تعطيل المحكمة الدولية، وحصار الحكومة في اعتصام السرايا، ورفض تسليم المتهمين في اغتيال الحريري، كما إنه رأى في اجتياح بيروت في 7 أيار/مايو يوماً حضارياً ومجيداً، فإن كل ذلك تحول إلى شجرة خبيثة".
وذكر "أن الاحتقان ليس وليد الساعة وليس وليد الأحداث في سورية، إنما هو فعل تراكمي جعل من الدولة الأضعف في ظل سلاح لا يعترف برئيس جمهورية ولا الحكومة ولا مؤسسات أعطاها الدستور الحق الحصري بحمل السلاح".
وقال "في كل لحظة أطرح على نفسي السؤال الصعب كيف يجب أن نحمي لبنان من الانهيار الأهلي والاجتماعي، وماذا يجب أن نفعل في ظل السلاح المنتشر في زوايا البلاد".وذكر أنه "تم استنفار كل الوسائل في سبيل انقاذ الوطن، لكنه كان يدرج في إطار المسكنات التي لا تعالج المشكلة".ولفت إلى دعوات الحوار التي أطلقت.وقال :"لا أدري إذا كانت لنقاش استراتيجية دفاعية ضد العدو الصهيوني أم ضد السفير السوري، وهل مطلوب من سائر القوى السياسية إلى طاولة الحوار على قاعدة أن قتال حزب الله يحتاج إلى تغطية سياسية في جره لبنان إلى الحريق السوري".
وأضاف:" ما سمعناه عن الحوار هو مجرد كلام للاستهلاك المحلي ومحاولة للالتفاف حول معالجة قضية السلاح ووقف التورط في المسألة السورية، ورغم ذلك نؤكد التزامنا نهج الحوار كوسيلة لمحاصرة التوتر المذهبي.
وأعلن "نحن لم نكن من حملة السلاح ولم نتخل عن الحوار كضرورة وطنية، وأن المنطق من الاستراتيجية الدفاعية القائم على حاجة لبنان لسلاح المقاومة باعتباره سلاحاً يقيم توازن رعب مع العدو فإنه فقد تأييدنا لأنه تحول إلى وسيلة لترهيب القوم كما حصل في 7 أيار وفي محيط صيدا وعبرا مؤخرا. كما أن هذا السلاح تسبب في إعادة إنتاج البؤر المسلحة".
أضاف "أن توجه خدمة هذا السلاح من القتال ضد العدو الصهيوني إلى قتال الشعب السوري يطرح مخاطر الارتكاز إليه في نقاش أي استراتيجية دفاعية دفاعية، فأي سلاح هذا يتولى إثارة الرعب في الحياة السياسية اللبنانية ويقيم شراكة مع نظام بشار الأسد في الحرب السورية. وأن الأهم من كل ذلك أن هذا السلاح منذ 2005 بات سببا مباشراً من أسباب الانقسام الوطني وليس بمقدوره أن يكون عامل توحيد بين اللبنانيين، كما أنه يفتقر إلى قوة الإجماع وإرادة الأكثرية".
ونفى أن يكون حديثه خدمة للقرار الأوروبي، وما يعنينا هو توفير مقومات الحماية للبنان على الأسس التي كرسها الطائف وإعلان بعبدا، فلا يكون هناك أي معنى لسياسة المقاومة والممانعة إذا لم يكن هناك دولة اسمها لبنان".
ونوه بموقف الرئيس ميشال سليمان في دعوته إلى إعادة النظر بسلاح المقاومة لأنه تخطى الحدود اللبنانية"، وقال: "هذا الموقف يلتقي مع مواقف المطارنة الموارنة والبطريرك الراعي، ونحن مع هذه المقاربة تجاه السلاح غير الشرعي مهما كانت هويته، سواء كان بإسم المقاومة أو كان بإسم الدين".
وأكد "أن السلاح غير الشرعي أنتج دولة ضعيفة ودولة مشرعةالأبواب أمام هبوب الرياح الأمنية، ودولة عاجزة عن إجراء انتخابات نيابية، وعن تشكيل حكومة وعن انتظام جلسات مجلس النواب".
وجدد الحديث عن مشاركة حزب الله في القتال في سورية، مؤكدا "أن النظام السوري سيسقط وأن بشار الأسد سيطير، فماذا سيقول حزب الله لأهالي الضحايا الذين سقطوا في سورية؟ فهل سيعلن الحرب ضد النظام السوري الجديد أم النأي بالنفس عن النظام الجديد؟.
واعتبر "أن خطوة حزب الله كانت في المجهول ولم تحسب حساباً لمصالح اللبنانيين"، وذكر "أن هذا الواقع لا يعالج إلا بوضع الأصبع على أساس المشكلة، ونحن سنكون في طليعة الساعين للاتفاق على إعادة الاعتبار إلى الدولة، وعلى هذا الأساس نريد للجيش أن يكون الأداة الاستراتيجية، الدفاعية عن الحدود والدولة، والملاذ الحقيقي"، داعياً إلى "إخراج الجيش من الزواريب. فعندما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يعمل على دعم الجيش في حين كان سواه يعمل على توزيعه ألوية طائفية".
وكرر تأييده لجيش قوي يحمل السلاح لوحده تسانده القوى الشرعية، وسلاحه يعلو أي سلاح وفي مواجهة أي سلاح يخرج عن إرادة الدولة.
وخاطب الحضور قائلاً: "وجودكم يجدد الأمل بمستقبل لبنان، وإن مشروع تفكيك الدولة لن يكتب له النجاح".ووصف الحضور بأنهم "وجوه الاعتدال في لبنان"، مميزاً بين الاعتدال والتطرف، وقال: "إنه كالفرق بين أن ندعوهم للتقاتل في سورية او أن يتصالحوا في لبنان".
وعن الدعوات لعودة سعد الحريري قال:" هناك رئيس مكلف مؤهل لتشكيل حكومة أنه الرئيس الأخ تمام سلام".وطالب "من يريد المساعدة في تشكيل الحكومة أن يساعد تمام سلام".وجدد كلامه عن السلاح "الذي هو مشكلة"،وقال: "مستحيل أن نقبل بمعادلة جيش وشعب ومقاومة لأن المقاومة ذهبت إلى سورية، والنتيجة مزيد من مشاكل الناس، وهذا يعني ألا حكومة"، معددا ما آلت اليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية للناس. دعوا المشكلة التي ستفجر الحكومة الى طاولة الحوار".
أضاف: "حزب الله أبدى استعداده للحوار، ونحن على استعداد للحوار الذي نادى به رئيس الجمهورية"، مشدداً على "أن تكون الحكومة حكومة غير متاريس"، نافيا "أن نكون أصحاب شهوة للسلطة، ومستعدين لعدم المشاركة في الحكومة، وأطالبكم بالتضحية بعدم المشاركة لمرة واحدة خصوصا انكم طيلة السنتين الماضيتين كانت لكم حكومتكم.
وشدد على الدعوة إلى الجلوس إلى طاولة الحوار عند فخامة الرئيس لمعالجة موضوع السلاح". وأعلن رفضه "المشاركة في حكومة فيها حزب الله"، مجددا دعوته حزب الله لعدم المشاركة مثلما نريد عدم مشاركتنا نحن، وهذه هي مبادرتي لحزب الله بشأن الحكومة".
وخاطب تيار المستقبل وجمهور رفيق الحريري في لبنان، وقال: "كلامي موجه لجمهور رفيق الحريري وخصوصا الشباب الذين هم المستقبل. بشار الأسد أعطى صورة أن كل من يقف مع الثورة السورية هو "قاعدة" وأن كل سني في لبنان هو متطرف، ولكن أقول نحن تيار رفيق الحريري ومشروعه تيار وطني مدني ديمقراطي يرفض العنف بكل أشكاله ومشروعنا الوحيد هو الدولة، ولا يمكن أن نخرج عن الدولة، ونحن أهل الدولة وأهل الجيش، موجها تهنئة للبنانيين بعيد الجيش".
وجدد وقوفه إلى جانب الدولة حتى لو أخطأ الجيش بحقنا لأن لا مشروع آخر لدينا.وقال:"نحن مشروع رفيق الحريري في صيدا ضد مجموعة جندها حزب الله لتهاجم الجيش. ووصف "المشاريع التكفيرية والعنيفة والتخلي عن الدولة بأنها مشاريع مجنونة، ومشروع حزب الله وسلاحه بالمجنون بعد مشاركته في سورية". وأكد "أن المشروع المجنون الوحيد الذي نتمسك به هو الدولة