عمان ـ إيمان أبو قاعود أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، أن مناورات "الأسد المتأهب 2013" التي أُقيمت في العاصمة عمّان خلال الفترة من 9 : 20 حزيران/يونيو الجاري، ليس لها علاقة بما يجري في سورية، فهي سلسلة من التدريبات التي تجريها القيادة العامة للقوات المسلحة سنويًا، بمشاركة واسعة من 19 دولة، وتُشبه التدريبات المقامة في دول أخرى مثل "Bright Star" في مصر.
وأضاف الزبن، في مقابلة للتلفزيون الأردني، الأربعاء، ونشرتها وكالة الأنباء الأردنية، عقب انتهاء تنفيذ إحدى الفعاليات الرئيسة للتدريب، الذي تم تنفيذه برعاية نائب العاهل الأردني الأمير فيصل بن الحسين، في أحد ميادين التدريب في منطقة القويرة، أن هذا التدريب ليس له علاقة بما يجري في سورية، وتم تنفيذه العام الماضي، وسينفذ العام المقبل، وأن الهدف من التدريب هو تطوير القدرات الدفاعية للقوات المسلحة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة المشاركة، مؤكدًا عدم وجود أي جندي أجنبي على حدودنا الشمالية، وأن الحدود الأردنية مفتوحة للصحافيين بزيارتها منذ بداية الأزمة في سورية وحتى الان، والقوات المسلحة الأردنية قادرة على أن تدافع عن حدود المملكة، ولديها الإمكانات الكافية لذلك.
وفي ما يتعلق بصواريخ "باتريوت"، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، "إن الأردن طلب رسميًا من دول شقيقة وصديقة تزويده بمنظومة دفاع جوي (باتريوت) وعدد من الطائرات المقاتلة، لأن كلفة هذه الأسلحة عالية جدًا، ونحن نعرف ما تعاني منه الدولة الأردنية واقتصادها من الأزمة المالية، وليس لدى الأردن القدرة على شرائها، فكانت الولايات المتحدة الأميركية أول من لبّت هذا الطلب، واستعدت لمساعدة الأردن بتأمينه ببطاريات (باتريوت) وبعض طائرات (إف 16)، وهذه الأسلحة ستبقى على الأراضي الأردنية ما دامت المملكة بحاجة إليها، وستبقى طواقمها معها، وما تحتاجه سواء من إسناد أرضي أو القوات العاملة عليها، لأن مصلحة وأمن واستقرار الأردن فوق كل اعتبار، ويجب علينا أن ندافع عن بلدنا، وأن نكون مستعدين لما يحدث في المنطقة".
واختتمت الخميس في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة "الكاسوتك"، فعاليات تدريب "الأسد المتأهب"، بعد أن قدمت كتيبة مكافحة الإرهاب 71 تمرينًا عسكريًا، اشتمل على عملية إخلاء الرهائن، واقتحام المباني، ورماية القناصين باستخدام أحدث الأسلحة والمعدات، وأظهر المشاركون مستوى عال من الاحترافية والتميز واللياقة البدنية العالية.
واشتمل هذا التمرين، الذي خطط له منذ نهاية تمرين "الأسد المتأهب 2012"، على فعاليات كثيرة ومتنوعة، أظهرت قدرة القوات المسلحة الأردنية على قيادة تمارين مشتركة بقوى متعددة الجنسيات، وكذلك إدارة الأزمات الإنسانية وبالتعاون مع المؤسسات الحكومية والمدنية والمنظمات الدولية كافة، واشتملت التمارين التي نفذتها القوات البرية والجوية والبحرية على رمايات نفذتها طائرات من سلاح الجو الملكي المقاتلة والعامودية وعدد من الدول المشاركة في التمرين، وتطبيقات لفعالية الهجوم المعاكس، ورمايات بالذخيرة الحية من مختلف أسلحة المشاة والدروع والمدفعية والدفاع الجوي، وأبدت الوحدات والتشكيلات المشاركة مهارة عالية في تنفيذ مهامها لمختلف مراحل التمرين، ودقة في إصابة الأهداف، وتنسيق العمليات الجوية والأرضية المشتركة، وكذلك اشتمل التمرين على عمليات إخلاء جوي لإصابات مفترضة، شاركت جميع أسلحة الإسناد في مساندة القوات البرية والجوية والبحرية مثل الدفاع الجوي وأسلحة المدفعية وراجمات الصواريخ من نوع "هاي مارس" التي زودت بها القوات الأردنية حديثًا ودخلت الخدمة نهاية العام 2012، وتمتاز بدقة الإصابة ومرونة الحركة والقدرة على تدمير الأهداف الحيوية والقواعد الجوية والتجمعات العسكرية، وتعتبر من أسلحة الردع الإستراتيجي التي تم تزويد القوات المسلحة بها في إطار تحديث المنظومة الدفاعية، فيما نفذت القوات المشاركة في قيادة القوة البحرية تمرينًا بحريًا اشتمل على عمليات مكافحة القرصنة، وعمليات الإنزال البحري على الشواطئ لمهاجمة أهداف مفترضة، وشارك في التمرين البحري القوة البحرية الملكية، وكتيبة المشاة البحرية الملكية، وقوات "المارينز" الأميركية.
وعُقد عدد من ورشات العمل على هامش التمرين، اشتملت على إدارة الأزمات، والتعامل مع وسائل الإعلام، والاسناد الكيميائي، حيث نفذ مركز إدارة الأزمات في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية تمرينًا عن كيفية التعامل مع المخيمات، وكيفية التعامل مع العوامل الكيميائية، بمشاركة واسعة من الهيئات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الإنسانية.
جدير بالذكر أن تمرين "الأسد المتأهب" الذي بدأ في 9 حزيران/يونيو الجاري وانتهى الخميس 20 منه، شارك فيه حوالي 8 آلاف مشارك من 19دولة، ويعبر عن المصالح المشتركة بين الدول المشاركة، ويعتبر الأكبر حجمًا في تاريخ القوات المسلحة الأردنية، ويأتي ضمن الخطط التدريبية مع جيوش الدول المشاركة، ويركز على رفع الكفاءة للضباط وضباط الصف والأفراد، من خلال التركيز على التدريب النوعي للتعامل مع التهديدات كافة، وعمليات مكافحة الإرهاب، وإدارة الأزمات والعمل العسكري المشترك.