صورة من الارشيف للرئيسين السودانيين
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
رفضت الحكومة السودانية رسميا طلب حكومة الجنوب الذي قدمته للوساطة الافريقية بشأن تمديد مهلة تسليم تبادل المقترحات بين البلدين حول الحدود والمناطق المختلف حولها لمدة ثلاث اشهر، فيما راى وزير الدفاع السوداني ، ان الخلافات داخل حكومة الجنوب بشأن تنفيذ اتفاقيات التعاون هي التي تعرقل تأخير التنفيذ
في اتفاقية السلام.
وقالت الخرطوم ، ان طلب جوبا يعني فتح التفاوض والنقاش حول شروط مرجعية معتمدة تم الاتفاق عليها بين البلدين سابقا ، وقال رئيس وفد الحكومة في المفاوضات مع جنوب السودان ادريس عبد القادر ان دولة جنوب السودان ظلت في حال تراجع صارخ عن الشروط المرجعية المتفق عليها ، واعتبر ان هذه الشروط أقرت من قبل الالية الافريقية عالية المستوي برئاسة ثابو أمبيكي ومجلس السلم والامن الافريقي .
من ناحية أخري اتهم وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، جهات خارجية صاحبة مصالح خاصة بالتاثير على دولة الجنوب فى اتخاذ القرارات المتعلقة بالتفاوض
والعلاقات مع بلاده ، وأكد الوزير السوداني بحسب شبكة الشروق أن تراجع حكومة الجنوب عن تنفيذ نصوص وبنود اتفاق التعاون الموقع في ايلول سبتمبر الماضى بين الرئيسين البشير وسلفاكير حول منطقة الميل 14 هو السبب المباشر في تأخير تنفيذ الاتفاق .
ونقل عن القيادي في الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني ) حامد صديق قوله ان حالة الارتباك وعدم وضوح الروية فى جنوب السودان حيال التعامل مع الشمال يحتم على الحكومة السودانية مراجعة لسياساتها مع الطرف الاخر .
وقال صديق، ان حزبه فشل فى فهم اتجاهات قادة الجنوب بسبب تعدد التيارات والاجنحة التي تدير مقاليد الحكم في الدولة الوليدة ، وهو امر جعل من الصعوبة معرفة أو التنبؤ بمواقف الجنوب ، فدولة الجنوب تعاني من صراع تيارات فيما بينها ، مستشهدا بقرارات رئيس جنوب السودان الفريق سلفاكيرميارديت التي اتخذها اخيرا وأحال بموجبها جنرالات كبارفي جيشه ، وأعرب صديق عن امله في أن فى تكون تلك القرارات انتصارا للتيارات المؤيدة لاقامة علاقات طيبة مع السودان ، وتصاعدت اخيرا اتهامات الخرطوم وجوبا بسبب تعثر تنفيذ اتفاق التعاون الشامل الموقع بين البلدين والذي يعتبره البعض فرصة اخيرة لاصلاح علاقات البلدين المتوترة منذ انفصال الجنوب عن الشمال قبل عامين.