تدابير أمنية لمواجهة تهديدات "القاعدة"
بغداد ـ نجلاء الطائي
شددت الدول الغربية الإجراءات الأمنية في مقارها الدبلوماسية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا تحسبا لخطر هجمات محتملة لتنظيم "القاعدة"، فيما أطلقت الشرطة الدولية "انتربول" تحذيرًا أمنيًا شاملا، مع إغلاق السفارات الأميركية في البلدان الإسلامية وقيام باريس وبرلين ولندن بخطوة مماثلة في اليمن، فيما قررت كندا
من جهتها كتدبير وقائي اغلاق ممثليتها الدبلوماسية الأحد في دكا في بنغلادش، كماعقد اجتماع غداة الإغلاق الموقت للسفارات الأميركية في العالم العربي، وكذلك في إسرائيل وأفغانستان وبنغلادش، على أعلى مستوى السبت في البيت الأبيض كرس لبحث تهديدات "القاعدة".
وترأست هذا الاجتماع مستشارة الامن القومي سوزان رايس في حضور وزراء الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل والأمن الداخلي جانيت نابوليتانو.
كما شارك فيه أيضا مدراء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) جون برينان ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) روبرت مولر ووكالة الامن القومي (ان اس ايه) الجنرال كيث الكسندر، إضافة الى السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور.
وأطلقت منظمة الإنتربول" تحذيرًا أمنيا شاملا دعت بموجبه كل الدول الاعضاء الى اتخاذ أقصى درجات الحذر والتعاون لمواجهة تهديدات "القاعدة".
وقد أمر الرئيس باراك أوباما، مساء الجمعة، باتخاذ "كل الإجراءات المطلوبة لحماية الأميركيين" من خطر هجمات قد يشنها تنظيم "القاعدة" لا سيما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية إغلاق سفاراتها في 22 بلدًا، الأحد، وهو يوم عمل في معظم البلدان الإسلامية.
وقبل ذلك أصدرت الخارجية الأميركية تنبيها حذرت فيه جميع رعاياها في العالم من خطر وقوع اعتداءات "لاسيما في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا" وشددت واشنطن أيضا على "شبه الجزيرة العربية".
ثم اطلقت منظمة "الانتربول" بعيد ذلك السبت تحذيرًا أمنيًا شاملا دعت فيه جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الشرطية الى توخي أقصى درجات الحيطة لمواجهة تهديد "القاعدة".
وأعلنت هذه المنظمة الدولية التي يقع مقرها في ليون في وسط شرق فرنسا في بيان أنها قررت اطلاق تحذيرها "بعد سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان أعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان".
وتابع البيان "إن الانتربول التي "تشتبه بتورط "القاعدة" في عدد كبير من عمليات الفرار التي ادت الى فرار مئات الارهابيين والمجرمين، تطلب المساعدة من البلدان الاعضاء ال 190 لتحديد ما اذا كانت هذه الأحداث الأخيرة منسقة أو مترابطة".
وذرت هذه المنظمة أن شهر آب/أغسطس شهد الكثير "من الهجمات الارهابية العنيفة" في الهند وروسيا واندونيسيا.
وواصلت "هذا الاسبوع يتزامن ايضا مع الذكرى ال15 للاعتداء على السفارتين الاميركيتين في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا، ما ادى الى مقتل 200 شخص غالبيتهم من الأفارقة، إضافة الى ما يقرب من اربعة الاف جريح". ووقع في السابع من آب/أغسطس 1998 في نيروبي وفي دار السلام اعتداءان بفارق 10 دقائق بينهما واستهدفا السفارتين الأميركيتين.
و ذكر الانتربول "بأن واشنطن وزعت ايضا تحذيرا اثر ورود معلومات اعتبرت "ذات صدقية" تفيد بأن "القاعدة" ومنظمات مرتبطة بها ستواصل القيام باعتداءات إرهابية خلال شهر آب/أغسطس خصوصا في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ".
يبقى ان ثمة تهديدًا واضحًا على الاقل ،فزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري قال في تسجيل صوتي الجمعة ان ازاحة الرئيس الاسلامي المصري محمد مرسي قبل شهر جرت "بمال خليجي وتدبير اميركي" وتواطؤ من الاقباط الذين يريدون حكما علمانيا "لتقسيم مصر" والجيش المصري "المتأمرك الذي ربته اميركا".
وحذر مسؤول أميركي كبير من أن تهديدات القاعدة بتنفيذ اعتداءات تستهدف المصالح الغربية كافة . وقال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي لشبكة "ايه بي سي" التلفزيونية "إن هذه المرة "اكثر تحديدا" من التهديدات السابقة".
وأضاف "إن الهدف المحدد لم يعرف "الا ان النوايا واضحة وهي مهاجمة المصالح الغربية وليس الاميركية وحدها".
وأعلنت ثلاث دول كبرى في الاتحاد الاوروبي هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا بفارق ساعات قليلة اقفال سفاراتها يومي الاحد والاثنين في صنعاء عاصمة اليمن، البلد الذي يعتبر من معاقل القاعدة.
واعتبرت اوتاوا من ناحيتها ان الخطر الأكبر يهدد ممثليتها الدبلوماسية في دكا من دون اعطاء اي تفاصيل أخرى.
ومن جانبه أوضح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان اقفال سفارة فرنسا قد يستغرق "اياما عدة".
وقال "تبلغنا بصورة مباشرة وغير مباشرة بتهديدات تتعلق بمنشآتنا في الخارج وحتى رعايانا، وهي تهديدات صادرة عن القاعدة".
وطلب هولاند من الرعايا الفرنسيين المقدر عددهم بما يقرب من 600 في اليمن "اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاتهم على الاراضي" اليمنية.
وقد اتخذت قوات الأمن اليمنية الأحد تدابير مشددة في محيط سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا.