احد مخيمات الاجئين السوريين
غزة ـ محمد حبيب
كشفت مصادر فلسطينية ان اللاجئين من سورية إلى قطاع غزة يعيشون معاناة مضاعفة بسبب ما عايشوه خلال الصراع وخسارتهم للكثير من ممتلكاتهم، والاهمال الذي يواجهونه بعد وصولهم إلى القطاع من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية، وعبروا عن خيبة املهم من الاستقبال الذي لاقوه في غزة، فيما أكدت وكالة
الغوث وتشغيل اللاجئين أن "الاونروا" تقدم المساعدات اليهم.
وينقسم الفلسطينيون في سورية إلى ثلاث فئات، منهم من يتمتع بالامتيازات كافة وكأنه مواطن سوري وآخرون يتمتعون بجزء منها والفئة الثالثة يحق لهم المشي في الشارع وتنفس الهواء حسب قول العائدون.
ويقول الفلسطيني السوري عاطف العيماوي المقيم في سورية منذ ( 30 عاما) ووصل قطاع غزة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي "نتعرض لإهمال شامل من القوى والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية كافة لا مسكن ولا مصدر دخل للعائلة المكونة من 9 أفراد مع عائلة نجله".
وأضاف "نحن نعيش في غزة على نفقة أقاربنا، والى متى سيدفعون لنا أجرة البيت؟"، مشيرا إلى أنهم تركوا ما يملكون في سورية من اجل الحفاظ على حياتهم.
وعبر العيماوي عن خيبة أمله نتيجة الإهمال الذي يتعرض له الفلسطينيون العائدون من سورية سواء من قبل السلطة والحكومة المقالة في غزة.
وعن المساعدات التي يتلقونها، أوضح أن بعض العائلات تلقت فرشات وبطانيات وأدوات مطبخ من قبل الاونروا، فيما تلقت بعض الأسر من الشؤون الاجتماعية بعض المساعدات التموينية مثل كيس طحين 25 كيلو وعلب سردين، كما حصلت بعض الأسر على بطالة عمل لمدة شهرين.
وطالب العيماوي بضرورة تشغيل الفلسطينيين السوريين بوظائف دائمة ليستطيعوا العيش بكرامة لا التسول على أبواب الجمعيات، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن مخيم اليرموك يعيش معاناة صعبة بسبب القصف الذي تعرض له من قبل النظام السوري، وقال: "إن الذين يعيشون في المخيم لا يتعدون ال 10% وجميعهم نزحوا إما على ضواحي دمشق أو على لبنان".
من جانية قال أبو محمد الذي كان يعمل تاجر ملابس "إن المعاناة في غزة لا مثيل لها وننتظر هدوء الأوضاع في سوريا لكي نعود إلى أملاكنا".
وطالب الفلسطيني السوري أبو محمد، الذي وصل الى قطاع غزة في كانون الثاني يناير الماضي ورفض الكشف عن هويته بسبب وجود باقي عائلته في سورية، طالب الحكومة والسلطة بضرورة تأمين مسكن للعائلات الاتية من دمشق، قائلا: "لا نريد مأكل ولا مشرب نريد تأمين بيوت لنا ونحن نستطيع العمل".
واضاف أبو محمد الذي حصل على فرصة عمل في تنظيف الشقق ان "وزارة الشؤون الاجتماعية اتصلت به من اجل العمل مدة شهرين لقاء 800 شيقل شهريا، لكنني رفضتها لأنني استأجر شقة بـ 200 دولار في الشهر، وتساءل كيف استطيع تلبية طلبات البيت؟".
أما عمر عودة العائد من سورية فقد كشف عن فئات الفلسطينيين في سورية فقال "هناك فلسطينيون يحملون وثيقة سفر فلسطينية صادرة عن الحكومة السورية ويتمتعون بكل امتيازات المواطنة من وظائف وامتيازات حتى في خدمة الجيش، كما أن هناك فلسطينيين دخلوا سورية بعد عام 65 يحملون وثيقة سفر سورية ويتمتعون ببعض الامتيازات سوى الوظائف والتعليم ولا يخدموا بالجيش، وأن هناك فلسطينيين يحملون وثيقة سفر مصرية أو جواز سفر فلسطيني صادر عن السلطة الفلسطينية ولا يحملون رقما وطنيا وليس لهم أي امتيازات إلا انه مسموح له بالتنفس والمشي بالشوارع".
واضاف أن معاناة الفلسطينيين تبدأ من سورية على رغم أننا قبلنا أن نعيش بالأمر الواقع وغرباء في سورية حتى قامت "الثورة" واليوم تنتقل المعاناة إلى غزة، واشار الى وجود 500 ألف فلسطيني وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين حوالي 2500 شهيد وعدد يصعب احصاءه من المفقودين".
من جهته أكد المستشار الإعلامي بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين عدنان أبو حسنة أن الاونروا تقدم المساعدات للفلسطينيين العائدين من سورية.
وقال أبو حسنة "نقدم المساعدات سواء في التعليم والصحة والمواد الغذائية وفي كافة المجالات، موضحا أن 150 فردا توجهوا للاونروا وحصلوا على المساعدات".
ووفق مصادر محلية فإن قرابة 300 عائلة فلسطينية وصلت من سورية الى قطاع غزة خلال الفترة الماضية في اعقاب تطور الاحداث هناك