بغداد ـ جعفر النصراوي نجح المتحدث باسم معتصمي الرمادي في العراق سعيد اللافي، في الإفلات من قوات أمنية خاصة تابعة للواء التدخل السريع، حاصرته في جامع الحاج هميم وسط الأنبار لاعتقاله بمساعدة عشرات المعتصمين، يقودهم مرافقو النائب في البرلمان أحد العلواني، الذين هبوا لمساعدته بالخروج من الجامع مما أجبر القوة الأمنية على الانسحاب، فيما يستعد المتظاهرون للمشاركة في مسيرات الجمعة المقبلة تحت عنوان "المالكي أو العراق".
وقال مصدر في شرطة الأنبار لـ"العرب اليوم"، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "معتصمين يقدر عددهم بنحو 50 شخصًا سارعوا بعد صلاة ظهر الأربعاء، إلى جامع الحاج هميم وسط الرمادي بعد محاصرة المتحدث باسم المعتصمين في ساحة الرمادي الشيخ سعيد اللافي داخل الجامع من قبل قوة أمنية خاصة، وتمكنوا من إخراجه والعودة به إلى ساحة الاعتصام بعد اضطرار القوة الأمنية على الانسحاب"، موضحًا أن "الشبان كانوا غاضبين جدًا ويحملون عصي، يرافقهم نحو عشرة من مرافقي النائب أحمد العلواني، وهددوا القوة الأمنية بالتعرض لها في حال منعتهم من إخراج اللافي من داخل الجامع، وأن القوة وتجنبًا لوقوع مصادمة اضطرت إلى الانسحاب، فيما تمكن المعتصمون من إخراج اللافي من الجامع والعودة به إلى ساحة الاعتصام".
وأكد عضو في اللجنة التنسيقية لمتظاهري الأنبار، عماد الدليمي لـ"العرب اليوم"، أن "المتحدث باسم متظاهري المحافظة الشيخ سعيد اللافي موجود في ساحة الاعتصام، وأن المتظاهرين شكلوا درعاً بشرياً لحمايته، وأن المصلين وأهالي وشيوخ الرمادي أفشلوا محاولة القوات باعتقال اللافي من جامع هميم وسط الرمادي"، مؤكدًا أن "المتظاهرين لن يسمحوا لأية قوة بدخول ساحة الاعتصام، أو باعتقال أي شخص".
وكان اللافي قد كشف في وقت سابق لـ"العرب اليوم"، عن أن رئيس الحكومة نوري المالكي قد أصدر مذكرة اعتقال بحقه بتهمة الإرهاب، مؤكدًا أن "قوات أمنية حاولت اعتقالI في 11 شباط/فبراير 2013، لكنها لم تستطع تنفيذ عملية الاعتقال"، فيما هدد الشيخ أبو عبد الله العساف، أحد ممثلي المتظاهرين في الرمادي، بأن "المتظاهرين سيضربون بيد حديد ونار كل من يحاول اعتقال أحد منهم".
واللافي هو رجل دين شاب، تصدر اسمه واجهة الأحداث أخيرًا، بعد تكليفه من قبل اللجان الشعبية في الرمادي بالتحدث نيابة عن المتظاهرين، ويلاحظ تحول أسلوبه إلى الانتقاد الحاد لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي والداعمين له من أبناء محافظة الأنبار، التي تشهد منذ الـ21 من كانون الأول/ديسمبر 2012، تظاهرات مناوئة للحكومة، تطورت بعد "إعلان الزحف" إلى بغداد الذي لاقى ردود فعل شديدة اللهجة من قبل الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، ردت على تلك الدعوات وأكدت أنها ستتخذ الإجراءات الأمنية المناسبة وستضرب "بيد من حديد" لإيقاف حالات "التمادي وزعزعة" الأمن الاجتماعي وتعطيل المفاصل الحيوية للدولة، محذرة بشدة الساعين إلى "استغلال التظاهرات السلمية لتحقيق مكاسبهم الخاصة، والذين يعملون على تشكيل جماعات مسلحة خارج سلطة الدولة".
ورافقت تهديدات الحكومة إجراءات غير مسبوقة فرضتها القوات الأمنية على مداخل بغداد، منعت بموجبها جميع المواطنين من أهالي محافظات صلاح الدين ونينوي والأنبار وديالي وواسط ومحافظات الجنوب والوسط من العبور في اتجاه العاصمة، كما فرضت إجراءات مشددة في محيط المنطقة الخضراء والأعظمية، فيما تتزايد اعداد المتظاهرين في كل جمعة، بينما يحرص منظمو التظاهرات على إطلاق أسماء مميزة على جمع التظاهر، مثل جمعة "لا تخادع"، و جمعة "ارحل"، وجمعة "بغداد صبرا الأخيرة"، وأعلنوا أن الجمعة المقبلة ستكون جمعة "المالكي أو العراق".