عناصر من الجيش التونسي تشيع احد الجنود
عناصر من الجيش التونسي تشيع احد الجنود
تونس - أزهار الجربوعي
أكد الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي في كلمة خاطب بها الشعب التونسي، مساء الإثنين، عقب استشهاد 9 جنود في كمين رميًا بالرصاص قرب الحدود مع الجزائر، أن بلاده مُهدّدة بمخططات إرهابية تستهدف ثورتها السلمية الناجحة وإسلامها المعتدل، داعيًا القوى السياسية إلى وحدة الصف الوطني، وتجاوز الانقسامات
والخلافات الضيقة، كما أكد الرئيس المرزوقي أن الارهابيين نجحوا في تحقيق نصف أهدافهم بعد ان حملوا أبناء الشعب التونسي على الانقسام والفتنة.
واعتبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن الإرهابيين الذين يتربصون بتونس قد حققوا نصف مخططاتهم وأهدافهم، بعد نجاحهم في تحقيق سلسلة من الاغتيالات "الدنيئة"، دفعت أطياف الشعب إلى التضارب والانقسام، وإحداث البلبلة والفوضى والفتن التراشق بالتهم وتأليب الشعب ضد بعضه، وهو ما يؤكد أن تونس باتت مستهدفة في ثورتها السلمية، وفي نموذج حكمها وإسلامها المعتدل"، على حد قوله.
واعتبر الرئيس التونسي أن القضاء على الإرهاب في حد ذاته يحتاج معالجة خطيرة، وأن أول طريقة دفع هذا الخطر يجب أن تكون مؤمّنة بالوحدة الوطنية، داعيًا الشعب التونسي إلى الصبر والوحدة ومعاضدة جهود رجال الأمن والجيش، قائلاً "سننتصر لأننا أصحاب حق"، داعيًا الطبقة السياسية إلى الوعي ونبذ الانقسامات.
ولئن اعترف المرزوقي بارتكاب حكومة ائتلاف الترويكا (النهضة، التكتل، المؤتمر) لأخطاء، إلا أنه شدّد على أنه لا توجد أيّ حكومة أو مؤسّسات منزهة عن العيوب، داعيًا الطبقة السياسية ومنظمات المجتمع المدني الغيورة على الوطن إلى نسيان الغضب مهما كان شرعيًا، والعودة إلى الحوار بقلوب صافية، والاصطفاف لدرء المخاطر عن الوطن، حتى لا تذهب دماء الشهداء الزكية سُدى، وفق تعبيره.
وأضاف الرئيس التونسي "نعيش مصيبة جديدة سنواجهها برباطة جأش وثقة ومسؤولية"، مشدّدًا على أن الصعوبات الكبرى تصنع الشعوب الكبرى، داعيًا إلى إنجاح ثورة تونس وتفويت الفرصة على المتآمرين عليها أيًا كانت التحديات، على اعتبار أنها "الشعلة الأخيرة والأمل الأخير لنجاح الربيع العربي"، على حدّ قوله.
على صعيد آخر، أكّد الطبيب الشرعي الذي كان أول من عاين جثث الجنود الذين سقطوا في كمين رميًا بالرصاص، مساء الإثنين، في منطقة جبال الشعانبي على الحدود مع الجزائر، أن جميع الجثث تعرضت إلى طلق ناريّ كثيف جدًا، كما تم ذبح 5 منهم، ملاحظًا وجود طعنات بآلة حادّة، كما أن الجنود قد وصلوا إلى المستشفى منزوعي الثياب، واصفًا ما تعرضوا له بـ" التنكيل البشع".
وترتفع في تونس درجات الغليان الشعبي والاحتقان السياسي إلى درجة لا يمكن التنبؤ بانعكاساتها، حيث اشتبك عدد من أنصار حزب "النهضة" الاسلامي الحاكم مع عدد من المحتجين المنتمين لائتلاف "الجبهة الشعبية" المعارض في محافظة القصرين، التي عاشت حادث استشهاد 9 جنود رميًا بالرصاص في كمين إرهابي، وسط تراشق بالتهم بشأن المسؤوليات في تأزّم الأوضاع، حيث يرى الفريق الحكومي أن ما تتعرض له البلاد تقف وراءه قوى أجنبية رافضة لنجاح الثورة التونسية، وبتواطؤ مع عدد من قوى المعارضة الداخلية وبقايا النظام السابق، مواصلة اتهامها للمعارضة بـ"تجارة الجثث" والقفز على الدماء للوصول إلى السلطة وتحقيق مآرب سياسية ضيقة، في حين تتمسك المعارضة بدعوة الحكومة التي يقودها إسلاميون إلى الرحيل، وباتهامها بالتشجيع على العنف والفشل في إدارة الملف الأمني ومعالجة قضايا العنف السياسي والإرهاب.