القاهرة ـ أكرم علي سادت حالة من الهدوء على ميداني رمسيس (وسط القاهرة) والجيزة، بعد اشتباكات حادة بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وأهالي الميدانيين، في الوقت الذي يواصل فيه أنصار مرسي اعتصامهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة لليوم الـ 19 على التوالي، للمطالبة بعودته إلى الحكم. وقد تحول ميدان الجيزة إلى ساحة معركة بالأسلحة النارية بين أنصار مرسي وأهالي شارع المحطة والجيزة، واختبأ عدد من المواطنين في جراج موقف الأتوبيسات، خوفًا من الإصابة بالطلقات النارية، في ظل غياب تام لرجال الأمن، فيما شهد ميدان رمسيس اشتباكات نشبت بين مؤيدي المعزول والباعة الجائلين، أدت إلى إصابة العشرات، بعدما اعتلى مؤيدو مرسي كوبري 6 أكتوبر، وقاموا برشق السيارات بالحجارة وتعطيل حركة المرور.
وأعلن رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة الدكتور خالد الخطيب، عن وفاة 7 أشخاص وإصابة 261 آخرين في أحداث الاشتباكات التي وقعت مساء الإثنين، وحتى الساعات الأولى من فجر الثلاثاء في ميدان رمسيس وأعلى كوبرى أكتوبر وميدان "النهضة" أمام جامعة القاهرة وشارع البحر الأعظم.
وأوضح الخطيب، في بيان صحافي، أن 137 من المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تحسن حالتهم، ويتبقى 124 لا يزالوا يتلقون العلاج، وأن الاشتباكات التي وقعت في ميدان رمسيس وأعلى كوبرى أكتوبر، أسفرت عن إصابة 134 مصابًا وحالتي وفاة، وأمام رابعة العدوية 5 مصابين، وفي ميدان "النهضة" ومحيط جامعة القاهرة 114 مصابًا و4 حالات وفاة، وفي شارع البحر الأعظم وشارع المحطة 8 مصابين وحالة وفاة.
ولا يزال العشرات من مؤيدي مرسي محتجزين في مسجد الفتح في رمسيس، حيث حاول الأهالي إقناعهم بالخروج والتأكيد على عدم تعرض أي منهم لسوء، إلا أنهم أصروا على عدم الخروج من المسجد حتى الآن، وهو ما اضطر الأهالي إلى تكوين سلسلة بشرية أمام باب المسجد لضمان عدم دخول أي مندسين إليه.
وأكد شهود عيان، لـ"العرب اليوم"، أن المسجد بداخله نحو 400 من أنصار الرئيس المعزول، احتموا بالمسجد خلال الاشتباكات التي وقعت مساء الإثنين في ميدان رمسيس واستخدموه لإلقاء الحجارة والمولوتوف على قوات الشرطة، فما باشرت نيابة الأزبكية، التحقيق فى واقعة قيام أنصار مرسي بقطع كوبري أكتوبر.
وأكد مصدر أمني في مديرية أمن القاهرة، أنه تم إلقاء القبض على 6 متظاهرين من مؤيدي مرسي، وتم التحقيق معهم من قبل رئيس مباحث قسم الأزبكية المقدم أحمد الأعصر.
وكثفت اللجان الشعبية في ميدان التحرير من تواجدها على جميع المداخل المؤدية إلى الميدان، لا سيما مدخل عبدالمنعم رياض باتجاه المتحف المصري وكوبري قصر النيل، يأتي ذلك عقب الأحداث التي شهدها ميدان رمسيس مساء الإثنين، وتردد أنباء عن توجه عدد من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسي إلى ميدان التحرير.
وكان عدد كبير من مؤيدي الرئيس المعزول قد اعتصموا أعلى كوبرى أكتوبر أمام ميدان رمسيس، وقاموا ببناء جدار إسمنتي صغير لغلق الطريق أمام المارة، عقب صلاة العشاء مساء الإثنين، لأداء صلاة التراويح، مما دفع قوات الأمن إلى الاستعانة بقنابل الغاز لتفريقهم وفتح الطريق أمام المارة.