صنعاء ـ علي ربيع بدأت السلطات اليمنية، الاثنين، في تنفيذ حملة  أمنية مكثفة، في العاصمة صنعاء  ومراكز المدن اليمنية مدعومة بقوات الشرطة العسكرية، ووحدات من الجيش، في سعي منها لوضع حد لمظاهر الانفلات الأمني التي  باتت تهدد مسار الانتقال السياسي في البلاد، مع ما رافق ذلك في الفترة الأخيرة من حوادث اغتيال طالت العشرات من ضباط الجيش والمخابرات، في غضون ذلك عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الاثنين، في العاصمة صنعاء، لقاءً مع مساعد وزير الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية، راندي بيرز، بحث فيه  إجراءات جديدة لتشديد الحماية على مقر سفارة واشنطن وأعضاء بعثتها الدبلوماسية في صنعاء، عقب التهديدات الأخيرة التي أطلقها تنظيم"القاعدة" في اليمن.
وفيما لم يتم الإفصاح رسميًا عن فحوى النقاش بين المسؤول الأميركي والرئيس هادي قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، "إن هادي عبر خلال  اللقاء عن تقديره للولايات المتحدة الأميركية لما قدمته لليمن من مساعدات سياسية واقتصادية وأمنية" كما أكد له أن "مسار التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن تسير من نجاح إلى نجاح" لافتًا إلى نتائج زيارته إلى واشنطن في أيلول/سبتمبر الماضي، ولقاءاته بالمسؤولين الأميركيين، مشيرًا إلى ما كان لها من"ثمار طيبة" في تطوير التعاون المشترك بين بلاده والولايات المتحدة، "خاصة فيما يتصل بالجوانب الأمنية ومكافحة الإرهاب".
وفي حين نقلت المصادر الرسمية اليمنية عن هادي تأكيده أن علاقة بلاده بواشنطن"تميزها الشفافية والوضوح" قالت مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" "إن زيارة المسؤول الأميركي لليمن تأتي في سياق التهديدات الأخيرة التي أطلقها تنظيم"القاعدة" لاستهداف سفير واشنطن ورعاياها من المدنيين والعسكريين في اليمن، وأكدت أن لقاء بيرز مع الرئيس اليمني  كان بهدف إطلاعه على إجراءات أمنية جديدة، قررت واشنطن اتخاذها في اليمن لتتواءم مع تلك التهديدات، حيث من المحتمل أن تقوم، بحسب المصادر، بتعزيز تواجدها العسكري في صنعاء بعشرات من جنود المارينز الإضافيين، لتشديد حماية سفارتها وتأمين دبلوماسييها.
في هذه الأثناء شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ومدن أخرى، تنفيذ حملة أمنية واسعة تقوم بها أجهزة الشرطة وقوات الأمن الأمن المركزي مدعومة بقوات الشرطة العسكرية، ووحدات من الجيش اليمني، في سياق الحلول التي توصلت إليها السلطات للحد من مظاهر الانفلات الأمني، وما صاحبها في الفترة الأخيرة من حوادث اغتيالات، طالت عشرات من ضباط الجيش والمخابرات، يشتبه في وقوف تنظيم "القاعدة" وراءها.
وأكدت مصادر أمنية لـ"العرب اليوم" أن الحملة تمكنت خلال الساعات الأولى من بدايتها من ضبط المئات من الدراجات النارية المخالفة للقوانين، والتي يشتبه في استخدام بعضها لتنفيذ عمليات الاغتيال، بالإضافة إلى توقيف العديد من السيارات المجهولة ومصادرة المئات من قطع الأسلحة غير المرخص بحملها كانت بمعية مواطنين.
في السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعة في الرئاسة اليمنية انزعاج الرئيس هادي واستياءه الشديد، من عجز الحكومة في وقف التدهور الأمني داخل العاصمة صنعاء، وهو ما جعله، بحسب المصادر، يتخذ قرارات غير معلنة، ويأمر وحدات من الجيش للانتشار في محيط  العاصمة صنعاء، لمساندة أجهزة الشرطة في الحد من الانفلات الأمني، وتوقيف العناصر المشتبهة، وعدم السماح بالمظاهر المسلحة، فيما أمر وحدات الشرطة العسكرية بالانتشار داخل العاصمة، والمدن الأخرى، للمشاركة في تنفيذ الحملة الأمنية المكثفة، والقيام بعمليات تفتيش دقيقة للسيارات، وتوقيف الدراجات النارية المخالفة.
من ناحية أخرى، كان المئات من اليمنيين قد تظاهروا، صباح الاثنين، أمام منزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مطالبين بسرعة إخراج المعسكرات من مدينة صنعاء، وإخلاء محيطها من مخازن الذخيرة التي تهدد سلامة السكان، بالإضافة إلى مطالبتهم بإعادة الأراضي التي كانت قد أقيمت عليها هذه المعسكرات إلى ملاكها الأصليين.