مدير الاستخبارات الأميركية السابق ديفيد بترايوس وكاتبة سيرته الذاتية باولا برودويل
واشنطن ـ يوسف مكي
قدم مدير الاستخبارات الأميركية الـ"سي آي إيه" السابق ديفيد بترايوس اعتذارًا علنيًا عن تورطه في علاقة غرامية خارج نطاق الأسرة، وهي الفضيحة التي اضطرته إلى الاستقالة من منصبه. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "بتراويوس في أول محاولة له للعودة إلى الحياة العامة، استعان بلهجة اعتذار واضحة
، في كلمته مساء الثلاثاء، لما سببته الفضيحة من آلام لعائلته".
ونشرت الصحيفة بعضًا من كلمته قال فيها "أتحدث إليكم اليوم وأنا أدرك أني في موقف ووضع يختلف عما كنت عليه قبل عام"، وقال أنه "يعرف أنه لا يمكنه أن يخفف تمامًا الآلام التي تسبب فيها لأقرب الناس إليه"، ولكنه أكد أنه "يستطيع أن يتصرف قدر الإمكان بطريقة، يمكن أن تتفق مع القيم التي يتمتع بها قبل أن يسقط في مستنقع الفضيحة، كي يصلح ما أفسده ويعالج آلام من تسبب في إيذائهم وإحباطهم".
وقام بترايوس (60 عامًا)، بإلقاء كلمته أمام جمهور في جامعة ساوثرن كاليفورينا، وسط آمال البعض في أن يكون هذا الاعتذار، بمثابة بداية لإحياء مسيرته كرجل سبق الإشارة إليه كأحد مرشحي الرئاسة الجمهوريين.
وكان بترايوس قد استقال فجأة، في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعد أن كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ "إف بي آي" عن تورطه في علاقة غرامية استمرت ستة أشهر مع كاتبة سيرته الذاتية باولا برودويل، ومنذ ذلك الحين تعمد بترايوس الاختفاء عن الأنظار، وفي تلك الأثناء كان يضع الأساس بهدوء من أجل رد اعتباره وأهليته، وخلال أسبوع من استقالته، قام بترايوس بالاستعانة بأبرز المحامين في واشنطن، لمساعدته في النجاة من هذه الفضيحة مع برودويل، التي كانت سببًا في التحقيقات التي أجراها الـ "إف بي آي"، عندما بعثت برسائل تهديد وتحرش إلى امرأة أخرى كانت تخشى من أن تنافسها في علاقتها ببترايوس.
وقال روبرت بارنيت المعروف بمهارته في إبرام صفقات الكتب عن النخبة السياسية، بداية من الرئيس باراك أوباما وحتى سارة بالين، التي كانت يومًا ما مرشحة لمنصب نائب الرئيس، في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة "نيويورك تايمز" أن "بترايوس أمضى الوقت الماضي مع عائلته، وأنه وعائلته يتطلعان إلى المستقبل دون النظر إلى الماضي".
وقال بترايوس أنه "يدرك أن ما حدث له في الفترة الأخيرة، كان من فعله، ولهذا فهو يرجو من الجميع أن يمنحوه الفرصة كي يؤكد من جديد شعوره بالندم الشديد والاعتذار عن الظروف، التي أدت إلى إعلان استقالته من الـ (سي آي إيه)، وتسببت في إيذاء مشاعر عائلته وأصدقائه وأنصاره".
ويقال أن "بترايوس حافظ على نشاطه وعمله الروتيني خلال فترة احتجابه، إذ كان يقضي الوقت في الجري سبعة أميال وقيادة الدراجة الهوائية لمسافة 25 ميلاً، وكان اعترافه بالفضيحة، التي أدت إلى استقالته قد ألقى بظلال الشك على سمعته كرجل زاهد، وقائد يتمتع بقيم أخلاقية، كما فتحت المجال أمام منتقديه، ليشككوا في أسطورته العسكرية، ولاسيما فيما يتعلق بزيادة القوات الأميركية في العراق، كما شكك هؤلاء في سمعته كرجل بارع".
وقد انتقد الصحافي مايكل هاستنغز، الذي له السبق في العام 2010 في خبر إبعاد الجنرال ستانلي ماكريستال (خليفة بترايوس) في أفغانستان، "وسائل الإعلام الأميركية، واتهمها بأنها صنعت منه أسطورة، ووصف استراتيجية زيادة عدد القوات الأميركية في العراق، بأنها كانت أكثر المهام الخادعة في التاريخ الأميركي الحديث".
ومع ذلك فإنه وبعد استقالة بترايوس، قام أوباما بترك المجال أمامه مفتوحًا للعودة، عندما أعرب عن آماله في قلب هذه الصفحة نهائيًا، باعتباره حادثًا عارضًا في مسيرته الرائعة.
والآن وبعد مرور ستة أشهر، رفض خلالها بترايوس الظهور الإعلامي، وإلحاح وسائل الإعلام كي يروي حكاية الفضيحة من وجهة نظره، أشارت تقارير صحافية إلى "احتمال قيامه بأعمال ذات طبيعة استشارية"، إذ ألمح إلى أنه "على استعداد للعودة للحياة العامة وهي عملية يرى أنها ستكون صعبة".
وأكد بترايوس في كلمته أن "التحول من العمل العسكري إلى العمل المدني يُعد في الغالب بمثابة تحدٍ كبير تمامًا، على الرغم من الاعتقاد السائد بأن الجندي العظيم سيكون قادرًا، بطبيعة الحال، على التحول والعمل بسلاسة في مجال الخدمات المدنية".