أمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران
الرباط - عبد الصمد محمد
اعترف أمام قيادة حزبه وأعضاء أمانته العامة بوجود تباين في الموقف من الحكومة داخل المحيط الملكي داعيا إلى ضرورة التفريق بين خصوم التجربة الحكومة الحالية وبين داعمي نجاحها في المحيط الملكي. وكشفت مصادر قيادية في الحزب لـ"العرب
اليوم" أن كلمة بنكيران التي ألقاها في الاجتماع الأخير للأمانة العامة للحزب، ركزت بشكل كبير على مؤشرات عودة خصوم الحزب الذين ضيقوا عليه في سنوات 2002 و2003 وما بعدهما إلى الواجهة من خلال تغيير استراتيجية التحكم في المشهد السياسي باللجوء إلى "تطويع" أحزاب بعينها للعب دور التشويش على العدالة والتنمية.
وأضافت المصادر أن بنكيران لم يُفصح أمام أعضاء الأمانة العامة عن أسماء ولا صفات من قال إنهم يواصلون عداءهم لحزب العدالة والتنمية ولا عن أسماء وصفات من يعتقد أنهم يرغبون في نجاح تجربته الحكومية، مكتفيا وفق المصادر نفسها بالتأكيد على ضرورة التمييز في مواقف الحزب بين هؤلاء بغية الإنصاف والموضوعية.
وقالت المصادر، إن أمين عام الحزب ورئيس الحكومة وضع لقيادة حزبه أن ما يمكن تسميته بخريطة طريق بشأن التعامل مع مربع صناعة القرار في الدولة، منبها على أن الجميع ليسوا على نفس درجة الخصومة والعداء للتجربة الحكومية التي يقودها حزبه.
وأكد بنكيران حسب المصادر، أن الخطاب الذي يجب أن يحكم الحزب خلال هذه المرحلة تجاه المحيط الملكي ينبغي أن يفرق بين المقربين من مربع القرار على اعتبار أنهم ليسوا على درجة واحدة في ما سمي خصومة التجربة الحكومية، مؤكدا لهم أن هناك من يريد أن تنجح التجربة حقيقة ويمد يد العون ومستوعب لمتغيرات المرحلة.
وشددت المصادر أن اللقاء كان فرصة طرح من خلالها بن كيران، ما يُمكن وصفه بخارطة الطريق التي من المنتظر أن يتبعها الحزب خلال هذه المرحلة، بخاصة بعد اشتداد ما سمي التضييق والتشويش على الحكومة التي يقودها.
وبحسب مصادر قيادية في الحزب فإن بن كيران من خلال مروره في مجلس المستشارين أرسل إشارات قوية إلى تلك الأطراف التي كانت تواجه الحزب منذ 2002، وهو نفس الأمر الذي سبق بن كيران شرحه في الاجتماع المذكور.
وكشف عبد الإله بن كيران في لقاء جمعه الأحد مع أطباء حزبه، عن بدء المشاورات لتشكيل الطبعة الثانية من الحكومة التي يقودها، معربا عن أسفه حيال قرار وزراء الاستقلال تقديم استقالاتهم من الحكومة.
وعلم "العرب اليوم" من مصدر رسمي أن رئيس الحكومة قال أثناء ترؤسه للجمع العام العادي الذي عقدته جمعية أطباء العدالة والتنمية تحت شعار "معا من أجل الالتزام بأخلاقيات مهنة التطبيب"، الأحد ، بالمقر المركزي للحزب، "لقد بدأنا مشاوراتنا لترميم الحكومة".
وسجلت المصادر أن بن كيران اكتفى بتلك الجملة ولم يكشف مزيدا من التفاصيل، قبل أن يبدي أسفه على مغادرة وزراء الاستقلال حكومته، ملوحا إلى أن الوزراء مورست عليهم ضغوط من جهات نافذة خارج الحزب بغية الاستقالة، معتبرا القرار "غير معقول لأنه بدأنا مسلسلا من ورش الإصلاح انخرط فيه وزراء الحزب".
وهاجم بن كيران حميد شباط قائلا إن "الأمين العام لحزب الاستقلال مخطئ وما يقوم به إساءة للوطن، ولكن نحن سنتحمل مسؤوليتنا وسنتحالف مع من يمكن أن نتحالف معه".
وتابع بن كيران مستغربا دفع شباط حزب الاستقلال للخروج إلى المعارضة، "ليست المسؤولية هي دفع حزب ما إلى المعارضة بهدف ربح أصوات انتخابية".
وشدد بن كيران على أن من يهاجم العدالة والتنمية لم يفهم بأنه ليس فقط كاف أن تسب لكي تكسب ثقة الشعب، ولكن ينبغي أن يكون لكلامك مصداقية، مضيفا أن العدالة والتنمية لم يأت بغية منافع ومناصب، بل جاء لنهضة البلاد بمساهمتنا مع الآخرين.
وأكد بن كيران أن حزب العدالة والتنمية يستشعر مسؤوليته والثقة التي وضعها فيه المغاربة، بالرغم من استهدافه بكافة الأساليب التي يمتلكها خصومه بما في ذلك الكذب والزور والبهتان والإشاعات وأمور أخرى.