بيروت ـ جورج شاهين عادت العمليات العسكرية عصر الاثنين إلى عنفها غير المسبوق في اليومين الماضيين بعدما نقل الجيش اللبناني مزيداً من التعزيزات العسكرية للفصل بين الطرفين على محاور القتال بين بعل محسن العلوية وباب التبانة السنية في مدينة طرابلس شمال لبنان بعدما نقلت قيادة الجيش إلى المدينة وحدات إضافية من اللواء 12 وفوج التدخل الرابع للجيش من أجل الانتشار المناطق الفاصلة ما بين منطقتي جبل محسن والتبانة حيث تعرضوا لإطلاق نار من الجانبين ما أدى إلى ارتفاع حدة المعارك ومعها عدد القتلى والجرحى.وأفيد باستشهاد جنديين الأول يدعى عمر الحاج عمر والثاني هو الجندي الأول علي شحادة الذي كان قد نُقل إلى مستشفى زغرتا للمعالجة حيث يخضع لعناية طبية مكثفة لم تنقذه من إصابته القاتلة وأصيب أكثر من تسعة جرحى من بينهم ثلاثة عسكريين جدد رفع عدد القتلى منذ نهار الأحد إلى خمسة قتلى وما يزيد على 37 جريحاً من المدنيين والعسكريين .
وعليه تكثّفت الاتصالات على أعلى المستويات واطّلع رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي هاتفياً من قائد الجيش العماد جان قهوجي على التدابير والإجراءات الأمنية التي ينفذها الجيش في طرابلس لضبط الوضع وتوقيف المُخلين بالأمن.
وأكد الرئيس ميقاتي في خلال الاتصال دعم الجيش في الإجراءات الآيلة إلى وقف النزيف الأمني في طرابلس الذي تدفع ثمنه المدينة من أرواح أبنائها وممتلكاتهم .
وشدد على "أن الجيش اللبناني لديه الدعم الكامل من السلطة السياسية ومجلس الوزراء وقيادات طرابلس وفاعلياتها وأبنائها لاتخاذ ما يراه مناسباً من إجراءات لوقف الاخلال بالأمن، لا سيما وأن البعض يحاول مجددا العمل على انفلات الوضع الأمني واستخدام طرابلس ساحة لتصفية الحسابات السياسية".   وأجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اتصالاً هاتفياً بالرئيس ميقاتي أبدى فيه قلقه من الأحداث الأليمة التي تشهدها عاصمة الشمال في طرابلس ،واطلع منه على الإجراءات التي يتم اتخاذها للحد من تفاقم التدهور الأمني وكذلك ما يقوم به الرئيس ميقاتي من مواصلة اللقاءات والمساعي مع القيادات السياسية في المدينة.   
وتمنى الرئيس سلام أن يتم التوصل إلى ما يُطَمْئِن نفوس أبناء طرابلس ويحقق السلم الأهلي فيها.
وفي هذا الوقت استضاف منزل النائب أحمد كبارة لقاء لنواب المدينة وفاعلياتها شدد على وقف النار وسحب المسلحين من الشوارع دون جدوى.
وكانت الاشتباكات تجددت بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس اللبنانية، قبيل ظهر الاثنين، وبعد أن سادت المدينة حالة من الهدوء الحذر صباحاً، فيما أعاد الجيش اللبناني فتح الطريق الدولي الذي يربط طرابلس بعكار.
واطّلع الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا، الاثنين، من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، على الوضع الأمني في البلاد وفي طرابلس بخاصة، والخطوات التي ستتخذها الوزارة حيال الشأن الانتخابي، وقبول الترشيحات للاستحقاق النيابي، في ضوء عدم توصل المجلس النيابي إلى إقرار قانون جديد للانتخابات، فيما بحث سليمان مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في الأوضاع على المعابر، ولا سيما الحدودية منها مع سورية، وأهمية التشدد في ضبط حركة العبور عليها.
وأوضحت آخر الإحصاءات الصادرة عن قوى الأمن الداخلي، والتي وصلت إلى "العرب اليوم"، صباح الاثنين، أن ضحايا الاشتباكات هما القتيلان محمد يوسف من جبل محسن، وعبدالقادر أحمد من التبانة، وأن عمليات القنص تجددت قبيل ظهر الاثنين، على بعض محاور، مما أسفر عن إصابة 7 آخرين، بعد ليل أُصيب فيه 27 مدنيًا بينهم ضابط وعسكري من الجيش، وعنصر من قوى الأمن الداخلي، وأنها أسفرت أيضًا عن احتراق 3 محلات تجارية، بينها محل احترق كليًا، وتضررت 11 سيارة مدنية، وتضررت آلية لقوى الأمن الداخلي بالرصاص، مضيفة أن "حدة الاشتباكات تراجعت ليلاً على الرغم من سماع بعض القذائف الصاروخية، وأن عددًا من المدارس البعيدة عن مناطق الاشتباكات فتحت أبوابها واستقبلت الطلاب، فيما أغلقت باقي المدارس، وسط حركة سير ضعيفة في المدينة".
وأكدت مصادر أمنية، صباح الاثنين، أن "الوضع الأمني في طرابلس يسوده الهدوء الحذر، على الرغم من سماع بعض الأعيرة النارية بين الحين والاخر، وأن الجيش اللبناني أعاد فتح الطريق الدولي الذي يربط طرابلس بعكار، والحدود اللبنانية – السورية في محلة التبانة ودوار نهر أبو علي، وأن حركة السير عليه ضعيفة، وترافق ذلك مع عودة النازحين إلى المناطق الداخلية من المدينة، التي شهدت اشتباكات عنيفة وتسببت في عملية نزوح داخلية ليلية إلى مناطق أكثر أمنًا".
وباشرت قوة من الجيش اللبناني، عند العاشرة من قبل ظهر الاثنين، دهم بعض الأحياء والمباني التي لم يخليها المسلحون في كلا الطرفين، وبخاصة في المباني المشرفة على الأحياء المتقابلة، فيما عقد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي اجتماعًا مساء الأحد، شارك فيه وزراء المدينة محمد الصفدي، فيصل كرامي وأحمد كرامي، والنواب بدر ونوس، سمير الجسر، روبير الفاضل ومحمد كبار، وتخلله اتصالات أمنية باوزير الداخلية مروان شربل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والمدير العامن لقوى الأمن الداخلي العميد روجيه سالم، جرى خلالها التداول في الوضع الأمني في المدينة، وسبل وقف النار.
وجاء الاجتماع استكمالاً لسلسلة اللقاءات التي تعقد من أجل إيجاد السبل الكفيلة بمعالجة الوضع الأمني في طرابلس، ومتابعة المقررات التي تم اتخاذها من أجل الحفاظ على استقرار المدينة، بما يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، واستكمال تنفيذ المشاريع المقررة لها.
وناشد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، أبناء طرابلس عدم الانجرار مجددًا إلى الفتنة التي يسعى البعض الى نشرها في المدينة، مشددًا في الوقت ذاته على أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية يعملون بحزم لتوقيف المخلين بالأمن والعابثين بأمن المدينة، مضيفًا "قدر طرابلس في كل مرة أن تكون البوابة التي يستغلها البعض لتوجيه الرسائل السياسية والأمنية في أكثر من إتجاه، وقدر أبناء طرابلس الشرفاء أن يكونوا في  في كل مرة وقودًا لمعارك عبثية تستنزف المدينة بشرًا وحجرًا واقتصادًا، ومن هذا المنطلق فإننا نجدد التأكيد على القوى الأمنية التعاطي بكل حزم مع الأحداث الجارية، وتوقيف المتورطين إلى أي جهة انتموا، والرد بحزم على مصادر النار التي تستهدف المواطنين الآمنين في منازلهم وعلى الطرق، كما نجدد دعوة قيادات المدينة وفاعلياتها إلى التعاون لوقف الأحداث الجارية وتوقيف المتورطين، لا سيما وأننا في اللقاء الذي عقدناه مع وزراء المدينة ونوابها السبت الماضي شددنا على الحزم في منع الإخلال بأمن طرابلس وتحويلها ساحة لإيصال الرسائل السياسية وتصفية الحسابات واستحضار الأزمات الخارجية على المدينة، فيكفي طرابلس وأبناءها  ما دفعوه من ثمن باهظ حتى الآن، وعلينا جميعًا أن نعمل لإنقاذ طرابلس مما وصلت إليه على الصعد كافة".
وجاء نداء ميقاتي بعدما تجددت المعارك في المدينة إثر البدء بتنفيذ خطة إنمائية خصصت لها 200 مليار ليرة لبنانية (ما يعادل 133 مليون دولار) من المشاريع التي توفر 7 آلاف وظيفة لأبناء المدينة، وقبل ساعات على المباشرة بخطة وقف المخالفات المرتكبة بدءًا من الإثنين.
ورأى الأمين العام لحزب "العربي الديمقراطي" العلوي، رفعت علي عيد، أن المسلحين السنة من الجانب الآخر فتحوا معركة مع جبل محسن، ردًا على الضربات التي يتلقاها حلفاؤهم في القصير على يد الجيش السوري الحر "المعارض"، ونظرًا إلى سقوط عدد من القتلى يقدر عددهم بـ 12 شخصًا، من الذين ذهبوا من طرابلس للقتال في القصير، مضيفًا "نقوم بالرد بشكل متقطع حتى الآن، لكننا سنفتح النار ونرد كما يجب إذا توقف الجيش عن الرد على مصادر النيران، وأعلن عدم قدرته على فرض التهدئة" .